©Asmaa Yousuf
13/05/2019

أبرز ملامح مبادرة “مدن التضامن” بخصوص اللاجئين

“الدول ليست بموضع لحل مشكلات اللاجئين بعد ذلك، إما بسبب أنهم غير قادرين أو بسبب أنهم غير راغبين، ولدينا شعور بأنهم قرروا عدم استقبال اللاجئين وسيدعون الناس يموتون في البحر المتوسط” هذه وغيرها من التخوفات عبرت عنها أستاذة السياسة المقارنة بجامعة أوروبا ماليسا تسوبل، كانت وراء ما يعرف بمبادرة “مدن اللجوء” أو “مدن التضامن”. مثلت المبادرة موضوعًا لنقاش استضافته جامعة أوروبا بفرانفكورت أودر حضرها إلى جانب د. تسوبل استاذ الجغرافيا البشرية بجامعة تورنتو بروفيسور هارالد باو، وعمدة مدينة فرانكفورت أودر رينيه فيلكه (اليسار).

تعاون أوروبي

مبادرة “مدن التضامن” تهدف بالأساس إلى إدارة ما يطلق عليه بـ “أزمة اللاجئين” وذلك من خلال التعاون على مستوى المدن الأوروبية في محاولة للتشبيك من أجل تشكيل مأسسة إطار يتم بموجبه تقديم جميع الإجراءات المطلوبة، وتتمحور المبادرة حول تبادل المعلومات حول أوضاع اللاجئين في المدن وتنظيم استقبال طالبي اللجوء في المدن الأوروبية المختلفة والأهم هو تمويل هذه المدن التي تستقبل اللاجئين بشكل طوعي.

لا تهدروا الأزمة

ذكرت تسوبل مقولة عضو الاشتراكي الديمقراطي جيزينا شفان “لا تهدروا الأزمة” حول ضرورة النظر إلى ما يسمى بأزمة اللاجئين على أنها فرصة، لتنطلق منها إلى الحديث عن أهمية المبادرة، فالمدن لديها أموال قليلة وهذا هو الوضع دائمًا، لذا دعونا ندفع في اتجاه تمويل المدن التي تستقبل اللاجئين شكل طوعي وذلك من خلال European Fond، ورغم تفاؤلها بوجود بعض الإشارات الإيجابية قالت تسوبل بأن العديد من الدول الأعضاء لا تريد المشاركة.

عدم إجبار المدن على قبول اللاجئين

وحلًا لإشكالية عدم موافقة بعض المدن على استقبال اللاجئين، تقول تسوبل: “من الممكن جدًا أن يكون هناك مجموعتين من المدن إحداهما تستقبل وتدمج اللاجئين والأخرى لا تقبل ولكن تشارك في تمويل جهود مجموعة المدن الأخرى من خلال المشاركة في Fond، فعلينا قبول فكرة أن الجميع لا يتسطيع عمل نفس الشيء”. وهو ما اختلف معه عمدة مدينة فرانكفورت رينيه فيلكه، حيث وفقًا له “اتضح ان الأماكن التي بها شعبويين أكثر بها أعداد أقل من اللاجئين، وبالتالي عدم استقبال لاجئين في مدن بأكملها سوف يعزز الشعور الشعبوي فيها”.

التمويل ليس فقط للاجئين

تنص المبادرة على ألا تذهب التمويلات من Fond إلى اللاجئين ولكن للمدينة كلها، وبالتالي ينتفع منها كل سكان المدينة، وهو ما اعتبرته تسوبل مبثابة تشجيع للمدينة على الاستقبال “الطوعي” للاجئين، وبالتالي ترى المدن في مسألة استقبال اللاجئين فرصة لتطويل مجتمعاتهم، ليروا أيضًا المنافع والفوائد التي يمكن أن تعود عليهم من عملية الاندماج.

وهو ما قوبل بالانتقاد من بعض الحاضرين متمثلًا في التخوف من النظرة المادية للاجئين وبأن تستقبلهم المدن فقط من أجل الأموال، وهو ما ردت عليه تسوبل بـ “أننا الآن في مناخ يجعل الأمور صعبة للغاية لوصول اللاجئين إلى هنا، لذا علينا أن ندعم كل المدن التي تقبل باستقبال اللاجئين”. فالمدن بمواطنيها يقبلون اللاجئين وفي المقابل يحصلون على تمويل ينتفع منه الجميع.

جانب من الندوة لمبادرة مدن التضامن

 

Photo: Asmaa Yousuf