وافق أمس الخميس 3 أكتوبر/ تشرين الأول الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتوحيد ألمانيا، حيث ألقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطاباً بهذه المناسبة بمدينة كيل، وتحدثت عن الثورة السلمية التي بدأت من الكنائس في ألمانيا الشرقية قبل ثلاثين عامًا، تلك الثورة التي رفضت القوانين المجحفة و”الدولة غير الشرعية”، وأرجعت المستشارة نجاح الثورة وقتها لمشاركة كل أفراد المجتمع في ألمانيا الشرقية من نساء ورجال وشباب برفض القمع.
هل الألمان الشرقيون مواطنون درجة ثانية؟
ذكرت ميركل في كلمتها أمس ما يتردد هذه الأيام وبعد 29 عام على الوحدة من أن غالبية الألمان الشرقيون يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وذلك وفقًا لاستطلاعات الرأي، وبالتالي فإن أقل من 40% فقط من الألمان الشرقيين يعتبرون أن إعادة التوحيد كانت ناجحة، وتقل النسبة بين الفئات العمرية تحت 40 سنة لتصل إلى 20% فقط، وهو ما يعني أن أقل من نصف المواطنين في ألمانيا الشرقية غير راضين عن الديمقراطية في البلاد، وهو ما دفعها لمطالبة المجتمع والساسة إلى محاولة فهم هذه الحالة من عدم الرضا.
الوحدة ليست إعلان دولة ولكنها عملية
وتحدثت المستشارة الألمانية حول المشاعر السلبية لدى الألمان في شرق البلاد قائلة: “يجب علينا تعلم فهم ما يعنيه عبء الوحدة والانقسام على الأفراد”. موضحة كيف “كان سقوط الجدار بمثابة اختبار لحظات من السعادة والثقة والانفتاح بشكل شامل، لكن بنفس الوقت كانت الدولة في ألمانيا الشرقية بمثابة سقف يحتمي به العديد من المواطنين الشرقيين، وهذا الفقدان المفاجئ لهذا السقف كان بمثابة صدمة، بالإضافة لفقد الكثيرين وظائفهم ليصبحوا عاطلين عن العمل ولم يتمكنوا من استخدام مهارتهم بالطريقة التي يعرفونها”. وأشتمل حديث ميركل على كثير من التفهم بل والاعتراف بهذا الشعور بالاغتراب، لكنها أكملت بأنه ربما علينا اليوم استكمال الوحدة التي لم تكتمل في الثالث من أكتوبر 1990: “الوحدة الألمانية ليست دولة، بمجرد الانتهاء من إعلانها ينتهي الأمر ولكنها عملية دائمة ومهمة مستمرة تؤثر على جميع الألمان بغض النظر عن الوضع الذي يعيشون فيه”.
تظاهرات اليمين المتطرف تسيطر على المشهد
تظاهر أمس في شوارع برلين حوالي 1000 متظاهر من اليمين المتطرف بحسب تقديرات شرطة الولاية، كما ذكرت الشرطة أن العدد المتوقع كان 5000 متظاهر، لكن لم يشارك سوى ألف شخص فقط، وقد تضمنت التظاهرات العديد من المواطنين العاديين من مختلف الأعمار، والذين لديهم غضب من سياسات الهجرة واللجوء، لكن أيضًا تضمنت التظاهرة بعض المجموعات من النازيين الجدد والبعض من منظمة شباب الحزب القومي الألماني JN، وحملت الشعارات عبارات كـ “هنا مسيرات المقاومة الوطنية” والتي كانت تسمى مسيرات النازيين الجدد في سنوات سابقة وفقًا لصحيفة برلينر تسايتونغ، هذا بالإضافة لهتافات من نوع: “يجب على ميركل الرحيل – من لا يحب ألمانيا عليه أن يتركها”.
مظاهرات مضادة لليمينيين
على الجانب الآخر شهدت برلين أمس أيضًا تظاهرة نظمها نشطاء اليسار، شارك فيها نحو 600 متظاهر، وذلك لتسجيل موقف الرفض لمسيرة اليمينيين، ولم يقتصر الأمر على التظاهرات المسجلة فقط، بل شهدت الشوارع أيضًا بعض المسيرات العفوية والتي حمل بعضها لافتات كتب عليها “Deutsche Kartoffeln einstampfen” أو Nazis raus. وعملت شرطة برلين على الفصل بين المتظاهرين من الجانبين في محاولة لمنع الاشتباك، كما ذكرت التقارير اعتقال الشرطة لبعض المتظاهرين ضد اليمين إثر مناوشات بينهم وبينها.
Photo: Amal,Berlin