Foto: Obada Ashraf
14/10/2023

مصر والسيسي.. نقاش حول حقوق الإنسان والديمقراطية والاقتصاد!

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمتابعة تطورات الوضع بالمنطقة العربية. هنا في برلين، دُعيت لحضور نقاش تحت عنوان (مصر بعد عشر 10 من وصول السيسي إلى السلطة). كان الوصول إلى مقر الندوة صعبا نوعًا ما، بسبب وجود الشرطة الألمانية بكثافة قرب المكان، لمنع مظاهرة غيرة مرخصة للتضامن مع فلسطين.

مصر والديمقراطية والسيسي!

أدار الندوة الصحفي والمؤلف محمد مجاهد، وتحدث كلا من الدكتورة دينا وهبة (باحثة في جامعة برلين الحرة). وليزلي بيكيمال (الممثل الأقدم لشؤون المناصرة بالاتحاد الأوروبي، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان – بروكسل). وانضم عبر زووم، ماكس لوكس (عضو البرلمان الألماني، رئيس لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، تحالف 90/ الخضر- برلين).

في البداية استعرض مدير الندوة وضع حقوق الإنسان في مصر. وانطلق من المطالبات بالديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة التي نادى بها العديد من المصريين في ثورة ٢٠١١. والتي أدت لتنحي الرئيس السابق الراحل حسني مبارك، والذي حكم مصر لفترة طويلة. لكن الأمل بالتحول الديمقراطي في البلاد، دمره “الانقلاب العسكري”، والذي جاء بـ عبد الفتاح السيسي لقمة هرم السلطة صيف عام 2013.

طرحت الندوة عدة محاور لتقييم الوضع في مصر، كان أبرزها الأمن والتنمية الاقتصادية والنظام الصحي والتعليمي. بالإضافة إلى وضع حقوق الإنسان في مصر، ومساحات عمل المجتمع المدني، والاقتصاد المصري الذي بات على وشك الانهيار.

الاعتقال بسبب “الرقص” في زمن السيسي!

تحدثت الدكتورة دينا وهبة عن المعتقلين الذين تخطى عددهم الـ ٧٠ ألف سجين سياسي في مصر. كما ازداد التضييق على النشطاء ومنعهم من السفر. واعتبرت وهبة أن الأزمة الاقتصادية تضع السلطات المصرية في أزمة عميقة، وأضافت: “الدعم الذي حصل عليه السيسي كان كبيرا بذريعة التخلص من الإخوان المسلمين. وقد استخدم كل الوسائل العاطفية وبكى أكثر من مرة كي يؤثر على الناس. وكان دائما يضرب الأمثال بجمال عبد الناصر، لكن في اللحظة الراهنة بات يخسر حب الناس وهذا يمكن أن يكون المؤثر الأكبر من وجهة نظري في اللحظة الراهنة”.

وأضافت وهبة أن الحصول على تمويل لمنظمات المجتمع المدني أصبح غير قانوني. وأدانت المناخ القمعي الذي خلقه النظام واعتقل خلاله البعض فقط بسبب “نشر فيديوهات رقص على منصة تيك توك”.

الوضع الاقتصادي وحلول السيسي!

علقت ليزلي بيكيمال على تردي الوضع الاقتصادي المصري، بينما يستعد الشعب المصري لانتخابات جديدة. واستشهدت بكلمة السيسي: “والله العظيم لو تمن التقدم الأكل والشرب لتقدم الأمة.. يبقى ما ناكلش وما نشربش”! وربطت بيكمال حديثها بالوضع الراهن والمناخ الذي فرضته سياسات السيسي في قمع المظاهرات التي كان آخرها عام ٢٠١٣! واعتقال آلاف الأشخاص خلال الأيام القليلة الماضية.

قلق ألماني من ارتفاع نسب اللجوء!

ادعى ماكس لوكس أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها التي تهتم وتتابع ملف حقوق الإنسان، خصوصا في مصر وتونس. خوفا من الهجرة المحتملة من المنطقة. ويعتقد لوكس أيضا أن سياسات ألمانيا بمتابعة ملف حقوق الإنسان سياسات ناجحة، لكنها تستحق المراجعة وأضاف: “يجب علينا النظر بملفات حقوق الإنسان، وهي الأساس الذي يمكن أن نبني عليه القرار عندما ننظر إلى واقع الإنسان المصري وطريقة عيشه، لا يجب علينا ترحيل أي شخص خارج ألمانيا”.

وأوضح لوكس أنه في الوقت ذاته لا يمكن ضمان إجراء انتخابات نزيهة في مصر! لكنه يرى أن هناك حراكاً في الشارع المصري يلوح بالأفق.

محاولات بائسة.. لكن ملهمة!

الدكتورة دينا وهبة قالت أيضًا: “في الوقت الذي نشعر فيه بالخوف من مشاركة الآراء السياسية على منصات التواصل الاجتماعي، نرى حالة ملهمة جدا كحملة المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي. واستعداداته لخوض السباق الانتخابي ضد السيسي، ونزول الآلاف من المصريين أمام مقرات الشهر العقاري لعمل توكيلات والتعرض للعنف والبلطجة”.

وختمت وهبة بالقول: “في النهاية أظن أنها محاولات بائسة لكلٍ من الطنطاوي وجميلة إسماعيل، لكنني أراها محاولات ملهمة لكل المصريين الذين لجؤوا إلى الضحك والسخرية من واقعهم المؤلم”.

  • إعداد وتصور: عبادة أشرف