Photo:Samer Masouh
12/09/2019

تعرفوا على قرية “الحرية للاجئين” للإكتفاء الذاتي

بين الفينة والأخرى يطل على الإعلام، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليهدد أوربا بإغراقها باللاجئين إن لم تدفع أموالاً لتركيا، ومؤخراً عاد الحديث عن أعداد لا بأس بها هربت من تركيا واتجهت نحو اليونان لتنضم إلى أعداد كبيرة من اللاجئين الذين وصلوا لليونان في السنتين الأخرتين، ولم يستطعوا عبورها باتجاه الدول الأوربية الآخرى بسبب سياسة الحدود المغلقة.

اليونان بالنسبة للاجئين ليست الهدف النهائي وإنما وبسبب موقعها الجغرافي فهي جسر عبور لبلدان أخرى يستطيع فيها اللاجئ الحصول على مساعدة اجتماعية، تأمن له الحد الأدنى من المعيشة الكريمة ريثما اندمج في البلد الجديد ووجد عمل، يستطيع من خلاله الاعتماد على نفسه، أما اليونان دولة تعاني من أزمات مالية خانقة لا تستطيع أصلاً أن تقدم مساعدات، في ظل هذه الأوضاع  كان من الضروري ايجاد حل لهؤلاء العالقين، فمهما امتلكوا من مدخرات ستنفذ بالنهاية ولابدَّ من ايجاد مصدر دخل لهم. من هنا أتت فكرة مشروع Refugee Village for Freedom، أو قرية الحرية للاجئين.

الإكتفاء الذاتي هدف المشروع

خلال مشاركة المشروع في مهرجان الفنون في مدينة بريمن الألمانية، من خلال إقامة معرض لرسومات أطفال القرية، التقينا مع الفنان التشكيلي  سليمان دكدوك مدير المشروع وجرى الحديث التالي.

ما هو مشروع قرية اللاجئين للحرية وإلى ماذا يهدف؟

– بعد إغلاق الحدود تجمع آلاف اللاجئين من مختلف الجنسيات أبرزها السورية والعراقية والأفغانية، فاضطررنا أن نفتح مباني بشكل غير قانوني، لأن الدولة اليونانية والمنظمات العاملة في هذا المجال كانت عاجزة تماماً على تلبية المتطلبات الأساسية للاجئين، ومع انعدام الدعم من أي جهة فقررنا استئجار أراضي في منطقة زراعية تبعد عن العاصمة أثينا، حوالي 70 كم، وبدأنا في الزراعة وتربية الحيوانات. الغاية من المشروع هو الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الآخرين وخاصة بتأمين الغذاء، ومن ثم إيجاد عمل للاجئين من خلال بيع المنتجات إلى الأسواق بدون وسطاء. والعمل على إيجاد بيت لكل عائلة من أجل العيش باستقلالية وقدرة مالية تساعدها بتربية أولادها.

يلاحظ أن في المعرض رسوم تعود للأطفال فكيف استطاعوا القيام بذلك ضمن تلك الظروف ؟

– ضمن برامج التدريس للأطفال، هناك الرسم وكوني أنا رسام أجلس مع الأطفال ونرسم ساعتين أو ثلاث ساعات كل أسبوع، وهذا ما يجعلهم يتناسون نوعاً ما أجواء الحروب والدمار التي هربوا منها، ومن الملاحظ أنه في البداية كانوا يرسمون لوحات تعبر عن مأساتهم، ورويداً رويداً بدأوا يرسمون الطبيعة وأمور جميلة وهذا يدل على أنه حالتهم النفسية تتحسن.

هل يتلقى المشروع أي دعم من قبل المنظمات أو الهيئات الحكومة في اليونان أو خارجها ؟

بالحقيقة لا يوجد أي نوع من الدعم من اي هيئة، والدعم لحد الآن هو فقط معنوي، ونحن نطلب من المتطوعين بدل من المساعدة المادية، تعالوا اعملو معنا أو اشتروا من منتجاتنا، أو من خلال شراء اللوحات المرسومة من قبل الأطفال، وبالحقيقة حصل ذلك في بريمن فقد استطعنا بيع عدد من اللوحات، بالإضافة إلى بيع المواد المنتجة كالأعشاب وبعض الأدوية المصنوعة من الأعشاب.

لمن يرغب بالتواصل مع إدارة المشروع يمكن التواصل معهم عبر صفحتهم على الفيس بوك على الرابط التالي اضغط هنا.

صورة الغلاف للفنان سليمان يقف أمام إحدى لوحاتة.
Photo:Samer Masouh