منذ فترة ونحن نسمع ناقوس الخطر تدقه القطاعات الصحية في ألمانيا، وذلك نتيجة تناقص في اليد العاملة، فهناك بالفعل أكثر من 20 ألف وظيفة شاغرة في رعاية المسنين، وذلك في ضوء العدد المتزايد بسرعة من الناس الذين يحتاجون إلى الرعاية. دراسة جديدة حذرت من فجوة متنامية بالرعاية في ألمانيا، فمع حلول عام 2035، من المتوقع أن يعتمد أربعة ملايين شخص في ألمانيا على الرعاية، ويعد توظيف أخصائيين صحيين أجانب أداة رئيسية في مواجهة النقص الحالي باليد العاملة في هذا القطاع الألماني.
أعتراف بالمؤهلات الأجنبية ودورات تدريب مكثفة
مؤسسة (UBG)، بصفتها شركة استشارية لمرافق الرعاية الصحية، ومؤسسة تعليمية معتمدة للممرضات والمهن الاجتماعية، تقدم فرصة رائعة للراغبين بالعمل في هذا القطاع، فهي تجعل هذه الخدمة متاحة للجميع. حيث تزودهم بمفاهيم التعليم التفاعلية، دروس عملية، وأنشطة تعليمية متنوعة، مع امكانية الحصول على الدعم المالي من الجوب سنتر أو وكالة العمل، هذه المساعدة أثناء التدريب، وكذلك الأسابيع الأولى بعد التوظيف. لا يقتصر عمل (UBG) على الوساطة، وإنما تنظم للمرشحين دورات اللغة وتنظيم تدريب مشترك بين الثقافات، بالإضافة إلى إعادة تدريب أي عجز فني، وتعمل أيضاً على إدارة الاعتراف بالمؤهلات المكتسبة من خارج ألمانيا، كممرضة أو طبيب مع الجهة المختصة المعنية، بالاضافة الى إدارة إجراءات الهجرة مع السلطات المحلية والأجنبية، تقول السيدة استريد فانهوف مديرة المؤسسة: “نحن مؤسسة تعليمية معتمدة، وهذا يعني أنه من الممكن أن يسدد مكتب العمل أجور الدورات وتكاليف المواصلات”.
السيدات لا تسعّين للعمل بالتمريض بسبب أطفالهن
وتستغرب السيدة فانهوف أن العدد الأكبر من المشاركين بالدورات هم من الذكور، تقول: “لقد وجدنا أن النساء لا يسعين لحضور هذه الدورة لأن لديهن أطفال في المنزل، ولا يوجد روضة ترعى أطفالهن في غيابهن، لكن هذا لم يمنع بعضهن من المشاركة، خاصة أن فرصة ايجاد عمل بعد انقضاء الدورة هي فرصة حقيقية”. وتضيف: “لقد استطاع أربعة أشخاص بعد أن أنهوا البرنامج النظري وأثناء قيامهم بالتدريب العملي وفي الأسبوع الأول من تأمين عمل ثابت، لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لنا، وكذلك للمشاركين الذين جميعهم كانوا من مهن مختلفة تمامًا”.
تتألف كل دورة من 12 مشارك تقريباً، والمطلوب أن يمتلك المشارك المستوى B1 في اللغة الألمانية، حيث تقدم الدورة المصطلحات الطبية الضرورية وتعرفهم بالقوانين المختصة بالمجال الصحي، ولاحقاً تشركهم في برنامج تدريبي بشكل عملي. تقوم المؤسسة بدعوة الناس الذين يرغبون في الخروج من البطالة لبدء عملهم الخاص وارشادهم على الخطوات الأولى في هذا الاتجاه. يتمتع جميع الأساتذة والمدربين المشرفين بسنوات طويلة من الخبرة في قطاع الرعاية والصحة، بالاضافة لذلك، تتمتع المديرة العامة استريد فونهوف بسنوات من التدريب والتعليم، بما في ذلك في العالم العربي.
