Foto: Souzan Nassri
18/10/2022

“برقع”.. فيلم باللغة الهولندية يُسلط الضوء على العنصرية

“لم أعش بشكل شخصي مواقف عنصرية، ولكن النساء المنقبات تعرضن في بلدان كثيره للعنصرية بسبب النقاب أو حتى الحجاب. أردت تسليط الضوء على هذا الموضوع لأني أساند جميع الحريات الشخصية. حتى قمت بصناعة فيلم آخر، يتبنى فكرة الدفاع عن حرية المثليين لإيماني بفكرة الحرية الشخصية”. هكذا قال المخرج وحيد السنوجي عن سبب تبنيه فكرة النقاب وتسليطه الضوء على المواقف المشحونة بالحقد والعنصرية بفيلمه القصير “برقع” في فعالية (يوم الأفلام العربية) بمدينة فرانكفورت مؤخرًا.

المستقبل يعني نحن

وأضاف السنوجي: “المستقبل يعني الجميع، أيّ لا يوجد أنا وأنت أو هم وأنتم، يوجد فقط نحن. أنا لا أميز نفسي كمسلم أو كمغربي، ولكن أرى نفسي فقط إنسان. لذلك أستند دائما بعد عرض فيلمي على فكرة الحوار، لأن الحوار أهم من الفيلم نفسه، حيث لم يعُرض عملي فقط في القاعات السينمائية، ولكن أيضاً بالمدارس والجامعات، لمحاولة إيصال فكرة الإنسانية ونزع العنصرية من النفوس البشرية. كما أودُّ أن أذْكر، أنَّ العنصرية في هولندا ليست شديدة مقارنةً مع الدول الأوربية الأخرى، لذلك حقّقت حلمي وأصبحت مخرجاً في هولندا لأن المجتمع الهولندي مجتمع راقي وإنساني”.

السنوجي في سطور..

المخرج وحيد السنوجي، شاب مغربي، يقيم في هولندا، وهو ممثل ومخرج سينمائي وكاتب سيناريو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي بالمغرب، كما درس السينما في هولندا وأخرج وكتب وأنتج ثلاثة أفلام قصيرة: “الحافلة رقم 112، والقرار، والبرقع”، بالإضافة لفيلم روائي طويل. عام 2015 حصل على لقب سفير التسامح في هولندا، لاهتمامه ودفاعه عن حقوق الإنسان والمهاجرين بمشاريعه الفنية.

البرقع موضوع جدل في الدول الأوربية

بوستر الفيلم

مازال “البرقع” أو النقاب موضوع جدل في أوروبا، فالعديد من الدول الأوروبية تطالب بقانون حظر النقاب بالأماكن العامة، كما فعلت هولندا، التي طبقت عام 2019 قرار حظر ارتداء النقاب بشكل تام بالأماكن العامة. وكما يعرف في ألمانيا يُمنع ارتداء النقاب في بعض المؤسسات العامة وداخل الجيش الألماني. ورداً على مثل هذه القرارات، التي تحْظر الحريات الشخصية، اُنتِجَ العديد من الأفلام، التي تحمل رسائل فنية تؤيد أو ترفض وتستنكر هذه القرارات. وكان فلم “برقع” واحداً من تلك الأفلام.

غرفة الانتظار!

عكس فيلم “برقع” في أقل من 8 دقائق، واقع المجتمع الهولندي من ناحية التعايش. حيث يصور العمل عنصرية امرأة هولندية، بعدم تقبلها لوجود سيدة مسلمة مرتدية برقع في نفس غرفة الانتظار عند طبيب الأسنان! “تدخل المرأة المنقبة مع ابنها الى غرفة الفحص، ما يتيح الفرصة للسيدة الهولندية بإفراغ مشاعرها الضمنية اتجاه المهاجرين بعنصرية حادة، موجهة حديثها إلى رجل هولندي في نفس غرفة الانتظار، لتُفاجئ لاحقًا بأنه زوج صاحبة النقاب”.

يوم الأفلام العربية.. ومخرجين من جنسيات مختلفة

فعالية “يوم الأفلام العربية” بنسختها الأولى لهذا العام في مدينة فرانكفورت منتصف الشهر الجاري، جمعت العديد من المخرجين العرب والصحفيين والمصورين، ومع حضور لافت من الزوار، وتضمنت الفعالية العديد من الفقرات والجلسات الحوارية. وقد نُظمت بالتعاون مع جمعية دارنا ودار الكنيسة وجمعية الفنون، حيث عُرضت ثلاثة أفلام قصيرة، تحمل رسائل فنية مرتبطة بالواقع السياسي والاجتماعي، الذي أدى إلى هجرات كبيرة من دول المشرق نحو أوروبا، وذلك للبحث عن “موطن جديد”.

أفلام تجسد الواقع الاجتماعي في أوروبا

  • الفيلم الأول كان تحت عنوان “ياسمين”، الذي عرض للمرة الأولى في هذه الفعالية للمخرج السوري الشاب خالد حمصي، انتاج دارنا 2022، وركز الفيلم على الموسيقى والفن كأداة للاندماج.
  • الفيلم الثاني بعنوان “برقع”، انتاج 2022 وعُرض لأول مرة في مهرجان السينما المغاربي بوجدة، ثم في فرانكفورت. ويخطط مخرج الفيلم لعرضه أيضاً في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي.
  • أمّا الفيلم الأخير فكان بعنوان “امدح المخادع الصغير” للمخرج الأردني محمود المسعد وإنتاج 2016، ويتحدث العمل عن ظاهرة الفساد بطريقة هزلية.

يشار إلى أن حضور فعالية (يوم الأفلام العربية) كان مقابل تبرع رمزي للجمعيات المنظمة، كما ستُعقد الفعالية مجدداً السنة القادمة، لاستقبال ودعم المزيد من الفنانين والهواة.

  • إعداد وتقرير: سوزان نصري