شهد حي موابيت الجمعة الماضية وفي تمام الساعة 11:58 ظهرًا عملية قتل راح ضحيتها الجورجي تسليم خان ك. والبالغ من العمر 40 عام، حيث قام مواطن روسي شيشاني 49 عام يركب دراجة بإطلاق النار عليه من الخلف بينما كان تسليم خان في طريقه لصلاة الجمعة، كما يذكر أنه اعتاد زيارة مساجد يتواجد بها إسلاميون من القوقاز. لم يعلق المدعي العام الألماني على هوية الضحية إلا أن مركز تعليم ومراقبة حقوق الإنسان في العاصمة الجورجية تبليسي صرح بهوية الضحية. جدير بالذكر أن الجاني ألقى بالدراجة والمسدس في النهر كما عثرت الشرطة في منزله على مبلغ كبير من المال.
من هو الضحية؟
تسليم خان ك. ينتمي للأقلية الشيشانية في جورجيا والتي هي بلده الأم، وقد كان مشاركًا في حرب الشيشان الثانية كمحارب في وحدة مكونة من 100 مقاتل ضد الهيمنة الروسية، بحسب ما جاء في تاجسشبيجل. إلا أن التقارير تفيد بأنه عمل لحساب وزارة الداخلية الجورجية في قوات مكافحة الإرهاب، في نفس الوقت يصنف على أنه كان جزء من التطرف الديني في المنطقة، يذكر أن تسليم خان نجا من محاولتين اغتيال قبل ذلك ولكي يحمي نفسه وعائلته جاء إلى ألمانيا، كل هذا أدى إلى التباس الأمر على المحققين: هل الضحية جزء من تصفية الحسابات بين المخابرات الروسية والإسلاميين الشيشان؟ أم أنه صراع داخل الأوساط الإسلامية والعملية تعود لقديروف؟ أم أن للأمر علاقة بتهريب المخدرات وغسيل الأموال؟
الاشتباه بالمخابرات الروسية
على رغم من شهرة المخابرات الروسية باعتمادها السم أو المتفجرات كطريقة للتخلص من المعارضين إلا أن الشكوك مازالت تدور حولها، فتسليم خان الذي انتهى تصنيفه في ألمانيا عام 2018 على أنه مصدر خطر كان قد تعرض للعديد من الهجمات قبل ذلك، ما دفعه للرحيل إلى أوكرانيا عام 2015 وهناك تعرض لإطلاق نار أدى لإصابات خطيرة، ولم يتم التحقيق في الواقعة من قبل الحكومة الصديقة لموسكو، ليأتي بعائلته إلى براندنبورج بألمانيا ثم انتقل إلى برلين عام 2017 ليطعن بعدها على قرار بترحيله نظرًا للخطورة على حياته في جورجيا فمن المثق تعرضه لهجوم بالسم عام 2009، وطالبت منظمة تعليم ومراقبة حقوق الإنسان من تبليسي الحكومة الألمانية بالتحقيق في الحادث، حيث تتجه شكوكها تجاه المخابرات الروسية التي وصفته عام 2008 بأنه رئيس جماعة إرهابية.
هل قديروف متورطًا؟
تزعم بعض المصادر إلى احتمالية تورط رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف في مقتل ك. مؤكدين أن ك. كان على قائمة القتل المعدة بواسطة الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو. فهناك العديد من التقارير عن تورط تسليم خان في بعض الأعمال الإرهابية حيث كان من مؤيدي الجماعة الإرهابية الشيشانية “إمارة القوقاز” والمسؤولة عن العديد من الهجمات في روسيا وجمهوريات القوقاز. ولكن ولمزيد من الحيرة تشير التقارير أيضًا إلى عمل تسليم خان ك. في مقر مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية الجورجية عام 2012، حيث شارك في مهام خاصة منها مهمة مضيق لوبوتا على الحدود الجورجية مع داغستان نيابة عن الوزارة. كما يذكر عن ك. أنه كان بمثابة مفاوض لوزارة الداخلية الجورجية أثناء الاشتباكات وذلك بسبب صلاته الجيدة بالحرب الشيشانية، وعلى رغم مناهضته لموسكو المعروفة إلا أنه كان يعد بمثابة حلقة وصل وعامل موازن مع الجماعات الإسلامية المتطرفة في جورجيا.
المزيد من الغموض يعيط بالحادث والكثير من الترقب بانتظار نتائج التحقيقات وما قد يترتب عليه من رد فعل من الحكومة الألمانية وما قد يشوب العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإحدى البلدين أو كلاهما حال ثبوت دافع سياسي وراء الجريمة.
Photo: epd – Juergen Blume