Amloud Alamir
08/04/2020

تطبيق لتتبع كورونا بالهواتف الذكية وجدل حول الخصوصية

من المتوقع أن يتاح تطبيق تتبع حالات الإصابة بفروس كورونا (Corona) بعد نهاية عطلة عيد الفصح في ألمانيا، حيث يعمل التطبيق الرقمي الذي تم تطويره في أوروبا، ضمن خطة احتواء وباء Covid19 باستخدام الهواتف الذكية، هذا ما قاله كريس بوس أحد الباحثين الرائدين في مشروع PEPP-PT لوكالة الأنباء الألمانية، وقد طور البرنامج 130 خبيرًا من ثماني دول أوروبية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتم اختباره من قبل الجيش الألماني في برلين، لكن لم تنشر نتائج الاختبار بعد.

ارتفاع عدد المستخدمين يعني نجاح تطبيق التتبع

يهدف تطبيق التتبع للمساعدة في إبلاغ الأشخاص المحتملة إصابتهم بالفيروس بسرعة أكبر، ما يقطع سلسلة العدوى بشكل أبكر! لكن كيف يعمل التطبيق وماهي الملاحظات التي تعيق استخدامه بالفعل؟ يتوفر تطبيق “Corona Data Donation” للهواتف الذكية التي تعمل بنظام
Android وApple iPhones. معهد روبرت كوخ للأوبئة المعروف اختصارًا بـ RKI، أكد أن استخدام التطبيق سيكون طوعياً، فبعد تثبيت البرنامج في الهاتف الذكي، يُطلب من المستخدم أولاً الموافقة على سياسة الخصوصية، بعد ذلك إدخال الرمز البريدي الخاص به! لكن السؤال الأهم حالياً، هل سيقوم الملايين من الألمان بتنزيل تطبيق تعقب الفيروس على هواتفهم الذكية طواعية؟ لأنه كلما زاد العدد، ارتفعت نسبة نجاح خطة احتواء انتشار الفيروس بحسب مبرمجي التطبيق، لكن المعيار الحاسم هو مستوى الثقة في البرنامج الذكي!

وفقًا لمعهد روبرت كوخ، يجب أن تساعد البيانات التي يوفرها التطبيق بتقييم انتشار عدوى كورونا بألمانيا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، تم تسجيل البيانات الصحية لأكثر من 100 ألف شخص عبر الأساور الرقمية التي تحسب معدل حرق الدهون وسرعة ضربات القلب، وعدد الخطوات التي سارها الشخص! ووفقًا لـ RKI، ثبت أن البيانات من أساور اللياقة البدنية يمكن أن تصف انتشار الإنفلونزا “بدقة شديدة”، لكن رغم ذلك، لا يمكن إجراء تقييم نهائي لمزايا وعيوب تطبيق Corona الخاص بألمانيا.

آلية عمل تطبيق تتبع كورونا

لا ينبغي حفظ بيانات تحركات الأفراد في تطبيق التتبع Corona، إذ تتلخص مهمة البرنامج الذكي بمعرفة أي الهواتف المحمولة التي كان أصحابها على مقربة من بعضهم البعض في وقتٍ ما، وستحذف البيانات المخزنة بعد 21 يومًا من تسجيلها، وإذا أبلغ أحد مستخدمي التطبيق عن إصابته، فسيتم إخطار جميع جهات الاتصال التي كانت قريبة منه برسالة توضح أنهم كانوا على احتكاك بشخص مصاب، ما يسهم في دخولهم للحجر الصحي طواعية، ويقلل بالتالي احتمال انتشار العدوى قبل ظهور أعراض المرض على أي واحد منهم.

لا يزال هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها في طريق الاستفادة الحقيقية من التطبيق، فدقة قياس المسافة بين الأفراد الذين يستخدمون التطبيق مهمة للغاية! أيضاً معرفة ما إذا كان المستخدم يضع هاتفه في جيبه أم يحمله بيده؟ هل يوجد جدار بين مستخدمي التطبيق خلال تواجدهما في نفس المكان والتوقيت؟ العديد من التساؤلات لا بد من إيجاد إجابات وحلول لها قبل القول بأن التطبيق سيكون خطوة فعالة بالحد من انتشار الوباء!

الخصوصية والرغبة باستخدام التطبيق

نشر(Chaos Computer Club (CCC قائمة لتقييم تطبيقات التتبع هذه، على سبيل المثال، يجب أن تضمن هذه التطبيقات إجراءات التشفير وإخفاء الهوية لحماية بيانات المستخدم، ولا يجوز إنشاء ملفات تعريف الحركة، وإذا تبين أن استخدام هذه التطبيقات ليس مفيدًا، يجب إنهاء “التجربة”. على صعيد آخر، لا ترغب الحكومة الاتحادية بإجبار المواطنين على استخدام التطبيق، حيث قالت المستشارة أنجيلا ميركل في بداية أبريل “من الواضح بالفعل أننا سنفعل ذلك على أساس طوعي”، لكن هل يمكن أن تمارس ضغوط على أولئك الذين لا يريدون استخدام التطبيق؟