Photo: rbb - Screenshot
30/04/2020

الكمامة كأدة شغب.. وأقنعة من السراويل النسائية في ماغديبورغ!

افتتح مذيع في التلفزيون الألماني ARD حديثه عن الاجراءات الجديدة في “ديلي توبكس” مساء الاثنين بارتداء قناع أسود كامل للوجه حيث لاتظهر إلا عينيه، لكنه خلعه بعد ثوان.. كانت تلك إشارة لما قد يواجهه رجال الشرطة قريبا، حيث سيستثمره بعض المعارضين أثناء التظاهر في عيد العمال، غداً الأول من آيار، إذ يجري الحديث عن مظاهرة حاشدة رغم اجراءات العزل الاجتماعي المفروضة.

كابوس إخفاء الوجه بحجة الكمامة!

المذيع أوليفر جاراش البالغ من العمر 50 عامًا، أشار إلى أنه ستتم الاستفادة من وضع الكمامات لإخفاء وجوه المشاركين في المظاهرات، بحيث سيكون كابوس لكل شرطي معرفة إن كانت قطعة القماش المستخدمة على وجوه المتظاهرين هي للحماية من العدوى، أم لإخفاء الشخصية! جاراش المتزوج من رئيسة حزب الخضر السابقة والنائبة الحالية في برلمان برلين بيتينا جاراش، أضاف خلال تعليقه: “ارتداء الأقنعة بدافع احترام القواعد الصحية أمر صحيح ويعطي الحرية في الحياة اليومية، لكن أخشى من أن يفقد المجتمع أمانه المفترض”.

اليسار ضد الأقنعة “الفاشية”!

من الممكن اعتبار ذلك اشارة واضحة لأعضاء (بلاك بلوك) المنظمة اليسارية التي دعت أعضائها للمشاركة بمظاهرة عيد العمال، فهم يدينون اجراءات ارتداء الكمامات، لكنهم في الوقت نفسه يرتدون الأقنعة السوداء! هناك دعابة يقولها أنصار (بلاك بلوك) حول أنهم  يرفضون المشاركة باشتباكات الشوارع، ليس إلتزامًا بالقانون، لكن حتى لا يعيق الاشتباك مرور سيارات الإسعاف التي ربما تسعف مرضى فقراء محتاجين! لكن المزاج تغير الآن، إذ يدين المستقلون اليساريون ارتداء القناع في الأماكن العامة، لهذا أعلنت بلاك بلوك أنها في 1 مايو/ آيار ستتخذ موقفًا حازمًا ضد القناع السياسي للسكان، معتبرين قواعد الوقاية الصحية “أوامر فاشية”!

السروايل النسائية كـ كمامات في ماغديبورغ!

صورة من الفيديو المرفق أسفل النص

في هذا السياق، تتالى الاعتراضات على وضع الكمامة من قبل بعض الألمان على اعتبار أنها غير ضرورية! وقد اختار هؤلاء طرقاً مختلفة للتعبير عن ذلك، ففي مدينة ماغديبورغ وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، أثار فيديو لأربع نساء ضجة كبيرة، حيث قامت النسوة بخلع سراويلهن في السوبر ماركت وارتدائهن كقناع للوجه! ففي هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 240 ألف نسمة، تم الإبلاغ عن عدد قليل من حالات الاصابة بفيروس كوفيد 19، وبحسب موقع “t-online.de” كان الهدف من الفيديو الذي شوهد ملايين المرات، الاحتجاج على بعض إجراءات الحماية التي فرضتها الحكومة الألمانية! تقول إحدى النساء االمشاركات وهي طبيبة: “إذا عاملتنا مثل الأطفال، فإننا نتصرف مثل الأطفال”، وكانت فكرة الفيديو تشاركتها النسوة الأربعة اللاتي تتراوح أعمارهن بين 32 و42 سنة على الواتساب.. تقول الطبيبة رافضة الكشف عن اسمها: “أردنا أن نوضح أن الوشاح، أو الشيء الذي صنعته بنفسك أو شيء مشابه، ليس واقيًا مناسبًا للفم، فهذه الأقنعة اليدوية لا توفر أي حماية لمن يرتديها”!

100 ألف مشاركة ونحو 3 مليون مشاهدة!

أثار الفيديو الكثير من المفاجأة، والكثير من التسلية وبعض السخط، فبعد أن تداولت النسوة الفيديو بين الأصدقاء، تقول احداهن: “لقد أرسلنا الفيديو بالفعل إلى الأصدقاء فقط، لكن تمت مشاركة الفيديو ما يقرب من 100 ألف مرة، وحوالي 2.7 مليون مشاهدة! لم يعد لدينا فرصة للتفكير فيما إذا كنا سنقدمه للعلن أم لا”. لكنهن في النهاية وجدن أن نشر الفيديو جيد لإيصال ما رغبن بايصاله أن ” تقول الطبيبة: “نحن نجد ارتداء الأقنعة غير المخصصة في ماجديبورغ أمر سخيف وغير مناسب”.

ماغديبورغ شبه خالية من كورونا وإجراءات الوقاية عذاب!

على الرغم من أنها مدافعة كبيرة عن النظافة المعقولة وتدابير الحماية، لكن وضع القناع حالياً إجراء غير مناسب لها، هكذا عبرت الطبيبة المشاركة في الفيديو وتضيف: “نحن لا ننكر المرض من حيث المبدأ، ولا نعارض ارتداء الكمامات الواقية المخصصة، لكن أن تكون فعالة، مع الالتزام بمسافة التباعد،هذه الإجراءات مناسبة مؤقتًا في مراحل الأمراض المعدية، لكن بمدينة كـ ماغديبورغ التي سُجل فيها حالة وفاة واحدة من إجمالي 103 إصابة بالفيروس، وتعافى معظمهم! أكيد الاجراءات لن يكون لها فائدة”،  لذا شككت الطبيبة وصديقاتها في معنى حظر التواصل والسفر وتقييد حرية التجمع، بالاضافة إلى العواقب الناجمة عن إغلاق المدارس والأعمال التي لا يمكن التنبؤ بها، وعلى مايبدو أن بعض سكان ماغديبورغ نفذ صبرهم، فقد كانت هناك أيضاً مشاركة لأصحاب المطاعم في حملة “الكراسي الفارغة” يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى أن احدى مدارس تورنغن قدمت اعتراض على ارتداء طلابها الكمامات.. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا