DianaRuff/pixabay.com ©
04/12/2020

برطمان زيتون زجاج “خير” من ألف كيس بلاستيك!

لم يعد خفياً على أحد الضرر الذي يسببه البلاستيك لكوكب الأرض! أثبتت الدراسات تأثير البلاستيك الضار على المناخ وصحة الإنسان والحياة الطبيعية وتلوث المياء وغيرها. تطول القائمة ولا تقصر لنجد أن ضرر هذه المادة أكبر من نفعها. على الرغم من ذلك كله فالبلاستيك صنع ليبقى فبعض المنتجات البلاستيكية تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل. حسب ما نشرته دراسة من جامعة نيو كاسل في أستراليا، نحن نتناول 5 غرامات من البلاستيك أسبوعياً! أي ما يعادل وزن كريدت كارد سواء عن طريق الهضم أو الإستنشاق! لذلك أعتقد أن استخدام برطمان زيتون زجاج “خير” من ألف كيس بلاستيك!

أين يذهب بلاستيك ألمانيا؟

منذ عامين ونصف، عندما بدءت العمل في أمل برلين، قمت بإنتاج فيديو عن بلاستيك ألمانيا وأين يذهب وكيف يعاد تدويره. ألمانيا معروفة بنظام فرز النفايات ولكل نوع من القمامة حاوية بلون مختلف في فناء المبنى. أصفر للبلاستيك وأزرق للورق، وأسود لقمامة المنزل، بالإضافة طبعاً للنفايات العضوية ونفايات الزجاج بألوانه المختلفة. كانت نتيجة البحث صادمة نوعاً ما! كمية ضخمة من نفايات ألمانيا وبالأخص النفايات البلاستيكية تباع للصين التي بدورها تحرق جزءً منها وتدور الآخر وترمي ما تبقى منها في البحر! ما دفع للحديث عام 2018 عن قرار يحظر بيع المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة وغالباً لفترة قصيرة جداً.

زيتون بالبرطمان!

بدافع شخصي ومن منطلق التغيير يبدء من الفرد، أحاول دائماً خفض بصمتي البيئية لأدنى من خلال استخدام أقل قدر من البلاستيك. ذهبت لأحد المتاجر وبحوزتي عدد من البرطمانات الزجاجية لأملأها بالزيتون والمكدوس وغيرهما، عوضاً عن وضعها في أكياس البلاستيك. أخبرت البائع إن كان من الممكن وضع الزيتون في البرطمان لأنني أحاول عدم استخدام المنتجات البلاستيكية فأجابني: “تكرم عينك”! شعرت بالرضى البيئي وتعزز إحساسي بالمسؤولية كمستهلك! لكن سرعان ما تبدد هذا الرضى! وضع البائع الزيتون في كيس بلاستيك لوزنه ثم أفرغه بالبرطمان ورمى كيس البلاستيك الذي تم استخدامه لأقل من دقيقتين في الزبالة! بعد إفراغ الزيتون بالبرطمان قام بتغليفه بالنايلون “حتى ما يسرب زيت” ووضعه في كيس بلاستيكي أخر! عند الخروج من المتجر سألني إن كنت بحاجة إلى فاتورة، أجبت بالرفض، فطبعها على أي حال ورماها في سلة المهملات هي الأخرى!

حظر البلاستيك في ألمانيا

في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وافق البوندستاغ على قرار حظر المنتجات البلاستيكية الخفيفة، أي التي تتراوح سماكتها بين 15 و50 ميكرومتر. بالإضافة للمنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام لمرة واحدة! على أن يدخل القرار حيز التطبيق عام 2022. المتحدثة باسم السياسة البيئية لمجموعة الخضر الحزبية، بيتينا هوفمان، علقت على الحظر بالقول إنه بمثابة قطرة في المحيط! ولسوء الحظ لن يوقف هذا القانون المصغر التغليف غير القابل لإعادة الإستعمال!
Pixabay ©

كميات ضخمة من أكواب الشرب البلاستيكية Pixabay ©

كيف نحد من استخدامنا للبلاستيك؟

تقدر مساحة رقعة البلاستيك الطافية على سطح المحيط الهادئ ب 1.6 مليون كيلومتر مربع، ما يعادل 9 أضعاف مساحة سوريا! وأكبر من مساحة ألمانيا وفرنسا وإسبانيا مجتمعين! لذلك من الضروري جداً البدء باتخاذ خطوات جدية من الحكومات للحد من تصنيع واستخدام البلاستيك. لكن على الصعيد الفردي هناك الكثير من الخطوات التي بإمكاننا إتخاذها لمراقبة سلوكنا الإستهلاكي والتعامل مع البلاستيك بمسؤولية:

– إستخدام الأكياس القماشية عوضاً عن الأكياس البلاستيكية والورقية
– شراء الخضراوات والفاكهة غير المغلفة
– إعادة استخدام البرطمانات الزجاجية (تذكروا تنبيه البائع)
– تجنب شراء منتجات التجميل والنظافة التي تحتوي على جزيئات بلاستيكية
– إستخدام فناجين معدنية للقهوة، تبقي القهوة ساخنة وتحافظ على البيئة!
– عدم الاعتماد على منتجات الاستخدام لمرة الواحد كالملاعق والشوّك والشفاطات وغيرها

كخطوة أخيرة، تذكروا دائماً، حتى وإن تم النظر إليكم كأشخاص مزعجين، تذكروا أنه من المهم دائماً الحديث عن أضرار البلاستيك على الصحة والبيئة والحياة الطبيعية! وضرورة حث الأخرين على تحسين سلوكهم الإستهلاكي واستخدام أقل قدر ممكن من البلاستيك..