أثارت صحيفة بيلد الألمانية عاصفة من الانتقادات لعالم الفيروسات بمشفى شاريتيه، كريستيان دروستن، بسبب نتائج آخر أبحاثه حول العلاقة بين تركيز فيروس كورونا بالغشاء المخاطي للبلعوم، وبين عمر المريض!
الدراسة المثيرة للجدل
نشر دروستن وفريقه نتائج دراسته الأخيرة حول العلاقة بين كثافة وجود الفيروس في البلعوم وبين عمر المريض من خلال ورقة أولية ظهرت للعلن في 29 أبريل/ نيسان الماضي. تقول الدراسة إن الفيروس يتواجد بالغشاء المخاطي للبلعوم بشكل متقارب عند كل من الأطفال والبالغين على حد سواء، وبالتالي يعد الأطفال ناقلين مؤكدين للعدوى بكورونا، ومن ثم يجب غلق المدارس ودور الرعاية النهارية تجنبًا لتفشي العدوى. وكان دروستن وفريقه قسموا المرضى إلى عشر فئات عمرية بينها عشر سنوات (0 إلى 10، 11 إلى 20 … 91 إلى 100) ثم قاموا بـ 44 مقارنة زوجية بين الفئات العمرية العشرة، ووفقًا لدراسة دروستن لم يكن هناك فرق ذي دلالة إحصائية في الكثافة الفيروسية، وانتهوا إلى أن تركيز الفيروس في حلق الأطفال لا يختلف اختلافًا كبيرًا عن تركيزه لدى البالغين! وهو ما يعني أن الأطفال يلعبون دورًا مهمًا كحاملين للفيروسات. لم يمر وقت طويل بعد إعلان نتائج الدراسة حتى قامت صحيفة بيلد بتفنيد نتائج الدراسة والتشكيك في صحتها بالإضافة إلى انتقادات كبيرة لمستشار الحكومة الاتحادية دروستن.
لماذا التشكيك بالدراسة؟
عالم الأحياء في زيورخ، ليونارد هيلد، قام بإظهار العديد من الأخطاء المنهجية بدراسة دروستن والتي تجعل من النتيجة المعلنة لدراسة شاريتيه موضع شك. الطبيب والكيميائي بجامعة مارتن لوثر بفيتنبيرج، ألكسندر كيكولي، انتقد الدراسة مطالبًا دروستن بسحب البحث ببساطة، وقد إنصبت الانتقادات المنهجية في إشكالية عدم تمثيل الأطفال تمثيلًا صحيحًا، ورأى منتقدي الدراسة أن العينة كانت صغيرة، وأن العينات أخذت في أوقات مختلفة، وبالتالي لا يمكن مقارنة هذه العينات، لأن تركيز الفيروس ينخفض بشكل ملحوظ بعد أيام قليلة من ظهور الأعراض، ناهيك عن صعوبة ودقة تحصيل البيانات المخبرية خلال فحص الأطفال مقارنة بالبالغين!
رد دروستن وتذبذب سابق في الموقف!
دروستن عبر عن غضبه قائلًا: “كيكوله لا يهتم، ويفتح النار على كل حال، شكرًا لذلك، سوف نقدم تحديث لبياناتنا وإحصاءاتنا”، من جهته لم يرد كيكولي على تصريح دروستن الأخير. يشار إلى أن كريستيان دروستن في بداية تفشي كورونا كان له رأي آخر، حيث رفض إغلاق مراكز الرعاية النهارية والمدارس، انطلاقًا من اعتقاده السابق بأن دور الأطفال ليس كبيراً في نقل العدوى، ثم قام بمراجعة رأيه بعد قراءة مقالات علمية حول الإنفلونزا الأسبانية عام 1918! هذا التحول جلب له العديد من الانتقادات حتى بعيدًا عن تفنيد نتائج دراسته موضع الجدل، والتي شابتها أخطاء منهجية عدة!
- المصادر: tagesspiegel – tagesschau