بعد حوالي 14 عامًا من النقاش، بدأ اليوم سريان حظر “البرقع” في هولندا، إنه أيضًا نجاح للقيادي الشعبي اليميني خيرت فيلدرز الذي أطلق مبادرة حظر مماثلة عام 2005، وقال حينها: “هولندا بلدنا ولا نعامل النساء بهذه الطريقة”. وبعد الكثير من التغييرات التي طرأت على الحكومة والائتلاف، والمشروعات، والمناقشات في مجلسي البرلمان.. تم اقرار الحظر بواسطة حكومة مارك روتي الحالية التي تمثل يمين الوسط.
يُمنع ارتداء الملابس “التي تغطي الوجه” كالبرقع أو الحجاب في المؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات والمكاتب أو الحافلات والقطارات اعتبارًا من هذا الخميس فصاعدًا. وقد حثت وزارة الداخلية الهولندية السلطات المحلية على فرض الحظر، وطُلب من مسؤولي الأمن إخبار النساء المحجبات بإظهار وجوههن، وإذا رفضوا، قد يُحرمون من الوصول إلى المباني العامة ويواجهون غرامات لا تقل عن 150 يورو.
تشكيك بإمكانية تطبيق الحظر
ينطبق الحظر أيضًا على أغطية الوجه الأخرى كالأقنعة، ومع ذلك من غير الواضح ما إذا كان الحظر سيتم تنفيذه بالفعل. فقد أعلنت العديد من المدن وكذلك المستشفيات ووسائل النقل العام وكذلك الشرطة أنها لن تلتزم به. في هولندا، هناك ما يقدر بنحو 150 امرأة ترتدي البرقع أو النقاب.
ووفقًا للاستطلاعات، فإن غالبية الهولنديين يؤيدون حظر البرقع، ويعتبرونه رمزا لقمع النساء في الإسلام، لكن النقاد يرون أن الحظر انتهاك للحرية الدينية. لكن يسأل الكثيرون أنفسهم أيضًا، من الذي يجب أن يتحكم فعليًا في هذا؟ يقول بيردو بيترز، الناطق بلسان موظفي النقل العام: “نحن لا نفعل ذلك، لدينا التزام بنقل الأشخاص الذين دفعوا، لكننا لا نملك سلطة إبعاد شخص من استخدام وسائل النقل عندما يغطي الشخص وجهه”. حتى رؤساء البلديات، بما في ذلك من أمستردام وروتردام وأوتريخت، يعترضون على أن هذه الضوابط غير ممكنة.
كانت فرنسا أول دولة في أوروبا تحظر ارتداء النقاب عام 2011، تبعتها عدة بلدان أوروبية. لكن في ألمانيا، لا يُوجد مثل هذا الحظر إلا في أماكن محدودة، فقد حظرت جامعة كيل النقاب بالفصول الدراسية في وقت سابق من هذا العام. وفي الدنمارك، كان الحظر الكامل لمكافحة النقاب ساري المفعول لمدة عام واحد بالضبط، ووفقاً للسلطات، فرضت غرامات تتراوح بين 134 و1340 يورو في 39 قضية، من بينها 22 امرأة ترتدي البرقع أو النقاب.
حزب البديل.. يجب رؤية الوجه لأسباب أمنية
زعيمة مجموعة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل طالبت بحظر البرقع في ألمانيا أيضاً، وقالت لصحيفة نيو أوسنابروك: “لأسباب تتعلق بالأمان، من المهم أن يكون الوجه الإنساني معروفًا للناس”، فقد أكد المجتمع الألماني أن الرجال والنساء يتواصلون على قدم المساواة، لكن البرقع “يقف بالطريق” والذي “هنا يظهر التمييز بين الرجل والمرأة”.
Photo: EPD – Friedrich Stark