العمل بالتمريض والرعاية يحسن فرق البقاء في ألمانيا
السيدة إيمان جاكيش القادمة إلى ألمانيا منذ ثلاث سنوات كلاجئة سورية، والتي تعمل بهذا المشروع، تقول: “عملت في سوريا بشركة الكهرباء لمدة 18 سنة، كنت رئيسة الخدمات الطبية والصحية والاجتماعية، وقمت هنا بدورة تدريبية تعلمت فيها كيفية التقديم للعمل وكيف يمكن كتابة السيرة الذاتية بالإضافة لمعرفة القوانين الطبية، ثم بعد التدريب رشحت للعمل هنا على هذا المشروع، وأنا سعيدة جداً “. تقوم السيدة جاكيش بمساعدة القادمين الجدد أو من لديه خلفية هجرة بترجمة الأوراق لهم و تعبئة البيانات والأوراق لتقديمها للجوب سنتر والتواصل مع الناس المتواجدين في مراكز الايواء أو اللجوء.
تقول السيدة فانهوف: “هذه الدورة تمكنك من التواجد في بيئة عملية وتعليمية مع مدرسين من ذوي الخبرة الطويلة والكفاءات العالية.بالاضافة لتقديمهم الدعم الكامل للوصول الى سوق العمل. كما يمكن حضور دورات التمريض بغض النظر عن تصريح الاقامة، فعلى الراغب حضور الدورة تقديم طلب للحصول على تصريح العمل من قبل وزارة الخارجية، وقد تكون وسيلة لتحسين فرصته بتحصيل عمل وبقاء قانوني هنا في ألمانيا”. يتألف محتوى التأهيل من 530 ساعة دراسية لمدة 16 أسبوع ليتعلم المتدرب أو المتدربة أساس الرعاية للمرضى والمسنين، علوم التشريح وعلوم وظائف الأعضاء، أساس الأمراض النفسية، الرعاية الصحية، إعداد التقارير ووثائق التمريض، المبادئ والتنفيذ العملي لرعاية المرضى، العلوم الصيدلانية، التعقيم، التطهير وإزالة الحراثيم، المسائل القانونية وقانون الرعاية الصحية، المساعدة في كتابة طلبات البحث عن العمل والسيرة الذاتية لقطاع الرعاية الصحية، بحيث يتاح للشخص بعد هذه التدريبات حرية الخيار في العمل ضمن المستشفيات أو العيادات أو دور رعاية المسنين.
الحكومة تسعى لرفع دخل العاملين في القطاع الصحي
يُعد التغيير الديموغرافي من أهم التحديات التي تواجه صناعة الرعاية، وعلى الرغم من الدعم السياسي، لا يزال جذب الممرضات الأجانب والاحتفاظ بهم يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للمؤسسات المضيفة. وفي الوقت نفسه، أصبح نشر الممرضات الأجانب عاملاً تنافسياً رئيسياً لخدمات الرعاية الداخلية والخارجية، وقد شدد وزير الصحة ينس سبان على ما يلي: “سنحتاج إلى عشرات الآلاف من الممرضات خلال السنوات القليلة المقبلة، وسنتمكن من تحقيق ذلك إذا جعلنا المهنة أكثر جاذبية، ودفع أجور أفضل، إن الخطوات المتخذة بما في ذلك إلغاء الرسوم الدراسية لطلاب التمريض، ستكفل ذلك”، وذلك حسب جريدة مورغن بوست.
لسنوات عديدة، قامت (UBG) بشكل مكثف في جذب الممرضات الأجانب وإدماجهن في سوق العمل الألماني وفي المجتمع، حيث كانت البدايات عام 2003، لكن التغييرات الدائمة في الرعاية الصحية تتطلب إعادة تعديل مستمرة من قبل مقدمي الخدمة، وفي عام 2008 تم التعاون مع الصين من أجل تلبية الطلب على الموظفين المدربين بالمنطقة الآسيوية أيضا، كما تقوم المؤسسة بالاستشارات التجارية لمرافق التمريض، كخدمات الرعاية للمرضى الخارجيين، ودور رعاية المسنين الذين يقطنون في شقق مشتركة.
أمل برلين | تقرير وإعداد: أملود الأمير
Photo: Amloud Almir