تبدأ اليوم من مدينة بون فعاليات منتدى دويتشه فيله DW للإعلام لعام 2018، وهو المنتدى الحادي عشر، ويحمل هذا العام عنوان “الفوارق واللا مساواة العالمية”، حيث يحاول مناقشة كيفية إيجاد طريقة للتعامل مع عدم المساواة في التغطية الإعلامية، من خلال نحو 60 فعالية على مدار ثلاثة أيام هي مدة المنتدى، ومن المتوقع حضور 2000 ضيف من نحو 120 دولة للمشاركة، من بينهم شخصيات سياسية ورجال أعمال وإعلاميين.
قضية استبدال الذكاء البشري بالذكاء الرقمي
انطلق المنتدى بكلمة افتتاحية من المدير العام لدويتشه فيله بيتر ليمبورج، تلاها كلمة رئيس وزراء ولاية شمال الراين وسفتاليا آرمن لاشيت، وتحدث عن أهمية ألا تساعد الثورة الرقمية بمزيد من تقسيم المجتمع، كما أشار إلى أن التفاوت وعدم العدالة على المستوى العالمي يؤدي إلى زيادة حركة الهجرة إلى أوروبا والتي كان لها تأثير كبير على ألمانيا. كما أكد لاشيت على أننا أمام مجموعة من القضايا الأخلاقية والقانونية أهمها مسألة استبدال الذكاء البشري بالذكاء الرقمي، وإذا كانت اللوجاريتمات تلعب دور في انتقائية وتحديد المواد الإعلامية المعروضة فكيف يمكننا الحفاظ على حرية الكلمة والنقاش؟ قائلًا: “مازلت أحب أن أقرأ مقالات مكتوبة بواسطة صحفيين حقيقيين”.
محو الأمية الإعلامية
شاركت في الجلسة الافتتاحية للمنتدى مفوضة الاقتصاد الرقمي بالاتحاد الأوروبي ماريا جابرييل، والتي تحدثت عن دعم الاتحاد الأوروبي للصحافة الاستقصائية والصحافيين، خاصة في البلدان التي يعاني فيها هؤلاء تهديدات النظم الحاكمة وقمع الحريات، واعدة بإيجاد عالم أكثر ديمقراطية وشمولية. كما تحدثت عن التحديات التي تفرضها الرقمنة، فعلى الرغم مما أتاحه عصر الرقمنة من فرص لتعددية المصادر إلا أنه ما يزال هناك تحدي الشفافية والمعلومات الكاذبة، مما يشكل تهديدًا لحرياتنا الفردية وحقوقنا الشخصية. من هنا تأتي محاولات الاتحاد الأوروبي لإيجاد نوع من التوازن بين التقدم التقني ومبادئ حقوق الإنسان. ودعت جابرييل لضرورة الاهتمام بمحو أمية الإعلام، والتي خصص لها الاتحاد الأوروبي نشاطًا تحت مسمى “الأسبوع الأوروبي للمهارات الرقمية ومحو الأمية الإعلامية” والتي اقترحت أنه يجب أن يكون مدمجًا بالمناهج التعليمية في المدارس، خاصة لمساعدة الفئات العمرية ما بين 15 و24 سنة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والكاذبة.
توفير المعلومات الدقيقة للاجئين قبل المجيء لألمانيا
تطرقت الجلسة الافتتاحية أيضًا لمشكلة التوازن بين التعددية الإعلامية وحماية استقلال وحرية الصحافة وجعلها أكثر عدلًا، وهذا ما تحدث عنه الصحفية والسياسية ميشيل مونتفيرنج، والتي أشارت إلى نهج دويتشه فيله بالتعامل مع أحد أهم الموضوعات ألا وهو موضوع اللجوء والهجرة، قائلة بأن اللاجئين اعتادوا تداول الأخبار والمواد الإعلامية المغايرة للحقيقة لذا حرصت دويتشه فيله على أن تقوم وبشكل قوي بنقل صورة واقعية عن ألمانيا للاجئين المحتملين قبل أن يأتوا إلى ألمانيا. كما تناولت تأثير الانتقائية المترتبة على الرقمنة والإعلانات وسياسات السوشيال ميديا الجديدة على جودة الإعلام، فمن يحصل على أعلى معدلات مشاهدة ليس بالضرورة محتوى جيد. وفي نهاية كلمتها أكدت مونتفيرنج على أهمية دور الدبلوماسية العامة بدعم الجيل الجديد من الصحفيين في البلدان الأفريقية، خاصة تلك التي لديها قيود على حرية الرأي والتعبير.
أمل برلين | إعداد وتقرير: أسماء يوسف – بون
Photo: Asmaa Yousuf