Photo: Anas Khabir
16/04/2018

ملتقى لايبزيغ للوثائقي العربي الأوروبي.. تطوير وشراكة

“خلال السنوات العشر الماضية، أصبح حضور السينما الوثائقية العربية أوسع، من خلال التعاونات الذي أقيمت مع بلدان الإنتاج الوثائقي الضخم، وهذا أدى لحيوية السينما التسجيلية في الدول العربية” بهده الكلمات بدأت مديرة مؤسسة دوكس بوكس والمخرجة ديانا الجيرودي حديثها لأمل برلين، على هامش فعاليات ملتقى الفيلم الوثائقي العربي الأوروبي 2018 الذي أقيم مؤخراً في مدينة لايبزيغ الألمانية.

الأوضاع السياسية عززت حضور الوثائقي العربي

ديانا الجيرودي

الجيرودي قالت أن الملتقى الذي استمر لثلاثة أيام هو الأول الذي تطلقه مؤسسة دوكس بالتعاون مع مؤسسة آفاق في ألمانيا، بهدف دعم أصحاب القرار الذين يساهموا برسم سياسات العمل الثقافي وتحديداً السينما الوثائقية في العالم العربي وبالتعاون مع أوروبا. ورأت الجيرودي أن الوضع السياسي في المنطقة العربية أفسح المجال للاهتمام دولياً بالفيلم الوثائقي العربي، لكنها شددت على أن هذه الصناعة ما كانت لتنشط لولا الصيّغ التي أسست قبل الثورات والانتفاضات العربي.

 

من جانبه عبر المخرج السوري فراس فياض عن سعادته بالمشاركة في الملتقى، وقال إن الشيء المميز بالأفلام الوثائقية هو قدرة صانعها على إنتاجها بشكل مستقل إلى حد كبير، وبعيد عن سيطرة الحكومات أو توجيه الأفكار بما يخدم جهات محددة. وأضاف فياض مخرج فيلم آ”خر الرجال في حلب” الذي رشح لجائزة الأوسكار 2017: “الفيلم الوثائقي هو فن الاقتراب من حياة الناس بما تتضمنه من ألم وفرح ومواقف مختلفة، وأعتقد أن مثل هذه اللقاءات يطور العمل الوثائقي ويتيح لصناع الأفلام التعرف أكثر على جمهورهم”.

الوثائقي ليس أرشيف للذاكرة بل مفتاح للتغيير

وحول قدرة الأفلام التسجيلية على توثيق الذاكرة قال فياض: “فكرة أول صورة أخذت هي وثيقة لزمن مضى، لكن هل هدف الفيلم الوثائقي توثيق الذاكرة؟ أم أن يحدث نقاش حول قضية ما، أو أن يثير المشاعر أو يساهم بتغيير نظرة عامة حول قضية شائكة مثلاً”.

عروة نيربية

مدير مهرجان إدفا العالمي للأفلام الوثائقية عروة نيربية قال لأمل برلين: “هناك لحظة مهمة جداً بتاريخ الفيلم التسجيلي العربي، اليوم نرى أن الفيلم الوثائقي العربي يحقق تقدم محلي ودولي لم يكن موجود سابقاً، حتى أن الفيلم الروائي الذي كنا فخورون به سابقاً، لم يستطع الوصول وتحقيق ما حققه الفيلم التسجيلي”، وأضاف نيربية: “ملتقى لايبزيغ الوثائقي يقدم مساحة واسعة ومغرية لطرح ونقاش أمور ومسائل خلافية كانت دائماً تناقش بشكل محلي، سواء على المستوى العربي أو الغربي، أما اليوم فهي تناقش بين الطرفين بشكل جدي ومسؤول ضمن بيئة مهنية بعيداً على التناحر أو المصالح الفردية، وهذا شيء يجلعني سعيداً ومتفائلاً بهذا الحدث”.

الموضوعية “وهم” فرض على السينما

وحول الاقبال على الوثائقي العربي قال نيربية: “هناك انفتاح على الوثائقي العربي، هناك فضول للاطلاع والمعرفة أكثر عن هذا المنتج الثقافي في أوروبا والغرب عموماً، وحضور الوثائقي العربي في مهرجا إدفا يعتبر جيداً، السنة الماضية احتضن المهرجان تظاهرة الوثائقي العربي بمشاركة واسعة من العالم العربي”.

وحول الاهتمام بالأفلام الوثائقية أو التسجيلية لدى المشاهد العربي قال نيربية: “لا يوجد طريقة لقياس الاقبال أو عدمه في العالم العربي، ليس هناك مساحة واسعة لتقديم الفيلم التسجيلي بشكل جدي هناك، وبالتالي لا يمكن لأحدنا أن يسائل الجمهور أو يلومه، لكن مثلاً تجربة دوكس بوكس في سوريا يمكن أن توضح هذه النقطة، ففي عام 2008 بدأنا تظاهرة الأفلام الوثائقية بـ 12 ألف تذكرة، وفي آذار/ مارس عام 2011 وصل عدد التذاكر إلى نحو 40 ألف تذكرة.. عندما يكون هناك جهد لتقديم الفيلم الوثائقي للجمهور يمكننا وقتها قياس اهتامه، واليوم هذا الجهد قليل جداً”.

وحول مفهوم “الموضوعية” في صناعة الأفلام الوثائقية قالت المخرجة ومديرة مؤسسة دوكس بوكس ديانا الجيرودي: “أعتقد أن الموضوعية مفهوم وليست هدف، ربما تكون الموضوعية مضرة جداً بصناعة السينما، وربما تكون مفيدة جداً، برأيي ادعاء الموضوعية هو من أسوء الأوهام التي فرضت على السينما”.