Photo: Abdalrahman Omareen
19/05/2017

حق اللجوء في ألمانيا و”تبعات” مراجعة السفارة السورية

دارت الكثير من القصص عن جواز السفر السوري، قيمته وقوته وتأثير تواجده بالأحداث المهمة بأنحاء مختلفة من البلاد. ولا يمكن أن ننسى عدد الجنسيات التي ترغب بالحصول عليه، ليصل سعره لمبالغ خيالية أحياناً. قد تلذعنا الكوميديا الساخرة المحيطة بتلك القصص وكثيراً ما تقرص أرواحنا.

تقول السيدة (ل – أ) والحاصلة على حق اللجوء والإقامة لثلاث سنوات هي و أطفالها: “لقد أنجبت طفلتي هنا في برلين وطلبت مني دائرة الأجانب استصدار جواز سفر لابنتي من السفارة السورية، وبما أن جواز سفري كادت أن تنتهي مدة صلاحيته، قمت بتجديده أيضاً. لم أكن أعلم ولم يخبرني أحد سابقاً أني إذا قمت بتجديد جواز سفري سأفقد حقي باللجوء. ولم تتم الإشارة لذلك عند الموافقة على طلب لجوئي”.

وحسب اتفاقية المنظمة الدولية للاجئين – جنيف: “من استأنف باختياره الاستظلال بحماية بلد جنسيته أو استعاد باختياره جنسيته بعد فقدانه لها، سيفقد الشخص حقه كلاجئ بالإقامة في ألمانيا إن مدد أو جدد جوازه الأصلي من سفارة البلد الأم”. وهذا ما تتطابق فيه اتفاقية جنيف مع المادة 72 من القانون الألماني.

يقول السيد جلال أمين، الذي يعمل كمستشار قانوني في مركز يكمال لمساعدة اللاجئين الناطقين بالكردية والعربية والتركية في قضايا اللجوء والضمان الاجتماعي وقانون الأسرة، عن وضع الطفل المولود هنا : “المولود يأخذ صفة الوالد، فإن كان الوالد قد أخذ صفة اللاجئ وإقامة ثلاث سنوات يأخذ المولود نفس المدة، وإن كان سنة واحدة فيأخذ حق الحماية كوالده”.. وأضاف أمين: “في حال انتهت إقامة اللاجئ تطلب دائرة الأجانب تمديد جواز السفر السوري ليقوموا هم بدورهم بتمديد الاقامات هذا فعلاً أمر اشكالي”.

إحدى موظفات السفارة السورية في برلين قالت بهذا الخصوص: “ليست لدي معلومات متعلقة بموقف الحكومة الألمانية ممن يطلبون تمديد أو تجديد جوازات سفرهم السورية. لكن نتيجة لعمليات التزوير التي حصلت، تم إلغاء لصاقة تمديد جواز السفر السوري. وبدأ تنفيذ القرار بعدم التمديد والسماح فقط بتجديد الجوازات من تاريخ 24 / 4 / 2017 وتختلف المدة من 2-6 سنوات”.

تكلفة تجديد جواز السفر السوري بالطريقة العادية هي 285 يورو و20 يورو رسم قنصلي، وخلال فترة لا تتجاوز الشهر يأتي الرد من سوريا. أما اذا كان مستعجلا فيستطيع الشخص الحصول عليه مقابل 760 يورو خلال يومين من تقديم الطلب.

الجميع يعلم بغض النظر عن وضع مقدم الطلب إن كان معارض أو موالي للنظام السوري، يستطيع الحصول على جواز السفر. وليس بالضرورة الحاجة لجواز السفر ليتمكن من العودة إلى سوريا، فمن المعروف من يمتلك جواز السفر السوري يستطيع الدخول لبعض الدول العربية كلبنان والسودان دون فيزا، وبهذه الحالة يستطيع رؤية أسرته هناك. أما من يمتلك وثيقة السفر الألمانية (الجواز الأزرق) فقط، مطلوب منه الحصول على تأشيرة دخول لتلك الدول، وهذا ما أكده موظف السفارة اللبنانية حيث قال: “من يرغب بالحصول على فيزا كونه لا يملك جواز السفر السوري عليه التقديم بطلب تأشيرة قبل ثلاثة أشهر من حجز السفر، وما يقارب 90% من المتقدمين تأتي نتيجة طلبهم بالرفض”.

ولكن.. هل هناك موقف واضح يتوجب على السوريين معرفته فيما يخص المعاملات القانونية، وما الذي يجب الانتباه له؟ فمن يرغب باستصدار شهادة ولادة أو وفاة أو تصديق الوثائق والمعاملات المتعلقة بـ لم شمل عائلته مثلاً، معتقداً أن كل ذلك لا يتم إلا عن طريق السفارة.. فهل هذا صحيح؟

يجيب المستشار جلال أمين: “لا يحتاج اللاجئ للتعاطي مع السفارة، يكفي أن يقوم بتوكيل محامي في ألمانيا ليتابع هو كافة الإجراءات القانونية متجنباً التعاطي مع سفارة بلده”. كما ذكر أمين أن من يحصل على الإقامة كلاجئ سياسي و  من تنطبق عليه صفة اللاجئ هما نوعان من  اللجوء يختلف تعاطي الحكومة الألماني مع كلٍ منهما، صحيح أنه لهما نفس الاسم في اللغة العربية (لاجئ) لكن تنطبق عليهم قوانين مختلفة في الدولة الألمانية، كما يمكن للدولة الألمانية ترحيل هؤلاء الأشخاص إن اتضح تعاملهم أو تواصلهم مع السفارة السورية، وهناك من لديه حق الحماية وهذا تنطبق عليه اتفاقية جينيف لحماية اللاجئين، ومازال حق الحماية موضع نقاش آلية التعاطي معه.

لكن وحسب السيد أمين: “لم تقم الدولة الألمانية بمحاسبة الأشخاص الذين قاموا بمراجعة السفارة السورية، علماً أن من يمتلك الجواز الأزرق غير مطالب بإظهار جواز سفره السوري ان توفر، للدوائر الحكومية الألمانية”.

و بالنسبة للعائلات، عندما يقوم الأب بمعاملة لم الشمل يضيف أمين: “يجب أن يأخذ الأطفال صفة الوالد، لكن أحياناً ونتيجة سوء تقدير من الموظفين يأخذ الأطفال حق الحماية (الجواز الفضي) ليقع الأب بتلك الورطة، وهذا يُعتبر خطأ قانوني”.

أمل برلين | تحقيق: أملود الأمير
*
صورة الغلاف تصميم عبد الرحمن عمرين