@ test copyright
16/10/2019

4 سنوات بانتظار قرار الإقامة الألمانية.. أريدُ حلاً

عادة، نبحث نحن الصحفيين عن القصص لكتابتها، هذه المرة القصة هي التي جاءت إلينا، حيث زارنا محمد درويش (32 عاماً) في مكتبنا، ليحكي لنا قصته، التي هي في الواقع قصة الكثيرين ممن ينتظرون الحصول الموافقة على طلبات لجوئهم، لكن قصة محمد مختلفة، فطول الانتظار، والظروف الصعبة التي يعيشها وهو بعيد عن عائلته وأبنائه الثلاثة، دفعته لمحاولة الانتحار أكثر مرة، الأمر الذي ترك آثاره على جسده.. ولدى سؤالي محمد الذي يعيش في ألمانيا منذ أربع سنوات، عن دوافعه لذلك قال: “فقدت الأمل في أي تغيير بالنسبة لوضعي، وزوجتي وعائلتي يزيدون الضغط النفسي علي”،  وأضاف محمد وصوته يتهدج من البكاء: “أولادي لم أرهم منذ خمس سنوات، حتى أن ابنتي طلبت من أمها شراء أب من السوبرماركت”.

درب الآلام..

جاء محمد الذي يعيش الآن في مركز للاجئين بمنطقة مارتسان شرق برلين إلى ألمانيا كغالبية اللاجئين عبر البحر، وعانى الكثير للوصول إلى هنا، هرباً من الموت، وبناء مستقبل أفضل، له ولعائلته، التي ما تزال تنتظر بمدينة المفرق الأردنية.. طريقه إلى ألمانيا  كان خطير جداً بالنسبة له، وطويل، فبعد ترحيله من الحكومة الأردنية، تنقل محمد من درعا، إلى الرقة، عبر الطرق الصحراوية، حتى يتحاشى المرور على حواجز النظام السوري، كونه مطلوب، بسبب مشاركته في الحراك الثوري بمدينته حمص. وبعد وصوله إلى تركيا، قرر وضع “روحه على كفه” بحسب قوله، وركوب البحر باتجاه اليونان، بهدف الوصول والعيش “مثل الناس”.

واجه محمد مشاكل بالحصول على الموافقة لطلب اللجوء، وذلك بسبب فقدانه لأوراقه الثبوتية في طريقه إلى ألمانيا، مع أنه وحسبما قال لأمل برلين: “تقدمت ببلاغ للشرطة الألمانية لحظة وصولي للبلاد، بأنني فقدت أوراقي في طريقي إلى هنا”، لكن المحكمة أصرّت على الحصول على أوراق تثبت شخصية محمد، ووضعه، يضيف: “قدمت ورقة المفوضية (ورقة يحصل عليها اللاجئون في الأردن)، وكذلك هوية زوجتي، ودفتر العائلة، وهوية أبي، وأمي لكنهم لم يقبلوا كل ذلك”.

الحرمان يدفع لارتكاب الأخطاء أحياناً!

في لحظة يأس، كان المحتالون، والمزورون، هم القشة التي تعلق بها محمد، حيث وقع ضحية أحد المزورين، حين أقنعه أن الأوراق التي سيستخرجها له صحيحة، لكن المحكمة في ألمانيا، اكتشفت أن الأوراق مزورة، مما زاد في تعقيد قضيته أكثر، وبمساعدة أخته التي تقيم في سوريا، حصل محمد على جواز سفر سوري من الداخل، وقام بتقديمه للمحكمة، لكن الأمر بحسب محمد الذي وكّل ثلاثة محامين، طال أكثر من اللازم “خمسة أشهر”، خاصة أنه تقدم بأدلة تعرضه لاعتقال من قبل النظام السوري، وأظهر آثار التعذيب على جسده، لكن كل ذلك لم يشفع له بسبب فقدانه لوثائقه.

الانتظار الطويل، ورغبة محمد في إحداث تغيير في وضعه، جعله يتواصل مع العديد من الجمعيات، لكن دون جدوى.. الأمر الذي أثر على نفسيته وصار يتناول أدوية مضادة للاكتئاب، ويزور الطبيب النفسي، فعدم الرد على طلب اللجوء يقف عائقاً أمام متابعة حياته هنا، فهو بحسب وصفه: “محروم من كل شيء (..) دون أوراق لا تستطيع التقدم للحصول على دورات للغة الألمانية، وكذلك لا تستطيع التقدم للعمل، لكن حاولت التواصل مع مدرسة لغة، دون أن أحصل على رد”.

تواصلنا مع محامي محمد، ولدى سؤالنا عن تأخر إجراءات المحكمة، قال إنه بانتظار أوراق البامف، والتي قد تأخذ أسبوعين، أو أكثر.. لكنه وعد بأن قضية محمد ستنتهي خلال أشهر، الأمر الذي زرع في قلب محمد الأمل، لكن عليه الانتظار.

Photo: AmalBerlin