حسب تقرير نشره موقع الأخبار الألماني تاغزشاو، مع مطلع العام السابق وحتى الآن، وصل ما يقارب 23 ألف لاجئًا إلى جزر الكناري من السنغال ومالي والمغرب. منذ شهرين ونصف الشهر، يعيش بعض هؤلاء في فندق واكيكي ذو الثلاث نجمات بجزيرة جراند كاناري في بلايا ديل إنجليس، مركز السياحة جنوب الجزيرة.
فنادق تعج بالمهاجرين
بالنسبة للهولندي توم سمولدرز، رئيس جمعية المطاعم والفنادق في الجزيرة، يتوجب على المهاجرين الانتقال إلى أماكن أخرى. وقال سمولدرز لموقع تاغزشاو: “لسنا مستعدين لأن تصبح منشآتنا السياحية مكانًا دائمًا لهؤلاء الأشخاص. لهذا قدمنا للسلطات الإسبانية إنذارًا نهائيًا حتى منتصف فبراير/ شباط الجاري، بأنه يتوجب على السلطات الإسبانية والأوروبية نقل جميع المهاجرين من منشآتنا السياحية”. حاليا يتم إيواء نحو 8 آلاف مهاجر بفنادق جزيرة جراند كاناريا. تعهدت الحكومة الإسبانية بدفع تكاليف الإيواء لبعض أصحاب الفنادق. الأمر الذي كان بمثابة صفقة جيدة للبعض بسب أزمة كورونا. لكن وبحسب سمولدرز، فإن الأسعار التي تم التفاوض عليها مع الحكومة كانت أقل بكثير من أسعار الغرف العادية.
إلى أين؟
كان من المقرر نقل المهاجرين نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لكن أماكن الإقامة الجديدة لم تكن جاهزة. إحدى مراكز الإقامة هي مخيم Canaries 50 بموقع عسكري في لاس بالماس، عاصمة الجزيرة. حالياً يعيش هناك قرابة 450 مهاجر، ويتم العمل على توسعة المخيم لتصل قدرة استيعابه إلى 1300 شخص.
كما يبنى الآن مركزين إضافيين بجزيرة تينيرفة، بقدرة استيعاب تصل إلى ثلاثة آلاف شخص، وتريد الحكومة الإسبانية توزيع اللاجئين على بقية الجزر! ويرى البعض أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتحويل جزر الكناري إلى قفص للاجئين! يقع المخيم في منطقة تعتبر اجتماعية ساخنة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كان هناك هجمات فردية من السكان المحليين للجزيرة على المهاجرين! وتطايرت الحجارة والرصاص المطاطي على مباني مخيم Canaries 50. كما قال العديد من المهاجرين بأنهم تعرضو لتهديدات بالعنف!
القاضي اركاديو دياز تيخيرا رأى أن الناس حولت المهاجرين إلى كبش فداء لإفراغ غضبها المكبوت، سواء كان ذلك بسبب البطالة، أو الوضع الاقتصادي المتردي، أو أزمة كورونا أو حتى الخوف من المستقبل.
مخيم موريا أخر!
عضو منظمة اللاجئين شبه الحكومية CEAR شيما سانتانا، شبه الوضع لديهم، بالوضع في مخيم اللاجئين اليوناني موريا، حيث يتم إيواء حوالي 15000 شخص بشكل مؤقت وبظروف غير مستقرة أبداً. ويقول شيما إنه ليس من البعيد أن تتحول جزر الكناري إلى موريا جديدة.
في حين قال القاضي دياز تيخيرا، إن على البلدان الأخرى في أوروبا التعهد بقبول المهاجرين مباشرة من بلدانهم الأصلية، ومنحهم تأشيرات السفر كي يتجنبوا طريق البحر الخطير، ولتفادي تحول المحيط الأطلسي إلى مقبرة عملاقة!