Foto: Abbas Aldeiri
06/06/2021

التكهنات الخاطئة ومخاوف فقدان العمل لمن لم يأخذ اللقاح!

انهت ألمانيا قبل شهر تقريبا من تطعيم كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم الـ٦٠ عاما، كما تشير البيانات القادمة من وزارة الصحة الاتحادية أن ألمانيا على عتبة تطعيم نصف سكان البلاد، حيث تجاوزت نسبة الذين تلقوا اللقاح نهاية الأسبوع الماضي ٤٦% من عدد السكان.

البروباغاندا والآثار السلبية للقاح ضد كورونا!

رغم الاقبال الكبير على أخذ لقاح كورونا في ألمانيا، إلا أن أغلب الجاليات غير الألمانية تخشى الآثار السلبية للقاح على المدى البعيد، وتعتبر نسبة المتخوفين من آثار اللقاح السلبية عالية بين صفوف الشباب، حيث جاء في المرتبة الأولى الشباب! التقينا الدكتور حسن عيد، طبيب عام وأسرة في هامبورغ، للحديث حول ذلك وقال: “نعم العرب والسوريون والشباب منهم خاصَّة متأثرين كباقي شرائح المجتمع ‏بما يسمى البروباغاندا المضادة أو السلبية ضد اللقاح عامة، وضد كورونا خاصة ‏وذلك بسبب وجود لقاحات جديدة من نوعها كالرنا المرسال: إم إر أ”.

تكهنات خاطئة!

وأضاف د. عيد: “هناك ‏تكهنات وعتقادات ‏خاطئة حول أن اللقاح الجديد له تأثير سلبي على الصبغيات الوراثية، وتكوين المناعة الذاتية ‏وما إلى هنالك! المعروف والمثبت علميا أن اللقاح ضد كورونا يحمي ‏إلى نسبة كبيرة تتجاوز 95% من الإصابة بالفيروس ‏ومسير العدوى القاسي والمميت أحيانا”‏.
الظواهر السلبية الجانبية والمعروفة حاليا لهذا اللقاح تتراوح بين مضاعفات فوريه ‏خفيفة او شاملة (Allergische Impfreaktion) ‏وعوارض سريرية أخرى ‏كالتعب، وجع العضلات والراس ‏وارتفاع خفيف للحرارة. ‏بينما يعتبر ‏التأثير الجانبي بعيد المدى لا يمكن تقديره او تحديده‏ ‏ ‏نظرا لعدم توفر الخبرات اللازمة، لكن أجمالا يتوقع أن لا يكون ‏له التأثير ‏المتخوَّف منه، بحسب د. عيد!

العمل ببرنامج الأولوية سينتهي قريباً

متى يأتي دور الشباب بأخذ اللقاح؟ يقول د. عيد: “الشباب وخاصة غير الحاملين للأمراض المزمنة ‏ليس لهم الأولوية أصلا في الحصول على اللقاح، ‏وهم سيأتون بالمرحلة الثالثة أو الأخيرة حسب برنامج الأوليات ‏الذي ينتهي العمل به قريبا، ويصبح اللقاح متاح لجميع فئات المجتمع ‏وأيضا الأطفال فوق سن 12 سنة”، وأضاف: “حاليا مراكز التطعيم والعيادات مكتظة جدا بالراغبين في أخذ اللقاح، ولا يوجد كساد بالجرعات المتوفرة ‏بالعكس المشكلة تكمن بعدم توفر كميات كبيرة حاليا كافية للجميع، ‏أظن أن الشباب (‏السوريين والعرب ‏بنسبة أعلى منها من ‏الألمان) أقل اهتماما باللقاح نظرا لاعتقادهم الخاطئ أن الإصابة لديهم غير خطره”.

اللقاح أو ترك العمل!

لؤي عبد الرحيم شاب سوري يعيش في هامبورغ، قال إن لقاح كورونا وفقاً للدراسات العلمية العالمية لا يعالج الإصابة من كورونا، بل يمنع إصابة الشخص الذي أخذ التطعيم، وعليه تعتبر الأمور غير واضحة بعد للآثار السلبية للقاح رغم أنه يحد من الإصابة في الأيام الحالية”، وأضاف عبد الرحيم: “بعد الاجتماع الأخير مع جميع العمال، طالب مالك العمل الذي أشتغل فيه، أن يأخذ الجميع اللقاح، ومنح جميع الموظفين موعداً أقصاه نهاية هذا العام حتى يكون الجميع قد تطعموا ضد كورونا”!
يخشى لؤي عبد الرحيم من الآثار السلبية للقاح، وبنفس الوقت يخشى انقضاء الفرصة التي منحها إياها صاحب العمل، ففي حال امتنع عن أخذ اللقاح، سيخسر عمله نهاية العام الجاري.