Image by Regina from Pixabay
09/11/2023

9 نوفمبر.. يوم التناقضات في التاريخ الألماني

تُحيي ألمانيا اليوم، ذكرى التاسع من نوفمبر، هذا اليوم الذي شهد أحداث مهمة في تاريخ البلاد. ولا يمكن أن تكون أكثر اختلافًا وتناقضًا: ففي 9 نوفمبر 1848، فشلت ثورة الديمقراطية الألمانية. وفي 9 نوفمبر عام 1918، أعلن فيليب شيدمان قيام أول جمهورية ألمانية من شرفة الرايخستاغ وسط برلين. وبعد خمس سنوات، في 9 نوفمبر 1923، منعت الشرطة البافارية محاولة الانقلاب التي قام بها أدولف هتلر وأتباعه في ميونيخ. وشهد هذا اليوم أحداث العنف المروعة التي مورست ضد اليهود، فيما يعرف بليلة الكريستال في 9 نوفمبر 1938.

9 نوفمبر.. يوم التناقضات بالتاريخ الألماني!

في ليلة 9 إلى 10 نوفمبر عام 1938، بدأت أعمال العنف العلنية ضد المواطنين اليهود في ألمانيا النازية. وكان هذا التاريخ بداية الاضطهاد الممنهج ضد يهود أوروبا، والفاتحة التي أوصلت إلى المحرقة اليهودية “الهولوكوست”. وتعتبر هذه الفترة أحلك فصل في التاريخ الألماني.

وبعد مرور 51 عامًا، أي في 9 نوفمبر 1989، أدت الاحتجاجات الجماهيرية الشجاعة لسكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا لاحقًا.

الثورة الألمانية 

بدأت جمهورية فايمار بما يسمى بثورة نوفمبر، لكن العديد من الانتفاضات والاضطرابات الثورية الأخرى رافقت السنوات الأولى للديمقراطية الناشئة. فثورة 1918 – 1919 مثلت نهاية النظام الإمبراطوري، والانتقال إلى الجمعية الوطنية والديمقراطية. كان الديمقراطيون الاشتراكيون هم الذين تحركوا وسعوا لإيجاد طريقة لجعل هذا التحول سلميًا قدر الإمكان.

عام 1919، ظهرت أول ديمقراطية على الأراضي الألمانية مع جمهورية فايمار. وبفضل إنجازاتها مثل حق المرأة بالتصويت والتشريعات الاجتماعية، صارت مثالاً يحتذى في جميع أنحاء العالم. وفي هذا المناخ الليبرالي، حقق العلم والتكنولوجيا والفن والثقافة نقلات نوعية. وتحررت هذه المعارف الإنسانية من التقاليد التي عفا عليها الزمن.

جمهورية فايمار

الجمهورية المتنازع عليها 1919 – 1923 منذ البداية، إذ تعين على الجمهورية المؤسسة حديثاً أن تؤكد نفسها ضد الأعداء من اليمين واليسار الذين يرفضون مبادئها الديمقراطية الأساسية. وفي حين أراد الشيوعيون تأسيس حكم على غرار النموذج السوفييتي، كان هناك في المعسكر اليميني جهات فاعلة عرقية وقومية. كالحزب النازي الذي كان جديدًا حينها، إلى جانب نخب ذات توجه ملكي قديم. وفي بعض الحالات، كانت الأوضاع وقتها مشابهة للأوضاع وسط حرب أهلية! وبلغت الأحداث ذروتها في أزمة عام 1923.

ألمانيا 1933- 1945

تميز عام 1923 في ألمانيا بالتضخم المتفشي واحتلال منطقة الرور، والاستقطاب السياسي وخطط الانقلاب من اليسار واليمين. وخلال أزمات جمهورية فايمار، نمت النازية لتصبح حركة جماهيرية في ألمانيا. وتعرض اليهود والمعارضون السياسيون والمجموعات الأخرى للاضطهاد والطرد والقتل بشكل منهجي على يد النازيين، وفي عام 1939، شنت ألمانيا حربًا عالمية أودت بحياة أكثر من 60 مليون شخص.