12/05/2020

كورونا كمؤامرة.. وخطر الموجة الثانية للجائحة في ألمانيا!

ازدادت الاحتجاجات ضد القيود المفروضة على الحياة العامة والخاصة في أعقاب أزمة كورونا بشكل مطرد، على الرغم من تخفيف العديد من اللوائح! فقد تظاهر آلاف الأشخاص يوم السبت في برلين وفرانكفورت وكولونيا وميونيخ وشتوتغارت، وفي المدن الأصغر أيضاً، وكان هناك تجاهل للحظر على التجمعات الكبيرة وقواعد المسافة. جاء إلى المظاهرات منظري المؤامرة، المناهضين للتطعيم، الشعبويين اليمنيين.. إلخ، واحتجوا على ما اعتبروه قيوداً مبالغاً فيها، وانتهاكات للحقوق الأساسية! فضلاً عن التهديد المزعوم بالتطعيم ضد فيروس كوفيد 19. ردد المتظاهرون هتافات مثل “قفوا” و”أوقفوا سياسات الذعر” و”نريد أن تعود حياتنا” أو “أوقفوا الفاشيين الصحيين”، وراح هؤلاء يهتفون بشعارات مثل “ضعوا كمامة” و”المقاومة 2020″.

بيل غيتس

يتخوف الكثير من سيطرة منظري المؤامرة على ساحات الاحتجاج في ألمانيا، خاصة أن انتشار القيود الاجتماعية والاقتصادية فتح الباب لإزدهارها! سنستعرض بعضها خاصة أن جائحة كوفيد 19 هي مشكلة عالمية لم يتوفر حتى الان حل شامل لها. كما أن تصريحات لأشخاص مؤثرين كمدير شركة مايكروسوفت بيل غيتس، أشعلت ردود فعل متباينة! إذ انتقد غيتس سياسة دونالد ترامب وفشله بمعالجة انتشار العدوى. لاحقًا شاعت فكرة أن غيتس هو نفسه من اخترع الفيروس ولديه اللقاح المضاد! على الرغم من أنه أسس مع زودته ميليندا عام 2000 أكبر مؤسسة غير ربحية في العالم بقيمة صافية تبلغ 47 مليار دولار (2018) وتهتم بالقضاء على مختلف الأمراض المعدية الخطيرة. استند منظري المؤامرة على اقتباس قديم للملياردير ضمن برنامج حواري عام 2010، مأخوذ من سياقه، يقول فيه غيتس: “اليوم 6.8 مليار شخص يعيشون في العالم، ويقترب من تسعة مليارات. إذا كنا ناجحين للغاية مع اللقاحات الجديدة والرعاية الصحية والطب الإنجابي، ربما يمكننا تقليل ذلك بنسبة 10 إلى 15%، لكننا نشاهد حاليًا زيادة قدرها 1.3″، والحقيقة هي أن اللقاحات لا تعمل على تقليل عدد السكان، بل تزيد النمو السكاني. لأنها تقلل احتمالات الوفاة بسبب أمراض معينة.

صناعة الأدوية

هناك من يعتقد أن فيروس كوفيد 19 تم تطويره في مختبرات سرية ونُشر عمدا من أجل صنع مليارات اللقاحات المطورة، ما يعود بمرابح خرافية على مؤسسات صناعة اللقاح! وقد دعمت هذه النظرية من مسؤول استخباراتي إسرائيلي مزعوم، ادعى في صحيفة واشنطن تايمز أن الفيروس ربما يكون جاء من المختبر الوطني الصيني للأمن البيولوجي في ووهان. والحقيقة هي أن براءات الاختراع موجودة بالفعل على فيروسات كورونا مختارة، لكن كورونا لديها عائلة كبيرة من الفيروسات الموجودة منذ فترة طويلة، وهذا يشمل العامل المسبب لوباء سارس في عامي 2002 و2003، وتتعلق براءة الاختراع بنوع واحد من مسببات الأمراض في هذا السياق، كما يوضح عالم الفيروسات ماثيو فريمان. تصف براءة اختراع أخرى شكلًا متحورًا للفيروس يؤثر على الطيور، ولم يكن لأي من براءات الاختراع أي علاقة بالمتغير النشط حاليًا لفيروس كوفيد 19. يفترض العلماء أن الفيروس أتى من الخفافيش، كما يوضح معهد روبرت كوخ في موقعه على الإنترنت. ومع ذلك، لم يتم تحديد المضيفين الوسيطين حتى الآن! لكن الإجماع الحالي بين الباحثين هو أن أول المرضى أصيبوا في أوائل ديسمبر/ كانون الثاني 2019 في سوق بمدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية.

