يزداد عدد الأشخاص الذين لا تكفيهم دخولهم المالية في ألمانيا، ككبار السن أصحاب التعويضات المنخفضة، والعمال الغير المستقرين في أعمالهم، والأمهات العازبات، والعاطلين عن العمل والمشردين واللاجئين… إلخ، وعلى الدولة أن تكفل مستوى الكفاف وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية للجميع، وهذا ما أخفق السياسيون فيه حتى الآن.
قبل أيام، احدى منظمات المساعدة الألمانية تدعى “تافل” والتي تقدم الطعام في مدينة ايسن طلبت من المحتاجين اظهار جواز السفر الألماني للسماح لهم بأخذ الإعانات. وذكرت “تافل” أن نسبة المهاجرين من بين 6 آلاف مستفيد مما يقدموه، ارتفعت منذ 2015 من قرابة 35% إلى 75%.. هذا التصرف آثار ضجة كبيرة على الصعيد الوطني.
من جهتها دعت منظمة “برو أزول” للقيام بإجراءات حازمة لمحاربة الفقر وزيادة فورية في معدلات الأمن الغذائي لجميع الذين يعيشون في ألمانيا، وتم التوقيع على البيان الذي شاركت فيه أكثر من 30 منظمة وطنية فعالة في الحكومة الاتحادية الجديدة. ويصف البعض ما يجري بالفشل السياسي والاجتماعي في هذا البلد الغني.
ودعت المنظمات المشاركة لرفع معدلات استحقاقات الرعاية الاجتماعية “هارتز IV” لطالبي اللجوء، إلى مستوى ملائم لاحتياجات الحياة اليومية، وضمان حد ادنى من المشاركة الاجتماعية، وتقليل الهوة بين الأغنياء والفقراء من خلال تعزيز التماسك الاجتماعي. وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد العام المشترك أولريش شنايدر: “نريد ضبط جوهر المشكلة ووضعها في قلب النقاش العام، لتكون قضية محاربة الفقر على جدول أعمال التحالف الكبير، فتأمين لقمة العيش هي مسؤولية دولة الرفاه وليس مبادرات القطاع الخاص والعمل التطوعي”.
وبالنسبة للأسر ذات الفرد الواحد والوالدين الوحيدين توفر “هارتز IV ” يومياً 4.48 يورو للطعام والشراب، وبالنسبة للأطفال دون سن السادسة، يتوقع أن يبلغ 2.62 يورو وبالنسبة للأطفال من 6 الى 14 سنة يصل الى 3.73 يورو. وتناول البيان قضية الفقر بين الأطفال، حيث قال رئيس وكالة حماية الطفل الألمانية هاينز هيلغيرز: “المنظمات الخيرية كـ تافل تقوم بجهود كبيرة، ولكن بلد غني مثل ألمانيا، من حق الأطفال والقصر فيه الذهاب لأماكن التسوق العادية والسوبرماركت لشراء احتياجاتهم، وعار على الدولة أن يضطر 360 ألف طفل للذهاب إلى الأماكن التي تقدم العروض المجانية”.
تسعى جميع المنظمات الاجتماعية للعمل من أجل التكامل وتحقيق سياسة اجتماعية بناءة تناسب جميع الذين يعيشون في ألمانيا. يقول العضو المنتدب لمنظمة برو أزول: “ألمانيا غنية، فيها ما يكفي من المال وبالتأكيد ما يكفي من الغذاء للجميع. ويتم استغلال قضية اللاجئين والمهاجرين ليكونوا كبش فداء ويتحملون المسؤولية عن الانحرافات، مثل النقص في المساكن والفقر، وهي مسؤولية تقع على عاتق الساسة. نحن بحاجة إلى سياسة اجتماعية موجهة نحو العدالة والاندماج تشمل اللاجئين والمهاجرين. وهذا يشمل ضمان مستوى الكفاف لجميع الناس في ألمانيا.”
المتحدثة باسم المؤتمر الوطني للفقر ومدير دياكوني فى برلين براندنبورغ السيدة باربرا ايشين أكدت على التضامن الاجتماعي قائلة: “كل الذين يعانون من سياسة غير عادلة لا تحارب الفقر، يعيشون تحت رحمته، لم يعد مقبولاً عدم قدرة الدولة على تأمين سبل العيش للناس”.
أمل برلين | مختارت ـ ترجمة: أملود الأمير
Photo:Thomas Berend-EPD