لطالما لعبت الرواية دورًا كبيرًا في توثيق ما يجري من أحداث في مكان ما! ونقله بشكل أدبي إلى مجتمع آخر. رواية Eine Syrische Nacht أو ليلة سورية نقلت للألمان جزءاً عن تفاصيل الحياة في سوريا قبل بداية الحراك الشعبي. أجرينا الحوار التالي مع الكاتب ضياء عنان ليحدثنا عن تجربته الروائية، وتفاصيل أخرى.
هل لك أن تعطي القراء لمحة عن الرواية؟
تجري أحداث قصتي بمدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري. تدور القصة حول عائلة من أب سني وأم من الطائفة العلوية، وبالتحديد من عائلة الأسد، عاشا لمدة خمس وعشرون عاما بسعادة كاملة، وانجبا ولدين علي وسوزنا. كانا أبوعلي وأم علي قد تعرفا على بعضهما بألمانيا خلال دراستهم لطب فيها. كان الجميع بالقرداحة يشيرون للحياة السعيدة والمثالية لتلك العائلة. ارتبط الإبن علي بفتاة من الدين المسيحي ولم يمانع الوالدان هذا الشيء وعلى العكس من ذلك كانوا سعداء بذلك. كانت تلك العائلة تساعد كل من يطرق بابهم طلبًا للمساعدة، بغض النظر عن أي اختلافات عرقية أو دينية. لكن كان هناك من لا يحب هذه العائلة، وللأسف هم أخوة أم علي الذين لم يباركوا زواجها على الإطلاق منذ البداية! ولكن أم علي كانت مدعومة من أبوها، وفور وفاته بدأت سلسلة من الانتقامات.. لن أتكلم أكثر كي لا يفقد القارئ المتعة عند قراءة الرواية!
ما السبب وراء تسمية الرواية بـ (ليلة سورية)، وما الذي دفعك لكتابتها؟
لاتشاح الليل بالسواد والظلمة، وما يجري بالليل يكتنفه الغموض! أما عن الدافع سأروي لكم القصة: بأحد الأيام أثناء عودتي من دمشق إلى قريتي بريف إدلب وبينما كانت الحافلة تقلنا، كان سائق الحافلة تجاوز سيارة فارهة سوداء، نوافذها يغطيها السواد أيضا بحيث لا يرى من بداخلها، فجأة ظهر شخص مسلح من سقف تلك السيارة السوداء، أشار بسلاحه لسائق الباص ليتوقف جانبا! كان الباص ممتلئ بالركاب منهم النساء والأطفال، أجبر رجال مسلحين سائق الحافلة على مغادرتها وبدؤا بضربه وأهانوه ووصوفه بأبشع الأوصاف.
ما حدث جعلني أفكر به خلال تلك الليلة، بالإضافة لهذه الحادثة كنت اسمع شيء عن ظلم النظام السوري بلبنان وما كان يفعله بعدد من اللبنانين خلال ثمانينات القرن الماضي، ولم يكن قد مضى على مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بضع سنوات، وكان الرئيس السوري بشار الأسد المتهم الأول بقتله. قررت بتلك الليلة النزول للمدرسة التي كانت تجاورنا وكتبت على جدرانها (يسقط بشار الأسد)، كانت لحظة مليئة بالهلع والخوف والرعب! لكن الخوف صار أكبر وأكبر عندما جاءت كل فروع الأمن للتحقيق صباح ذلك اليوم. حُقق مع الأستاذة والطلاب وتمت اهانتهم جميعًا واتبعوا أسلوبا بولسيا جعلني قلق طوال الوقت من خلال اشاعتهم أنهم يقتربوا من معرفة كاتب تلك العبارة. انتباني ندم كبير لما سببته من إهانة وذل وضرب ربما للأستاذة والطلاب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر! لم أملك الشجاعة لأقول انني من كنت وراء كتابة يسقط بشار الأسد، لكن قررت أن أكتب ما جرى ليعرفه الجميع.
لماذا كتبت الراواية باللغة الألمانية؟
سبب كتابة القصة باللغة الألمانية كوني أعيش بألمانيا، ولإدراكي عدم وجود تصورٍ كافٍ من الألمان حول ما يجري في سوريا، وكون ألمانيا البلد الأقوى بالاتحاد الأوروبي، والذي من الممكن أن يشكل انطلاقة لوجود رأي عام على مستوى القارة الأوربية. وهدفي تشكيل حزب سياسي ديمقراطي حر ومدعوم من ألمانيا، لنستطيع ربما تحقيق انتقال سياسي يومًا ما في وطننا الأم.
هل لديك خطة لنشرها باللغة العربية؟
لا أنوي نشرها باللغة العربية، النية المستقبلية ترجمة العمل إلى عدة لغات أوربية، وتجري أمور بهذا الإتجاه. أحب أن يطلع مثقفينا العرب منهم والسوريين ممن يحسنون اللغة الألمانية على هذا العمل الأدبي. الهدف الرئيسي هو إطلاع الألمان مبدئيا على ما جرى بسوريا، وأنه كان هناك الكثير من الحب بيننا كسوريين، وخاصة بالعلاقة على مستوى الطوائف والأديان، لكن هناك من جر الأمور إلى هذا المنحى والمقصود به رأس هرم السلطة طبعا.
يذكر أن الكاتب ضياء عنان ولد عام 1985 بريف إدلب شمال سوريا، ودرس الأدب الإنكليزي، عمل كمرشد سياحي، وانتقل للعيش في ألمانيا منذ عام 2015. لمن يرغب بطلب نسخة من الرواية عبر الإنترنت يرجى الضغط هنا.