Photo: Khalid Alaboud
31/10/2019

منقذة اللاجئين توجه “نداء للجيل الأخير” لإنقاذ العالم

“أنا لا أعرف من أنقذني، لكنني سأقول لكم شكراً، لأنني وكثير من اللاجئين، لولاكم لما كنت الآن على قيد الحياة”.. بهذه الكلمات كان ختام المؤتمر الصحفي لعرض كتاب قبطانة سفينة “Sea Watch 3” كارولا راكيته أمس، والذي حمل عنوان “العمل بدلاً من الأمل”. ربما قال زين العابدين الخاطر القادم من السودان عبر ليبيا إلى ألمانيا ما رغب الكثير من الصحفيين المتواجدين في القاعة قوله، لكن المهنية والموضوعية الصحفية منعتهم من التعبير عن مشاعرهم، فجاء الرد من زين العابدين أحد الذين أنقذتهم منظمة Sea Watch من عرض البحر المتوسط في طريقهم إلى بوابات الجنة الأوربية الجنوبية.

لم تكن راكيته هي الوحيدة التي أنقذت اللاجئين من البحر الأبيض المتوسط، لكنها تصدرت المشهد بعد أن تم اعتقالها الصيف الماضي من قبل السلطات الإيطالية، وأصبحت حديث العالم من الشرق إلى الغرب. قاعة المؤتمرات الصحفية الاتحادية تعج بالصحفيين، ليسوا فقط ممثلي وسائل الإعلام الألمانية بل هناك وسائل عالمية أخرى منها الإسباني، والياباني، والفرنسي، والهولندي. فقرار السلطات الإيطالية باعتقال راكيته جعلها معروفة دولياً، وبعد هذه الحادثة تواصلت العديد من دور النشر وعدد من الأشخاص مع القبطانة الثلاثينية للسؤال حول رغبتها في كتابة كتاب يصف التجربة، ووافقت راكيته وذلك لتؤكد بحسب قولها على وقوفها مع أي نشاط من “أجل الإنسانية والعدالة العالمية، والحفاظ على الطبيعة” كون العالم يمر “في مرحلة تحول تاريخية” حسبما كتبت في كتابها الذي يذهب ريعه لجمعية مساعدة اللاجئين.

لاجئون بسبب المناخ

يبدو أن أولويّات المرحلة تطلبت أن يكون مجمل الحديث في القاعة حول المناخ والبيئة، كون وظيفة راكيته بحسب ما قالت يوم الأربعاء في برلين لا تختصر فقط على إنقاذ اللاجئين في البحر، لكن أيضاً حماية المناخ، والتي عملت فيها لفترة أطول. حيث درست إدارة الحفاظ على الطبيعة، وسافرت إلى القطب الشمالي مع البعثات البحثية. واعتبرت راكيته أن أزمتي المناخ واللاجئين ليست مختلفة عن بعضها، بل هي مرتبطة ببعضها البعض. وقالت راكيته خلال المؤتمر إن كثير من اللاجئين الأفارقة هم لاجئون بيئيون، ولا تعترف بهذا المصطلح إلا اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، لأن التشريع بحسب راكيته يتخلف دائماً عن الواقع. وأضافت الشابة الثلاثينية التي كانت ترتدي قميصاً أزرق يحمل شعار منظمتها أنها تدعم أن تكون هناك ملاحقات قضائية للأشخاص، أو الشركات التي تسهم في تدمير البيئة. وأكدت راكيته خلال المؤتمر في أكثر من مناسبة على ضرورة العمل، لأنه على العالم أن يختار بين “التحول  أو الانهيار” وطرحت أسئلة عديدة في ضوء ذلك “ماذا نحتاج لكي نعيش؟ هل هناك ما يكفي؟” وتعوّل راكيته الكثير على الجيل الجديد، وذلك واضح من العنوان الفرعي  للكتاب الذي نُشر من قبل دار Droemer Knaur  “نداء للجيل الأخير” لعل هذا الجيل بحسب راكيته يغير شيء ما.

علينا فقط أن نفعل ذلك

حديث راكيته كان متوازناً، يدل على قوة شخصيتها، وإدراكها لهدفها.. ففي تعليقها حول قرارها الذي كان سبباً لاعتقالها في حزيران/ يونيو 2019 من قبل السلطات الإيطالية، لكسرها الحظر الذي فرضته الأخيرة على سفن إنقاذ اللاجئين، قالت راكيته: “نحن نعرف ما يجب أن نقوم به، علينا فقط أن نقوم بذلك”. كما تحدثت راكيته عن أوضاع اللاجئين في ليبيا، الأمر الذي اعتبره فرصة لا تعوض لعرض مثل هذه المعلومات أمام كاميرات الصحفيين، وأجهزة تسجليهم، وأشارت إلى أن الكثير من اللاجئين يلقون بأنفسهم بالبحر خوفاً من أن يتم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات حرس الحدود الليبية، لأن أوضاع اللاجئين في ليبيا غير إنسانية، وترقى لتكون جرائم بحق هؤلاء الذين هربوا بحثاً عن فرصة أفضل للحياة.

يقع الكتاب في 160 صفحة، وقد أهدته كارولا “لجميع ضحايا الطاعة المدنية”، في إشارة منها لضروة التحرك من أجل البيئة، واللاجئين، الأمر الذي دفعها لتأييد حركة “Extinction Rebellion” التي تعمل على مبدأ العصيان المدني، للضغط على الحكومات والشعوب من أجل فعل شيء لإنقاذ العالم، فوفقاً للقبطانة الألمانية فإن هذا الجيل هو الجيل الأخير الذي يستطيع إنقاذ العالم.

Photo: Khalid Alaboud