حسمت شرطة برلين الأمر بالنسبة لنشطاء البيئة الذي اعتصموا في ساحة بوتسدام وسط العاصمة الألمانية، حيث غادر جميع المتظاهرين الساحة، وكان بعضهم ربط نفسه بسلاسل مع أحواض الاستحمام المملوءة بالخرسانة أو بشاحنة، وقامت الشرطة بفك هذا الاعتصام، وتم نقل الأدوات بعيداً من قبل الشرطة وإدارة الإطفاء. وبحسب موقع rbb24 قالت متحدثة باسم الشرطة: “معظم المحتجين غادروا مكان الاعتصام بأنفسهم، وعملية الإخلاء كانت بشكل عام سلمية”، وقد قامت شركات تنظيف المدينة بإزالة البطانيات والفرش من الشارع.
صباح خريفي ومحتجون من أجل البيئة يفتشرون الأرض
عندما تصعد درجات محطة مترو الأنفاق التي تقع في ساحة بوتسدام، تتوقع أن تشاهد الأبنية الحديثة في الساحة، والتي تعتبر علامتها المميزة.. لكن هذا الصباح الخريفي ستتفاجئ بوجود مجموعات من نشاطاء البيئة الذين افترشوا الأرض، رغم أمطار برلين الخريفية الناعمة التي بللت كل شيء، نشطاء أمسكوا بأيدي بعضهم البعض، وآخرون يوزعون على بعضهم البعض الفاكهة والخبز، وبعضهم يرفع لافتات خاصة بالحدث، وكذلك الشرطة تتنتشر بالمكان..
أتاحت هذه الأجواء لزميلتنا مريم التي تواجدت صباح اليوم في الساحة، تبادل وجهات النظر، مع المتواجدين في المكان، وكان هناك من هو متحمس بشدة للحديث معها، ولدى سؤالهم (هل تعتبرون أنفسكم كحركة تمرد ضد الانقراض جزءاً من تظاهرات جمعة من أجل المستقبل؟ أم لديكم عقلية مختلفة) أجابوا: “الحركتان شيئان مختلفان تماماً، لكنهما تسعيان إلى تحقيق هدف، هو جعل السياسيين يتصرفون بسرعة لحماية البيئة، والحد من تغيرات المناخ” وتابع أحد الشباب الموجودين: “اختلافنا هو في طريقة احتجاجنا (..) أعتبر نفسي أكثر من عضو في حركة يوم الجمعة من أجل المستقبل لكنني أيضاً خرجت إلى الشارع مع المتمردين، فحركة المتمردين أكثر براغماتية، حيث تسعى حركة جمعة من أجل المستقبل إلى إقامة حوار مع السياسيين وذلك عبر القانون، وهم يتحدثون أكثر للتوصل إلى حل، لكننا -أي حركة المتمردين- نريد أن نحث السياسيين على اتخاذ قرارهم بشكل أسرع”، وأكد الشاب الذي كان يضغط على يديه الباردة لتدفئتها: “نستخدم العصيان المدني للاحتجاج، بالطبع لا نريد أن يكون احتجاجنا عنيفاً”.
تفاؤل بالوصول إلى هدف الاحتجاجات
انضمت زميلتنا مريم إلى مجموعة أخرى من المحتجين، قالوا لها: “خرجنا طوال الليل، واحتجاجنا استمر على مدار 24 ساعة، لقد نمنا في الشارع هنا ليلاً”، وأضافت فتاة ضاحكة: “لم أكن حتى في الخيمة، كنت نائمةً بمنتصف الشارع وأتمنى ألا أصاب بالبرد”، فسألتها مريم عن أجواء الأمس، وهل حققوا انجازاً في احتجاجهم فأجابت: “استسلمت الشرطة، ولم تستطع إخراجنا من الشوارع، لأنهم وجدونا مصرّين على موقفنا”، وبحسب مريم كانوا متفائلين ومؤمنين أن بإمكانهم إحداث تغيير في سياسة المناخ.
حركات الشباب أوسع
التقت مريم زوجين قادمين من نورنبيرغ وسألتهما حول رأيهما في هذه الحركة الاحتجاجية فأجابوا: “هذا التجمع أصغر من الصورة التي رأيناها في وسائل الإعلام، وكنا نتوقع المزيد من الناس”، وقارن الزوجان بين هذه الحركة وحركات حزب الخضر في السبعينيات، ووجدوا أن حركات الشباب هذه الأيام أوسع، ويمكن أن يكون لها تأثير أكبر على السياسة، بالطبع من واجب جميع الناس الاهتمام بالبيئة وليس السياسيين فقط، وأضاف زوجان آخران يقفان في مكان قريب :”هذه الأيام أصبحت الشوارع أكثر هدوءاً”، وأضافا ضاحكين: “إذا استمرت الاحتجاجات بنفس الطريقة فسنعمل بهدوء أكبر”..
غادرت مريم المكان، ومجموعات من المحتجين تستعد لبدء احتجاجها ومظاهرتها مجدداً، حيث لا يمكن توقع مكان احتجاجهم القادم، حتى لا يتم إفشاله من قبل الشرطة..
Photo: Maryam Mardani