“عندما يتحدثون عن الناس لا يقصدون المرأة” مقولة شهيرة لـ لويزا أوتو بيترز 1818 – 1895 انطلقت منها كل من ريبيكا بيرهايدا، وإيزابيل روهنر في كتابهما المعنون بـ (مائة عام على حصول المرأة الألمانية على حق التصويت) حيث استعرضت الكاتبتان الدور النضالي النسوي لكل من هيدفيج دوم، أوغست بيبل، كلارا تسيتكين، ماري يوخاك.. ولتنتهيا بما هو الوضع عليه اليوم من خلال عرض نسب المشاركات النسائية في الاستحقاقات الانتخابية الألمانية الأخيرة، كمشاركة 640 سيدة بالترشح لانتخابات بوندستاغ من إجمالي 2559 مرشح أي ما يعادل 25%. بالاضافة لألقاء الضوء على نسبة تمثيل المرأة في الأحزاب داخل البوندستاج والتي بلغت اعلاها في حزب الخضر 58% وأقلها في حزب البديل لأجل ألمانيا 10.6%.
يركز الكتاب على دور ثورة 1918 في بافاريا وألمانيا في إقرار حق المرأة في التصويت، فبعد إلغاء الملكية تم تطبيق الاقتراع السري لكل من الرجال والنساء على حد سواء. أمل برلين أجرت الحوار التالي مع ريبيكا بيرهايدا:
تغير دور المرأة العاملة في النضال النسوي
حول دور المرأة العاملة في النضال النسوي الآن خاصة وأنها كانت بمثابة الوقود الذي أشعل الحراك النسوي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، قالت بيرهايدا: “بالطبع هناك تغير كبير في طبيعة العمل الآن، من العمل الشاق في مجال المعادن والنسيج، إلى أشكال أقل قسوة في العمل، لكن هذا لا يعني تراجع دور المرأة العاملة في النضال الآن، فما زال لديها لاكثير لتقوم به، خاصة فيما يتعلق بالإنضمام لنقابات العمال والتي تشهد عضوية نسوية أقل من الرجال، وهناك مجالات كثيرة تعمل فيها المرأة لا تستطيع النقابات دخولها، كمراكز العناية بالمسنين، لذا يجب توعية العاملات في هذه القطاعات بدورهن في المجتمع وبحقوقهن وبكيفية المطالبة بها”.
بالنضال من الأسفل حصلت المرأة على حقوقها
وفيما يتعلق بمنح السيدات السعوديات الحق بقيادة السيارات والذي كان بمثابة قرار نخبوي بغض النظر عن أسبابه، قالت بيرهايدا: “القرار بمثابة إشارة جيدة حتى وإن جاء من شخص في أعلى السلطة، لكنه عادة لا تحصل المرأة على حقوقها إن لم يكن هناك نضال وصراع ومطالبة بتلك الحقوق من الأسفل إلى الأعلى، ونادرًا ما يحدث العكس. ففي الدول الأوروبية الغربية كان هناك دائمًا نضال قاعدي وكلما أرادت المرأة الحصول على حق تناضل نضالاً طويلاً، فحصول المرأة الألمانية على حق الانتخاب سبقه سبعون عامًا من النضال”.
وأضافت بيرهايدا: “عام 2018 – 2019 بمثابة الذكرى المائة لحصول المرأة على حق الانتخاب والذكرى المائة والسبعين لبدء نضالها للحصول على هذا الحق. على أي حال منح المرأة السعودية حقها في قيادة السيارة أمر جيد ولكن يجب أن الانتباه لضرورة حصول المرأة على كامل حقوقها وليس فقط قطعة من الكعكة”.
لم يغرق الكتاب في ذكر السياقات الدولية للنضال النسوي من أجل الحصول على حق الانتخاب، لأن الحراك في ألمانيا كان له طابعًا مختلفًا عما جرت عليه الأمور في بريطانيا والولايات المتحدة، حيث اتسم نضال حركة سفرجيت النسوية للحصول على حق التصويت بالراديكالية، ناهيك عن سياقاته المختلفة كلياً عن سياقات مثيله الألماني.
أمل برلين | إعداد وتقرير: أسماء يوسف
Photo: Asmaa Yousuf