دعت المنظمات الألمانية الجديدة إلى ندوة حوارية بعنوان “الهجرة والاندماج” بحضور مجموعة برلمانيين من خلفيات مهاجرة، للحديث عن بعض المشاكل التي يتعرض لها “الألمان الجدد” في ألمانيا. انطلقت العديد من المبادرات في السنوات الأخيرة بهدف تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، ورفض قانون الاندماج الذي تقترحه الحكومة الاتحادية، كونه عملية أحادية الجانب يتعين فيها على المهاجرين وذريتهم القيام بها.
Bist Du deutsch oder Deutscher?
Bei einer Veranstaltung der Neuen Deutschen Organisationen stellten Politiker_innen mit Migrationshintergrund die Ansätze ihrer Parteien zum Thema Flucht und Migration vor. Spannender noch fand die Amal, Berlin!-Reporterin Amloud Alamir jedoch die Diskussion über die Grundlegende Frage: Was ist eigentlich Integration und ist nicht eigentlich das Ziel etwas ganz anderes? Zusammenleben statt Integration.
يركز “قانون الاندماج” على ادماج المهاجرين في سوق العمل بأسرع ما يمكن، وهذا أمر إيجابي، لكنه لم يعالج الافتقار لفرص العمل ونقص السكن واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، بل تغاضى عن قيم المساواة بين الناس. ومن وجهة نظر الجمعيات الألمانية الجديدة، من الضروري التأكيد على عقد التكامل المشترك والتركيز على التعايش في مجتمع متنوع ثقافياً، كما هو الحال في كل من ولايات بادن فورتمبيرغ، وبرلين، وشمال الراين وستفاليا. ويعتبر هذا هو الرد الصحيح على الشعبويين اليمينيين وخطوة هامة نحو وضع قانون هجرة حقيقي، قانون يفكر بالمستقبل وبسياسة الهجرة والتكامل، تتولى تنفيذه الوزارة الاتحادية للهجرة.
تقول السيدة ايفريم سومر من حزب اليسار، والمرشحة لتصبح عضو في البرلمان: “عائلتي جاءت من تركيا منذ كنت في التاسعة من العمر، وأنا الآن متزوجة من رجل ألماني، لكن حتى الآن أرى استغراباً في بعض الوجوه عندما أقول أنا ألمانية”.. وتتساءل سومر: “في أي جيل سيتوقف السؤال هل أنت الماني؟ بعد جيل واحد أم اثنين؟ وكشخص منتمي للألمان الجدد لم أعد أرغب بتلقي مثل هذه الأسئلة”.
بدوره قال كريم الحليفي من دويتشر سولدات: “أنا أعمل في الجيش وهذا يعني أني أضع حياتي بالخطر لأحافظ على أمن هذه الدولة وسيادتها واحترام قوانينها ثم يأتي أحدهم ليسألني من أنت؟ أو هل أنت ألماني؟ بإشارة منه للوني أو شكلي، ألا يمكننا تقبل بعضنا باختلاف ألواننا”.. ويتابع الحليفي: “أولئك الذين يخاطروا بحياتهم كرجال الإطفاء والشرطة والجيش لإنقاذ الأخرين، هل فكرنا ماذا سنضع على شاهدة قبرهم حين الوفاة! هذا ألماني أم سيكتب أن أصله كذا ولونه كذا.. لقد ضحى بنفسه فداءً لهذه الدولة وهذا هو المهم”.
عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر أوتسكان متللو قل: “من الممكن للجميع العيش هنا دون تلك اللاحقة ألماني تركي، ألماني مسلم، ألماني أسود، وإنما كألماني فقط. فالهوية هي ما نحن عليه وما يمكننا العمل عليه، الهوية ليست ثابتة بشكل وليس لها قالب واحد.. يجب تقبل الهوية المتنوعة، أنا رجل وعندما آخذ ابنتي الى المدرسة فهويتي أب وعندما أذهب إلى الجامع أنا مسلم وعندما أكون في البيت أنا تركي وعندما أذهب للعمل أنا ألماني وكل منا له أكثر من هوية وعلى الجميع تقبل ذلك”.
كما ركزت سيملي جوسوف عضو البرلمان الألماني من الحزب الديمقراطي المسيحي ووالداها من الأقلية التركية المسلمة في اليونان: “اللغة هي شيء وهي كل شيء، من لا يتقن اللغة لا يمكن أن يجد بيئة مناسبة لتحقيق طموحاته، وإيجاد فرصة العمل الجيدة”.. وتضيف: “أنا مع وجوب تعلم اللغة للتواصل ولكن يجب أن تتوفر دورات التعليم بأسعار مناسبة للجميع. الكثير ممن قدموا إلى المانيا لم يكن ذلك بمحض ارادتهم وإنما بسبب الحروب التي تعاني منها بلدانهم الأصلية، أو بسبب وضع اقتصادي سيء، ومن غير المنطقي أن يعانوا من التمييز الذي يقع فقط على الضعفاء، وهذا يجب مواجهته”.
وفي نفس السياق يتابع السيد متللو قائلاً: “كل مجموعة من الناس ترغب بتعلم اللغة باختلاف الدافع او المحرض، لكن هناك من يتعلم اللغة ويقدم على طلب العمل 8 مرات ولا يتم قبوله فقط لكون أسمه محمد، هذا يدفعه للانغلاق على النفس والتقوقع في مجتمعه الصغير والعودة إلى لغته التي تقبله كما هو، وهذه ليست إلا إشارة لبعض التمييز الذي يقع على الأشخاص الحاملين لأسماء لها دلالات إما دينية أو لها علاقة ببلاد معينه”.
تؤكد المنظمات الألمانية الجديدة على أن “ألمانيا بلد هجرة، والحقوق الديمقراطية الأساسية صالحة للجميع بغض النظر عن أصلهم أو دينهم أو ثقافتهم حسب القانون الأساسي، هذا التنوع الذي من الممكن أن يكون عامل غنى وثراء بالمجتمع، ودعوة وزير الداخلية توماس ديميزير إلى أن يعرف جميع الذين يريدون العيش هنا الثقافة الألمانية ويقبلون قيمنا الأساسية هي دعوة مشروعة، لكن يجب أيضاً توجيه هذه الدعوة الى أفراد المجتمع الألماني الذين يشككون بالقيم الأساسية لهذا المجتمع بجلبهم لخطاب الكراهية وتكريسه بالتصرفات ضد المختلفين عنهم، إن كان بالمظهر أو بالدين أو الثقافة، متجاهلين الحرية الدينية المتضمنة في القانون الأساسي”.
لا يمكن انكار أن الأحزاب الشعبية اليمينية تمكنت من تهديد الديمقراطية في المجتمع الألماني بدغدغة تلك الأحلام المتطرفة، وحسب احصائيات السكان التي ذكرتها المنظمات فإن كل طفل من ثلاث لديه خلفية مهاجرة، وبعبارة أخرى فإنه ينتمي إلى الألمان الجدد، ومن يعتقد أنه قادر على اقصاء ثلث المجتمع في المستقبل أو نبذه فهو فاقد للبصر والبصيرة، لذلك على الجميع العمل للعيش معاً.
أمل برلين | تقرير: أملود الأمير
Photo: Amloud Alamir