Photo: Amloud Alamir
09/10/2017

برلين: أسبوع “مدى” الثقافي لدعم الفنانين والمبدعين في سوريا

هل مازلنا نتذكر من هم في سوريا؟ كيف يتدبر الناس هناك أمورهم نتيجة ما يحيط بهم من أنواع القهر والعذاب التي يتعرض لها الشعب السوري، هذا ما يحاول أسبوع مدى الثقافي القيام به من تنشيط لتلك الذاكرة وتفعيل سبل المساعدة. والذي بدأ يوم السبت الماضي

من ضمن مشاريع مدى وأهدافها هو دعم الكتاب والفنانين الذين يعيشون في الداخل السوري، فكانت فكرة معرض الفن التشكيلي “وحدن” ومعرض “يا ساكنين البال”  وهو معرض لقصص المعتقلات السوريات وأعمالهن اليدوية بالإضافة لمعرض الكتاب العربي الأول في برلين، ومعرض للأعمال اليدوية الجلدية للاجئات سوريات في برلين.

الناشر صافي علاء الدين لديه دار نشر النايا للدراسات والنشر وهنا في برلين لدي دار نشر اسمها لافنت برلين وعضو في منظمة مدى للثقافة والتنمية الفكرية.

الناشر صافي علاء الدين، عضو منظمة مدى للثقافة والتنمية الفكرية في برلين

يقول الناشر صافي علاء الدين عضو في منظمة مدى للثقافة والتنمية الفكرية: “اخترنا عنوان وحدن، لأن السوريين بقوا وحدهم، يقاتلون وحدهم بعد أن تخلى عنهم المجتمع الدولي، لكن لن يبقوا وحدهم بعد هذا المعرض، لأننا سنستمر بمتابعتهم بطريقة ما، وسنكون المنصة التي يستطيعوا أن يعرضوا من خلالها أعمالهم، والذين هم في الواقع أهلنا وأصدقائنا والناس الجميلين”.

استطاعت منظمة مدى احضار 65 عمل لثمانية فنانين وفنانات من سوريا إلى برلين بالرغم من صعوبة الحصول على موافقات وتصريحات لإخراج تلك الأعمال من سوريا، وبالرغم من الكلف العالية لتأمين وصولها بسلام. أي لوحة تباع يذهب ثمنها لدعم الفنان في الداخل ليستمر في مسيرته الفنية.

كما قامت منظمة مدى بتوجيه دعوة لكافة الفنانين المتواجدين بالداخل السوري للتواصل، حيث ستقوم بتنظيم معارض أخرى في الأشهر القادمة لإيصال تلك الأعمال للجمهور الألماني والسوري.

img_0328

الهاوية : للفنان فرزان شرف

أما معرض المعتقلات السوريات “يا ساكنين البال” وهو عبارة عن قصص مجموعة من الصبايا، بعضهن مازلن في سجن عدرا وبعضهن مختفي، هو محاولة لإيصال أصواتهن، وتذكير الناس بهن وبأناتهن.

يقول الصحفي أنور بدر أحد أعضاء منظمة مدى: “لدينا توثيقات لاعتقالهم من خلال المنظمات الدولية والمنظمات الحقوقية، أما السجينات المتواجدات عند باقي الأطراف لم يتم الاعتراف بوجدهن أو لا يوجد شيء موثق لوضعهن حتى هذه اللحظة”.

حصلت المنظمة من خلال وسيط في تركيا على تلك الأعمال وقامت بترجمة قصص النساء لتوصل أصوت من اختفوا في السجون.. يضيف بدر: “عن طريق بعض السيدات اللواتي استطعن زيارة السجينات وقمن بجلب بعض الأعمال اليدوية التي صنعت بأيادي المعتقلات، وسنقوم ببيعها هنا وبعث تلك الأموال لأهالي تلك النسوة وأسرهم ليكون شكلاً من أشكال الدعم ومد يد العون لهن بتصريف منتجاتهن هنا”. هناك حوالي 150 قطعة من مشغولات النساء.

عمل يدوي لسيدة مازالت معتقلة في سحون النظام السوري

img_0305

محموعة متنوعة من الأعمال اليدوية

كما أشار السيد أنور بدر الى مسابقة مدى للإبداع الأدبي السوري والتي انطلقت فكرتها بالتزامن مع أسبوع مدى الثقافي، حيث تم تعيين الفئة العمرية دون 35 سنة وأن يكون عملهم الأول. وتم توزيعها في خمسة حقول للإبداع الكتابي، بالمسرح والرواية والقصة والقصة القصيرة وأدب الأطفال والشعر. والقيام بهذه المسابقة للأدب السوري ستكون فرصة لدعم الشباب ومساعدته بشق طريقه. وستكون هناك مكافأة نقدية ودرع تكريمي من منظمة مدى بالإضافة لطباعة الكتاب في برلين.  المسابقة بالتعاون ما بين منظمة مدى والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير بالإضافة لدار النشر لافيت، وفي الخطوة الثانية ترجمة تلك الأعمال إلى الألمانية واللغات الحية الأخرى.

img_0260

الصحفي أنور بدر

 يتضمن أسبوع مدى الثقافي معرض “الكتاب العربي” الأول من نوعه في برلين، وهو محاولة لخلق مركز توزيع الكتب العربية في برلين، ومن ثم ينطلق لأماكن أخرى. يتضمن المعرض العديد من الأعمال الإبداعية لكتاب عرب، وكتب مترجمة للغة العربية، وكتب نقدية وكتب تاريخية، بالإضافة لمجموعة من المعاجم الفلسفية.

يقول مدير دار نشر لافيت صافي علاء الدين: “أي سوري كان يمتلك مكتبة في بلده وقد خسرناها نتيجة الأحداث في سوريا، هي فرصة لإعادة بناء مكتباتنا. أولادنا بحاجة لهذه الكتب ليبقوا على تواصل مع ثقافتهم وتاريخهم”.

المشارك الأخير في هذا الأسبوع هو معرض “لاجئات يصنعن الفن” و الذي تقوم به مجموعة من اللاجئات السوريات المقيمات في برلين بعرض منتجاتهم اليدوية الجلدية. وتتم دعوتهن ضمن نشاطات “مدى” بشكل دوري لتتمكن تلك النسوة من بيع منتجاتهن.

img_0241

من معرض الكتاب العربي الأول في برلين

سيستمر المعرض لمدة أسبوع، بينما النشاطات ستكون لثلاثة أيام، متضمنة الموسيقا الشرقية ومشاركات لثمانية كتاب للقصة القصيرة، بالإضافة لقراءات شعرية وحفلات توقيع لبعض الكتب. المعرض عبارة عن تظاهرة للثقافة السورية في برلين لتكون مؤثرة وقادرة على ترك صدى واسع.. قد تكون “مدى” هي الجسر لعبور تلك الأفكار وايصال رسائل السوريين للمجتمع الأوروبي والألماني.

بعض الصور للوحات المعرض

img_0235

img_0238

img_0240

img_0239

img_0319

img_0318

img_0317

img_0316

img_0314

img_0313

أمل برلين | تقرير وتصوير: أملود الأمير 

Photo: Amloud Alamir