Photo: Steffen Schellhorn- EPD
23/02/2018

فيلم “الخنزير” الإيراني ينافس على جائزة الدب البرليني

نستعرض لكم في هذا التقرير قصة الفيلم الإيراني هوك أو “الخنزير” وهو من الأفلام المنافسة على جائزة الدب الذهبي، بطولة “حسن ماجوني” و”ليلى حاتمي”، ويعد الفيلم رابع مشاركة في “برليناله” للمخرج ماني حقيقي.

يتناول فيلم “خوك” قضية معاداة الإبداع والمبدعين في إيران، وذلك من خلال قيام قاتل متسلسل يطلق على نفسه لقب “الخنزير” بقطع رؤوس كل صناع الأفلام المتميزين في طهران، ليصبح الأمر بمثابة عادة، مع مقاومة منتجي الأفلام واستمرارهم في عملهم بالتوازي مع حصد رؤوسهم واحد تلو الآخر.

يستمر الفيلم في عرض عمليات القتل في إطار كوميدي ينسيك جوهر الرسالة وفداحة الأمر، فحسن قاسمي مخرج متميز لكنه لم يتعرض لقطع رأسه، ولم يحاول حتى السفاح الاقتراب منه، ليدخل حسن في نوبة حزن لسببين الأول هو: أن عدم قتله يعني أنه صانع أفلام غير موهوب، ويتمنى أن يقوم السفاح بقطع رأسه أو على الأقل إيذاءه، وعندما يسأله أحدهم لماذا لم يقتلك السفاح يجيبه “هم فقط يقتلون صغار صناع الأفلام”، والسبب الثاني لحزنه طبيعة حياته الخاصة حيث يعيش مع زوجته وابنته ووالدته التي تعاني خرف الشيخوخة حيث تحمل دائمًا “بندقية تهدد بها المحيطين”، بالإضافة لقلقه من إحدى الفتيات الصغيرات التي تلاحقه بهوس.

تتعقد الأمور عندما يقوم أحد منافسي حسن بإخراج فيلم للمثلة التي صنعها حسن وهي حبيبته في نفس الوقت، فيصاب بالغيرة، يقطع رأس منافسه وتقتل محبوبته، فيتهم حسن بارتكاب الجريمة بسبب قيام إحدى الفتيات بنشر فيديو يهدد فيه حسن محبوبته بأنه سيقتل الجميع. يتم القبض على حسن ثم الإفراج عنه لعدم ثبوت الأدلة ولكن تكون سمعته كفنان قد تهاوت، فيقرر بمساعدة صديقه تسجيل فيديو يوضح أنه تعرض لمحاولة القتل من قبل “الخنزير” وأثناء تنفيذ الخطة يظهر الخنزير وتتحول اللعبة إلى واقع فيقتل صديقه ويهم بقتله لولا أن جاءت أمه وأنقذته بقتل السفاح.

الفيلم يعد عملًا متميزًا للغاية وبسيطًا في طريقة عرضه التي جعلت المشاهدين الذين تعج بهم صالات العرض يفهمون الحس الفكاهي الإيراني بسهولة. الفيلم أيضًا يثبت مقولة أن “السينما الإيرانية أثبتت أن غطاء الرأس لا يعد عائقًا أمام الابداع” هذا بغض النظر عما يقوم به النظام الإيراني من قمع وإجبار للسيدات على ارتداء غطاء الرأس.

الفيلم روائي يمكن تصنيفه على أنه من أفلام “الكوميديا السوداء” التي اشتهر بها ماني حقيقي، حيث تم تكريمه العام الماضي في مهرجان مدريد الثالث عن انتاجه لهذه النوعية من الأفلام، بالإضافة لتكريمه في مهرجان سياتل الدولي الثالث والأربعين بحصوله على الجائزة الثالثة لأفل إخراج عن فيلم “التنين يدخل”، بالإضافة إلى جائزة الدورة 28 من مهرجان وارسو وغيرها من الجوائز.

يعد فيلم “خوك” مجرد امتداد لمسيرة نجاح السينما الإيرانية في الوصول للعالمية، خاصة في العشرين عامًا الأخيرة حيث فتحت دور العرض في العالم أمام الفن الإيراني خاصة الذي يعرض بعض المشكلات المتعلقة بالمرأة والمجتمع بشكل عام.

أمل برلين | قراءة وإعداد: أسماء يوسف
Photo: Steffen Schellhorn- EPD