Image by StockSnap from Pixabay
28/03/2020

“سِفر (الـ) كورونا” منصة لتطوير الأفكار في زمن الحجر الصحي

الآن لدى الكثيرين منا وقت فراغ أطول، البعض يقضيه بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت في زمن الكورونا المتنفس الوحيد وخاصة مع تطبيق حظر التجول في معظم بلدان العالم، وحظر التواصل الاجتماعي في ألمانيا، والبعض الآخر يقضيه بممارسة الرياضة المنزلية، أو في القراءة، أو مشاهدة الأفلام.

ومع تطبيق اجراءات الحد من التواصل الاجتماعي، المتوقع استمرارها إلى ما بعد عطلة عيد الفصح في ألمانيا، انطلقت العديد من المبادرات على الشبكة العنكبوتية، منها مبادرات لمساعدة الكبار في السن في تأمين احتياجاتهم، ومنها مبادرات بالعزف عبر البث المباشر، أو ورشات كتابة أون لاين.. “سِفر (الـ) كورونا” إحدى هذه المبادرات، وهي منصة أطلقها عدد من المهتمين في المسرح والكتابة والأدب وهم: آنا لانغهوف- مخرجة وكاتبة مسرحية، أولغا غيريازنوڤا- روائية، أيهم مجيد آغا- مخرج و كاتب مسرحي.

منصة لتطوير الأفكار والسعي لتحقيقها

هدف المنصة وفقاً لأيهم، هو “التواصل مع أكبر قدر من الشباب المهتمين بتطوير أفكارهم والسعي لتحقيقها خلال وبعد التباعد القسري”، ويضيف أيهم الذي عمل سابقاً في مسرح مكسيم غوركي في برلين، وأنجز العديد من الأعمال هناك: “سِفر (الـ) كورونا، من الممكن أن يكون نافذة على عالم أكثر حيوية وديناميكية رغم سكونه الظاهري، فأي عمل أو مشروع كتابة أو شغل للمخيلة بعيداً عن التوتر هو علاج واسترخاء”.

القائمون على المنصة بجسب أيهم القادم من مدينة دير الزور السورية ليسوا مختصين بالعلاج النفسي، لكنهم مؤهلين لبث الطاقة الإيجابية ومحبة واحترام الآخر والثقة في التعامل معه، ويعتقد أيهم “أن هذا أكثر شيء نحن بحاجته اليوم”. منصة “سِفر (الـ) كورونا” والتي اختير اسمها ليكون على غرار “سِفر التكوين” في الكتاب المقدس، هي وليدة الظرف الحالي، لكن مشروع الكتابة والصداقة مع الكتاب هو مشروع قديم، والآن أتيحت له الفرصة ليكون مفتوحاً للجميع، يقول أيهم: “ربما نستطيع من خلال هذه المنصة أن نتطور، ونسهم بتقديم المفيد والممتع والخلاق بدعم الكتاب الشباب”، أما استمرارية هذا المشروع فهي قائمة على مدى التفاعل والاستجابة من قبل المشاركين، يضيف أيهم: “بالنسبة لنا نحن ككتاب محترفين، هذا عملنا اليومي، لذلك المنصة هي استمرار ليومياتنا”.

الفئة المستهدفة أولاً هم الشباب

وعن سبب اختيار كلمة “السِفر” والتي تعني الكتاب، أو السجل الزمني، يقول أيهم: “السِفر هو تدوين لما يمر به الجميع من تفاصيل في الحاضر، وهو توثيق لهذا الخط الزمني الذي نمر فيه ونعيشه”، موضحاً أنه من غير المعروف حتى الآن هل سيبقى المشروع منصة إلكترونية، أم سيتحول إلى كتاب مطبوع، ففكرة النشر الورقي موجودة، لكن هذا يعتمد بحسب أيهم على الزمن وأنواع الكتاب، لأن هناك نصوص ممكن أن تكون للمسرح أو للغناء أو عبارة عن صور فوتغراف، وأكد على أن الكتاب المطبوع هو هدف المنصة وهدف أي كاتب، وذلك للقيمة التي يمتلكها الكتاب في زمن انتشار الأجهزة اللوحية، والمحمولة.

أما كيفية المشاركة في المشروع، فهي عن طريق التسجيل من خلال البريد الإلكتروني (coronachroniken@gmail.com)، حيث يجب إرسال الاسم والنص والموافقة على نشره أو تطويره، ونوع الشراكة هل هي للنشر فقط، أم للمشاركة في الورشة وتطوير النصوص. والفئة المستهدفة هي أولاً الشباب الذين هم بحاجة أكثر من الجميع اليوم للتواصل والضحك والمشاغبة والتعبير والغضب (بسبب الحجر الصحي) كذلك هم بحاجة للتجريب، واختبار المشاعر والعلاقات بحسب أيهم! وبالإضافة للشباب، الدعوة للمشاركة مفتوحة لأي كاتب، أو صحفي، أو مصور فوتغراف، أو مغني، أو يوتيوبر، المهم هو الحديث عن المعاصر اليومي، والمستقبل. أي الحاضر الذي يصعب الإمساك به، والمستقبل الغير ممكن التكهن بمفاجآته بحسب تعبير أيهم الذي أبدى فرحته لتلقي طلبات بالمشاركة في الورشة من أكثر من شابة وشاب ناطقين بالألمانية، و4 أشخاص باللغة العربية وأكثر من 10 أشخاص للمشاركة بنصوص جاهزة ومنجزة مسبقاً.

للوصول إلى المنصة والمشاركة فيها، اضغط هنا.

Image by StockSnap from Pixabay