سارية الهاتف الخليوي 5G

هناك من منظري المؤامرة يدعون أن تقنية الاتصال 5G الجديدة هي المسؤولة عن انتشار فيروس كوفيد 19، لكن المكتب الاتحادي للحماية من الإشعاع في ألمانيا أوضح أنه لا يمكن أن يكون للإشعاع الكهرومغناطيسي آثاراً على الصحة العامة: “لا يسبب 5G انهيار الخلية أو أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. يمكن أن يتسبب 5G (مثل جميع مجالات أجهزة الإرسال الراديوية المتنقلة، بما في ذلك 2G و 3G و 4G) على الاحترار الطفيف غير المحسوس الذي يقتصر في المقام الأول على سطح الجسم (ولا يصل إلى الرئتين)، فالقيم الحدية الحالية للإشعاع يمكن التتكيف معها”. وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتيليغرام تتحدث عن وجود ارتباط بين الفيروس وتقنية الجيل الخامس، حيث استخدمت هذه التقنية في مركز مدينة ووهان قبل وقت قصير من تفشي الوباء!

هل كانت السلطات أو المنظمات تعرف عن الفيروس سابقاً؟

كان هناك ادعاء واسع الانتشار أن الحكومة الألمانية والمؤسسات الأخرى، ككتاب السيناريو كانوا يعرفون بالفعل عن الوباء الحالي الذي تم التخطيط له! يستخدم الأشخاص بهذا الادعاء تحليل المخاطر في الحماية المدنية الذي تم تقديمه إلى البوندستاغ عام 2013 كدليل مزعوم، وأن “الخطة السرية” المزعومة قابلة للعرض بشكل علني! ويطرح موقع “كوريكتيف” ما يدور حول هذا الأمر: “تم تنفيذ سيناريو الوباء الناجم عن فيروس كورونا الافتراضي المسمى Modi-SARS لتحليل ما إذا كانت ألمانيا مستعدة لذلك، هناك أوجه تشابه لجائحة اليوم مع ما ورد في تحليل المخاطر عام 2013 لسبب واحد بسيط: كان هناك نموذج حقيقي، فقد اكتُشف فيروس السارس كورونا (SARS-CoV) عام 2003، وهذا كان بمثابة مصدر إلهام لسيناريو المسلسل التلفزيوني الكوري My Secret، Terrius 2018 والذي يتحدث عن فيروس كورونا متحور، وهذ يعود لوجود العديد من فيروسات كورونا المعروفة منذ عقود”.

هل هناك علاج لـ Covid-19 أو ما يمنعه كالحرارة؟

لا يوجد لقاح للآن ولا علاج لـ Covid-19 بالرغم من أنه يتم اختبار أدوية مختلفة في بلدان عدة، ويتم اختبار بعضها سريرياً خاصة أنها كانت تستخدم بالفعل ضد أمراض أخرى. المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية أشار سابقًا إلى أن حصول الناس على حاجتها من الفينامينات مثل فيتامين C وفيتامين D أمر جيد، لكن مع المحافظة على عدم تناول جرعات زائدة، فمن الممكن أن تصبح ضارة بالصحة أيضًا. أما الأحاديث عن أن الفيتامينات يمكن أن تمنع أو حتى تشفي من العدوى بفيروس كورونا الجديد هي معلومات مضللة! كما يمكن الاشارة أن عدة دول أوروبية أفادت سابقاً أن مسكن الآيبوبروفين يمكن أن يجعل عدوى الفيروسات التاجية أسوأ! لكن وفقًا للمعهد الفيدرالي للأدوية والأجهزة الطبية، يتم حاليًا فحص ما إذا كان “يجب تثبيط استخدام ما يسمى بالعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) في حالة الإصابة بمرض فيروس كوفيد 19، ولا ترى وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) حاليًا أي دليل على تفاقم مسار مرض COVID-19”. كما تتداول مجموعة من المعلومات على الإنترنت عن أن الفيروس يموت عند درجة الحرارة 27 درجة مئوية، لكن هذا غير صحيح! فالبنظر إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية للبشر هي 36.5 إلى 37 درجة، والفيروس يتحملها بسهولة! لذا لا يمكن للطقس الدافئ أو المناخ وحده أن يوقف الانتشار، ووفقًا للدراسات المختبرية الأولى، لا يتعطل عمل الفيروس إلا عند درجة حرارة محيطة أعلى بكثير مثل 70 درجة مئوية!

عودة الإغلاق نتائجها تضر بالجميع!

من الممكن أن تشاهد دول عدة ومن بينها ألمانيا موجات غضب شعبي نتيجة الظروف الاقتصادية وحتى الاجتماعية، لكنها قد تكون مترافقة مع الموجة الثانية من العدوى، ففي أالمانيا الأوضاع ستكون مقلقة، اذا استمر معدل زيادة أعداد المصابين فوق القيمة الحرجة “1”، وقد أعلن المعهد الأحد الماضي في تقريره الإداري أن ما يسمى رقم التكاثر يقدر حاليًا بـ 1.13 ، بعد 1.1 يوم السبت! وإن استمر الأمر كذلك، سيدفع في النهاية الغالبية العظمى فاتورة باهظة بالعودة إلى اجراءات الاغلاق مرة أخرى..

Photo: Amloud Alamir