©Asmaa Yousuf
08/06/2018

حزب البديل وملابس زعيمه الداخلية!

خرجت منذ أسبوعين تظاهرة مؤيدة لحزب البديل من أجل ألمانيا AFD تحت شعار “نحو مستقبل ألمانيا”، شارك في هذه التظاهرة 5000 شخص في برلين. في الوقت ذاته خرجت مظاهرة مناوئة لـ AFD وكانت هذه الأخيرة حديث الإعلام الألماني لعدة أيام نظراً لعدد المشاركين فيها والذي تجاوز 25 ألف متظاهر، الأمر الذي رأى فيه الإعلام الألماني وبعض المراقبين حالة إيجابية، لكن الحقيقة المرّة أن الحزب المعروف بعدائه للاجئين والأجانب هو ثالث أكبر حزب بعدد الأعضاء في البوندستاغ. فهل تكفي المظاهرات والاستهزاء للحد من انتشار أفكار هذا الحزب؟

نقلا عن أحد الزملاء الذين قاموا بتغطية المظاهرة، فقد قال له أحد المشاركبن أن ما نستطيع القيام به هو التظاهر فقط، لكن التظاهر رغم أهميته والرسائل الإيجابية التي يحملها سواء للقادمين الجدد أو للخارج، إلا أنه غير كافٍ، لأن رقم 5000 متظاهر في عاصمة مثل برلين فيها خليط ثقافي متعدد الجنسيات يعتبر بالنسبة لي رقماً كبيراً، وبالأخص إذا عرفنا أن  المتظاهرين المؤيدين للحزب البديل كانوا أكثر تنظيماً من المعارضين له.  وأجد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة والمنظمات المجتمعية الألمانية للعمل على أفكار ونشاطات تحد من انتشار أفكار الأحزاب والمنظمات اليمينية، لأن الفكرة يجب أن تُقاوم بفكرة، لا بسرقة ملابس رئيس الحزب ألكسندر غاولاند في إشارة إلى الحادثة التي وقعت مؤخراً في مدينة بوتسدام.

حادثة سرقة ملابس غاولاند أثناء سباحته في Heilgensee بعد تصريحات حول فترة الحكم النازي في ألمانيا، ووصفه لها بأنه عبارة عن روث طيور ضمن تاريخ ألمانيا العريق الذي يمتد لألف عام. وقد أثارت هذه التصريحات سخط كبير لدى الأوساط السياسية والألمانية والشعبية. وتعليقاً على هذه الحادثة والصورة التي انتشرت لغاولاند وهو يسير إلى جانب أحد عناصر الشرطة وهو شبه عارٍ، كتب إحدى الصديقات الألمانيات على الفيسبوك “هذا ليس جيداً لكنه جميل”. وبالفعل مثل هذه الحادثة قد تجلب تعاطفاً كبيراً وسط شعب بحترم القانون، ويُقدس الحرية الشخصية، لأن فعل السرقة يُعتبر مخالفاً للقانون الألماني سواء كانت سرقة بنك أوحتى ملابس رئيس الحزب المتطرف غاولاند.

أثارت صورة غاولاند الكثير من السخرية لدى الأوساط الشعبية الألمانية، وسط اعتراضات البعض على نشر مثل هذه الصورة على صفحات الانترنت وكبريات الصحف الألمانية، لكن الصورة التي أخذت بطريقة مصوري الببارتزي برأيي لا تعتبر طريقة حضارية لمقاومة أفكار الرجل السبعيني. بل ربما أعطت مبرراً لآخرين للتعاطف معه كونه ضحية حادثة سرقة.

  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر أمل برلينخالد العبود | أمل برلين
    Photo: Asmaa Yousuf