Photo: Samer Masuoh
25/11/2017

ندوة برلينية: الإعلام في “الدول الضعيفة” لبنان نموذجاً

نظم مركز الشرق في برلين ندوة وجلسة نقاش حول الإعلام اللبناني، قدمتها د.سارة ريشاني وشرحت للحاضرين عن وسائل الأعلام اللبنانية المقروءة والمرئية، وتبعية كل وسيلة بالغالب إلى حزب أو تيار سياسي معين. كما تطرقت ريشاني إلى ضعف الإعلام الرسمي في لبنان، والذي أصبح مادة للسخرية في البرامج الكوميدية، كما تكلمت عن سقف حرية الإعلام المتغير من فترة لأخرى، واستشهدت بكلام رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص عندما قال: (في لبنان الكثير من الحرية، والقليل من الديمقراطية). وكان لأمل برلين الحوار التالي مع د. ريشاني..

ذكرت عدة مرات جملة لبنان دولة ضعيفة، فما تأثير ذلك على الإعلام؟

من ناحية هناك تأثير ايجابي لأنه لا تستطيع قمع الحريات بسبب ضعف الدولة، ومن ناحية أخرى هناك قمع للحريات من قبل مجموعات أو سياسين متنفذين، ولا تستطيع الدولة أن تمنع هذا القمع باعتبارها ضعيفة. أرى أنه يجب اعادة النظر في بعض القوانين المتعلقة بالإعلام لأنها تتعارض مع حرية الإعلام المكفولة بالدستور.. نعم لدينا حرية في لبنان، ولكن لا نعرف سقفها بالتحديد، فإذا اختلف السياسيين يكون هناك سقف عالي ويستطيع الإعلام العمل بمساحة كبيرة من الحرية، ولكن إذا اتفقوا يجب الإنتباه لأن صاحب الوسيلة الإعلامية قد لا يقبل نشر أراء قد تسيء إلى اتفاق الساسة.

ما هو رأيك بالإعلام الألماني وهل يمكن أن تطبق نفس التجربة في البلدان العربية؟

أحبذ الإعلام العام مثل قنوات ZDF وARD لأنه أولاً القرارات التي تتخذ من إدارة تلك القنوات تمثل المجتمعات الموجودة بألمانيا التي تمولها من خلال الضريبة، وثانياً مقابل هذه الضريبة تقوم هذه القنوات بإيصال مادة إعلامية محترمة ورصينة، وبالتالي هناك احتراف بالعمل الصحافي، بينما للأسف وسائل الإعلام التي يكون هدفها الربح تقدم للمشاهد سلعة لجذب المعلن، أكثر مما تقدمه من مواد إعلامية جديرة بالإحترام. أتمنى أن يكون لدينا في العالم العربي إعلام عام كما هو الحال في ألمانيا.

هل تتوقعين أن يكون هناك دور لألمانيا في موضوع استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الدين الحريري؟

أظن في موضوع الحريري فرنسا هي من ستلعب دور مهم جداً، نظراً لعلاقاتها المميزة مع السعودية ولبنان، وخاصة علاقتها مع عائلة الحريري، بينما ألمانيا يمكن أن تلعب دور مهم جداً في كافة أمور الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً.

يذكر أن  السيدة سارة ريشاني من لبنان، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الإعلام من جامعة أرفورت في ألمانيا وعملت باحثة في جامعة  أوكسفورد Oxford، وقريبا ستبدأ تدريس الإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. صدر لها مؤخراً كتاب بعنوان  The Lebanese Media – Anatomy of a System in Perpetual Crisis الإعلام اللبناني – تشريح نظام في أزمة دائمة.

Photo: Samer Masuoh