طالبت منظمتا PRO ASYL و Adopt a Revolution في ألمانيا الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية الآن وتقديم مساعدات طارئة واسعة النطاق في شمال سوريا. وقالت المنظمات في بيان صحفي حصلت أمل برلين على نسخة منه “أودى الزلزال الشدسد الذي ضرب المنطقة الحدودية التركية السورية بحياة أكثر من ألف شخص، وهناك وعود بتقديم الدعم الدولي لتركيا، لكن في نفس الوقت تقع على عاتق المجتمع الدولي الآن مسؤولية إرسال مجموعة كبيرة من المساعدات إلى شمال سوريا، الذي تضرر بشدة أيضااً، وهناك آلاف الأشخاص المعرضين للخطر”.
الشمال السوري معاناة خاصة
وأشارت المنظمتان في بيانهما أن “شمال غرب سوريا يعاني بشكل كبير منذ سنوات من القصف المستمر من قبل نظام الأسد وروسيا، وتم تدمير البنية التحتية الطبية بشكل شبه كامل في المنطقة بأكملها” كما أن الناس هناك يعانون أيضاً من كورونا والكوليرا وآثار التضخم الاقتصادي، أي أن ا الوضع في هذه المناطق قبل الزلزال صعب جداً، والبقاء فيها شبه مستحيل. وجاء في البيان “في إدلب وحدها، يعتمد 4 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية على قلتها” وأوضح البيان “أن الشمال الغربي في سوريا يواجه بشكل نصف سنوي مخاوف بشأن تمديد آخر معبر حدودي مفتوح متبقي لمساعدة الأمم المتحدة، وتم عزل الشمال الشرقي تماماً عن المساعدات الإنسانية الدولية المستقلة منذ إغلاق المعبر الحدودي أمام المساعدات الخارجية في عام 2020.
آلاف الأشخاص بلا مأوى
وذكر البيان أن آلاف الأشخاص الآن أصبحوا بلا مأوى بين عشية وضحاها جراء الزلزال، وأصيب الكثير منهم بجروح خطيرة. ويمكن أن تؤدي الهزّات الارتدادية إلى المزيد من انهيارات المنازل بسبب البنية التحتية المتدهورة التي دمرتها الحرب. وإن مناطق إدلب وحلب هي الأكثر تضرراً، وبالتحديد تلك المناطق التي تعرضت للقصف المكثف مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة. ففي سوريا، أثرت عواقب الزلزال على تلك الشرائح من السكان الذين يعانون بالفعل أكثر من غيرهم من آثار الحرب.
يجب عدم نسيان سوريا
وطالبت مسؤولة التواصل والعلاقات العامة في منظمة حقوق الإنسان الألمانية السورية، تبني الثورة، “بأن لا يتم تضييع الوقت في سوريا” وقالت “يكتب لنا شركاؤنا أن هناك حاجة ماسة إلى الماء والغذاء والدواء، والمعدات الثقيلة في الأماكن التي تأثرت بالزلزال، إذ يجب رفع الأنقاض وإنقاذ الناس العالقين تحتها”. وأوضحت سفينا بورغشولت “ان على الأمم المتحدة وعلى الفور القيام بكل ما هو ضروري لمساعدة الناس في المناطق المتضررة بسرعة”.
وطالب طارق الأوس، المتحدث باسم سياسة اللاجئين لبرو آزول “بالنظر إلى حجم الكارثة، يجب تنحية الحساسيات السياسية جانباً، وينبغي مساعدة جميع الضحايا على قدم المساواة، وللقيام بذلك يجب فتح الحدود مع المناطق المتضررة حتى تصل المساعدة إلى الأشخاص هناك، ونقل المصابين بجروح خطيرة بشكل خاص، والأشخاص المعرضين للخطر إلى ألمانيا”.
مطالبات المنظمتين
نشر فوري ومستدام على نطاق واسع للمساعدات الإنسانية والتقنية والإمدادات الطبية التي تقدمها الأمم المتحدة في المناطق المتضررة في شمال شرق وشمال غرب سوريا. فتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا والعراق بشكل دائم. يجب على الدول المانحة، بما فيها الحكومة الاتحادية الألمانية، إرسال المساعدات عبر المعابر الحدودية إلى شمال سوريا حتى بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي، كما يجب ألا تمر المساعدات عبر نظام الأسد، بل يجب أن تصل إلى المناطق المتضررة عبر قنوات مستقلة. في الوقت نفسه، يجب فصل المساعدات السورية بشكل عام عن الأمم المتحدة وبدلاً من ذلك دعمها مباشرة من قبل منظمات المساعدة الإنسانية المحلية. ويجب إخراج الجرحى من سوريا وتقديم الرعاية الطبية لهم، نظراً لعدم توفر الرعاية المناسبة لهم محلياً. فتح ممر إنساني للخروج من إدلب وتفعيل برامج القبول للقدرة على إخراج الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص من المناطق.