Photo: Amloud Alamir
24/05/2017

عيد الرجال.. ولفلّك شال!

في مدرسة اللغة الألمانية قبل أيام، قالت لنا المعلمة: 25 ماي “أيار” هو يوم الرجال أو الآباء.. إنه عيد ظريف هنا في دويتشلاند، يمكن للرجال الذهاب كالكشافة إلى الغابات، آخرون يفضلون البارات.. لا يهم المكان، المهم الخروج سوياً وعدم البقاء في المنزل. إنه عيد للأباء والرجال فقط، ربما يصح تشبيهه بحفلة وداع العزوبية!”.

حاولت أن أتذكر مناسبة مشابهة في بلادي، فلم أجد.. هناك لا عيد لدينا سوى عيد القائد الأب الأول.. ولأننا شعوب محظوظة، فزعيمنا هو الأول في كل شيء.. المعلم الأول، الطبيب الأول، المهندس الأول، الطيار الأول، الطالب الأول، الجراح الأول، الشاعر الأول، الحلاق الأول، البلاط الأول، الدهان الأول، الممثل الأول، الرسام الأول، الصحفي الأول، المحارب الأول، السباك الأول.. الأول في كل شيء!

لو كان هناك عيد للأب في بلادي، فسيكون بالتأكيد يوم “عمل طوعي” من أجل إحياء إرث ونهج الأب الأول!.. في إحدى المرات رسم أحدهم كاريكاتيراً عن الأب العربي وكيف ينظر له من يحيط به، فطفله الصغير يراه سوبرمان، وزوجته تراه كريديت كارد، ومديره في العمل يراه عبداً، البائع يراه حفنة من نقود، وصديقته تراه ممثل هوليودي، أما الحكومة فتراه مخلوق مقاوم لكل ظروف الحياة الصعبة التي توفرها له ويبقى حياً!

آباء ألمان يحتفلون بعيدهم - تصوير أملود الأمير

آباء ألمان يحتفلون بعيدهم – تصوير أملود الأمير

وسط زحمة الأعياد الألمانية، حيث هناك عيد تقريباً لكل مناسبة، يكتسب عيد الرجال أو الأباء طابعاً خاصاً من الجدية التي يتعامل بها هؤلاء مع هذه المناسبة، إذ تراهم يخرجون للتسكع في الحانات والغابات وشواطئ البحيرات ومقاهي الطرقات.. وكل شيء ينتهي بـ الآت.. لايهم أين يذهبون، المهم أنهم يريدون الاحتفال وأحياناً بملابس طريفة.. لذلك لا تستغرب إذا رأيت باتمان، وسوبرمان، وسبايدر مان، وكان ياما كان يمشون معاً في ساحة ألكسندر بلاتز أو غيرها من الساحات.. هؤلاء أحدهم قد يكون مدير بنك أو مهندس أو خباز، أو ربما يكون “طبيب جراح”، لكن ليس جورج وسوف بالتأكيد.

قال أبو صياح ذات مرة: يا ولد لفلّك شال، وتعلم شغل الرجال!.. لكنه رحل ولم ينفذ واحدة من وصاياه “الرجولية”.. أو الأصح “الذكورية”!

  • المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي منصة أمل برلين