“المجتمع الألماني يتسع للحجاب والكيبا وغيرها من الرموز الدينية”.. بهذه الكلمات عبر القائم بأعمال رئيس الوكالة الاتحادية لمكافحة التمييز بيرنهارد فرانكا عن رسالة الوكالة أثناء كلمته في افتتاح أولى جلسات مؤتمر شباب الإسلام “Junge Islam Konferenz” والذي تمحور حول “الثقة والتماسك المجتمعي”.
الحجاب وحيادية الدولة
انتقد فرانكا سلوك بعض الشركات الخاصة في منعها لقبول توظيف المحجبات، مستغلين في ذلك قانون حيادية الدولة، خاصة بمدينة برلين حيث قانون الحيادية يمنع المعلمات من ارتداء الحجاب، وعلل فرانكا رفضه لسلوك هذه المؤسسات بأنها لا تحتاج لأن تدعم حيادية الدولة، وبأنها حجة غير منطقية لتقليل التنوع في مثل هذه الشركات. كما أكد على أنه يستهدف من خلال عمله جعل ألمانيا مجتمع غير تمييزي تمامًا، سواء ضد الرموز الدينية أو العرق أو اللون أو الميول الجنسية أو غيرها من العوامل التي تستخدم للتمييز ضد فئات محددة في المجتمع، لتأثير كل ذلك على عامل الثقة بين أبناء المجتمع الواحد.
الثقة وتمثيل الأقليات
ألقت إشكالية تمثيل المهاجرين بظلالها على الجلسة الافتتاحية للمؤتمر خلال كلمة رئيس الوكالة الاتحادية للتعليم السياسي توماس كروجر، والذي رأى أن تمثيل المهاجرين، خاصة المسلمين، غير كافِ في المؤسسات الألمانية كالبرلمان والأحزاب، وبالطبع في الإعلام، ولديه أن التمثيل هو الأمر الأكثر أهمية لخلق مشاركة، ففي مجتمع ما حيث المشاركة متاحة لكل فرد يمكن لهذا المجتمع بالضرورة أن يكون متماسكًا.
لماذا اختيار موضوع الثقة؟
تقول رئيسة منظمة “مؤتمر الشباب حول الإسلام” نينا براش أنه وعلى مدار عام كان الشباب أعضاء جمعية المنظمة يناقشون العديد من القضايا ليتم اختيار إحداها لتكون محل نقاش هذا مؤتمر العام، ووقع الاختيار في النهاية على موضوع “الثقة ودورها في التماسك المجتمعي” لأنه يضم العديد من الجوانب التي سيتناولها المؤتمر على مدار ثلاثة أيام وأهمها: دور الإعلام في خلق وتدمير الثقة، نظرية المؤامرة، التمثيل وانعدام الثقة في السياسيين، التنميط العنصري خاصة بواسطة الشرطة والذي يعد أحد أهم سمات التأثير على الثقة في المجتمعات، وعلاقة كل ما سبق بالدين كعامل هام في بناء الثقة وهدمها.
الثقة والحديث مع الآخر
التماسك الاجتماعي مسألة مهمة للغاية ويعد بمثابة قضية كبيرة، كما تقول براش، لأنه هناك بعض فئات المجتمع المنقسمة، كما أن المنفتحين هم من يتحدثون إلى بعضهم البعض ويؤكدون على رؤيتهم للعالم ويتفاخرون بها بطريقة مختلفة تمامًا عن المجموعات الأخرى في المجتمع، وبالتالي أصبح من المهم جدًا خلق أرضية مشتركة. ورأت براش أن إرساء الثقة ليس أمر على المستوى الفردي، لكنه إدراك أبعاد أخرى للثقة بالمجتمع والتي على رأسها ثقة الأفراد ببعضهم البعض، وثقتهم بالدولة.
الأخبار الكاذبة
يرى طالب الدراسات الإسلامية إيرك فوريكا 23 سنة، والمشارك في المؤتمر، أنه وخاصة هذه الأيام بدأ بعض السياسيين بنشر ما يسمى الأخبار الكاذبة Fake news، وبأن الأمر “أصبح جادًا الآن ولذا علينا أن نبدأ ببناء الثقة بيننا لأنه دائمًا بفقدانها تبدأ الصراعات في الظهور، كما أنه علينا أن نجلس مع الناس ونتحدث معهم بالإضافة لإيصالهم ببعضهم لابعض”.
الإعلام والتنميط العنصري
“تلعب الميديا دورًا كبيرة بإشكالية فقدان الثقة في المجتمع ضد العرب والمسلمين، بل وضد الأجانب بشكل عام” تقول المشاركة طالبة العلوم السياسية ذات الأصول العراقية ميس الخفاجي 23 سنة، ضاربة مثال بما يقوم به الإعلام من ذكر للخلفية الثقافية أو ديانة المجرم، وهو مالا يحدث في حال كان مرتكب الجريمة ألماني.
أمل برلين | تقرير وإعداد: أسماء يوسف
Photos: Junge Islam Konferenz & Asmaa Yousuf