“قرار صائب” هكذا علّق أحمد أبازيد اللاجئ السوري الذي يقيم في ألمانيا منذ 4 سنوات، والذي لم يجتمع بعائلته منذ ذلك الحين، على اقتراح وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر CSU، الذي قال فيه: “لا يمكن أن يدعي أي لاجئ سوري يذهب بانتظام إلى سوريا في عطلة، بجدية أنه تعرض للاضطهاد! وعلينا حرمان مثل هذا الشخص من وضعه كلاجئ”. تصريح زيهوفر والذي نُشر بداية الأسبوع في صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الشعبية، أدى إلى انقسامات بالآراء، في ألمانيا بشكل عام، وبين السوريين أنفسهم بشكل خاص.
من يزور سوريا يزور أهله
آية مثلاً، والتي قدمت إلى هنا لتتعلم اللغة الألمانية، وقدمت لجوء حين شارفت إقامتها على النفاذ، تذهب إلى سوريا بشكل منتظم لتزور والدها الثمانيني حسبما صرّحت لأمل برلين، مؤكدة أنها قامت بتعديل شهادتها في الصيدلة هنا، وهي تعمل الآن في صيدلية. وتزور سوريا منذ 2014. موضحة أن من يقوم بزيارة سوريا يزور أهله، ولا يزور الحكومة أو النظام السوري. وشددت آية وهو اسم وهمي على أن سوريا “ليست مزرعة للأسد” بحسب تعبيرها. وقالت: “من حق أي إنسان أن يبدأ حياة جديدة، ولكن ليس من حق ألمانيا أن تمنع الناس من زيارة أهلها، وخاصة من كانوا أهله متقدمين في السن، فليس أمامه إلا زيارتهم، وإلّا لن تكون له فرصة أخرى”، وتساءلت: “لماذا لا تمنع السويد مثلاً اللاجئين السوريين من زيارة أهلهم؟”.
سوريا ليست آمنة
أما بلال والذي يقيم في ولاية براندنبورغ منذ 4 سنوات تقريباً فيخالف آية بالرأي، حيث قال لأمل برلين: “أنا ضد زيارة أي سوري جاء إلى ألمانيا وقدّم طلب لجوء سواء سياسي أو إنساني لسوريا”، لأن هذا وبحسب بلال يعطي دليلاً على أن سوريا آمنة، ولا يوجد فيها حرب، مضيفاً أنه يمكنه البقاء فيها إذا كان سعيداً هناك، وغير مطلوب للنظام السوري، مشيراً إلى أن هذا السوري الذي يزور سوريا قد يضرّ نفسه بشكل خاص، ويتسبب بالضرر للسوريين الآخرين المقيمين في ألمانيا، خاصة أن الحكومة الألمانية تعتبر سوريا بلداً غير آمن.
حالات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار
حسن عنيزان المقيم في برلين منذ 6 سنوات ونصف، مع وضد الاقتراح بنفس الوقت، قال لأمل برلين: “يوجد حالات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار”، فمن ناحية يوافق عنيزان على كلام آية بأن هناك من يزور أهله المرضى، أو الكبار في السن، أما من ناحية أخرى ويعني هنا “الشبيحة” بحسب تعبيره، فيرى أن هناك خلل من البداية، حيث منح هؤلاء حق اللجوء من السلطات الألمانية، وبذات الوقت يقول عنيزان أن هناك مناطق في سوريا خارج سيطرة النظام السوري، أو “محررة” بحسب ما يُصطلح عليها في الأوساط السورية المعارضة، فما المانع من زيارة اللاجئ لأهله في هذه المناطق؟ مشيراً إلى أن زيهوفر قال من يزور سوريا بشكل منتظم، ولم يحدد كم مرة، من هم الأشخاص، وأي المناطق في سوريا.
الاقتراح غير واضح
ماجد البني المقيم في برلين أيضاً يرى أن هناك الكثير من الأمور المبهمة تدور حول هكذا تصريح، وأي عمليات ترحيل ستحصل تحت هذا البند يقول البني لأمل برلين قد تكون شمّاعة لعمليات ترحيل أخرى تحت تعريفات جديدة. لهذا برأي البني الأمر غير مقبول بشكل عام، موضحاً أنه بإمكان الحكومة الألمانية إيجاد حلول أخرى، كإعطاء نوع آخر من الإقامة، لمن يودون البقاء في ألمانيا دون أن يتقدموا بطلب لجوء، أو إيجاد سياسة تنبيهية تحث اللاجئين للتعامل مع مصطلح اللجوء بشكل جدي. وفي ذات وقت يرى البني إن أي نوع من أنواع الترحيل هو إجراء غير إنساني ويتعارض مع قوانين تشريعات حقوق الإنسان الدولية.
بدورهم انتقد سياسيون ألمان اقتراح سياسي الاتحاد المسيحي، فمنهم من يرى (أولا يلبكي – اليسار) أن زيهوفر يحاول جذب ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا لحزبه، وأنه لم يعطِ (أي زيهوفر) أي إحصائيات لعدد السوريين الذين قضوا إجازاتهم في سوريا، فيما يرى آخرون (الخضر) أنه على زيهوفر أن يرسي أسس صحيحة للإندماج الناجح، عوض الحديث عن الترحيل.