Foto: Samer Masouh
01/03/2017

ماذا يجري داخل أروقة الـ BAMF.. دائرة الهجرة واللجوء الألمانية؟

تروي الموظفة فريتزي (اسم مستعار)، تجربتها بأروقة دائرة الهجرة واللجوء BAMF عندما كانت تعمل هناك، وتسرد في هذا اللقاء مع “أمل برلين” من هم أصحاب القرار في رفض أو إعطاء حق اللجوء لطالبه، ومن يتحكم في آلية عمل الدائرة، بالإضافة للحديث عن حالة الفوضى التي تشهدها بعض أقسام دائرة الهجرة واللجوء في برلين.

كانت مهمة فريتزي تتمثل بإجراء المقابلات مع طالبي اللجوء، واتخاذ القرار بشأن منحهم حق اللجوء أو الرفض وقالت في هذا السياق: “يجب أن يكون الموظف على معرفة بالبلد الذي ينحدر منه طالب اللجوء، ولديه دراية بالوضع الأمني والاقتصادي وغيرها من أمور في ذلك البلد”.. وأضافت أن النقطة الأهم تبقى قصة طالب اللجوء الشخصية، والتأكد من صحتها. وحول كيفية معرفتها وتأكدها ما إذا كان الشخص يروي الحقيقة أم لا، قالت فريتزي: “يصعب جداً معرفة ما إذا كان طالب اللجوء يروي الحقيقة أم لا، لكن خبرة الموظف وشعوره الشخصي يلعبان دوراً كبيراً في اتخاذ القرار”.

الفوضى داخل أروقة دائرة الهجرة BAMF

فريتزي قالت إن دائرة الهجرة واللجوء شهدت في العام 2016 تعيين عدد كبير من الموظفين الذين لا يمتلكون خبرة كافية، وذلك بسبب الكم الهائل من طلبات اللجوء بهذا العام، إضافة لآلاف الطلبات التي كانت تدرس أساساً من العام الذي قبله. وأضافت فريتزي بأنه لابد من حصول الموظف الجديد على تدريب لمدة شهرين على الأقل حتى يتمكن من العمل بشكل صحيح، كما أن التدريب يجب أن يكون على يد خبراء وموظفين لهم باع طويل في هذا المجال، وأضافت: “للأسف هؤلاء الجدد لم يتلقوا سوى ثلاثة أسابيع من التدريب، وبإشراف موظفين عينوا قبلهم بأسبوعين فقط!”.

ورأت فريتزي أن الأمور التنظيمية في الدائرة سيئة جداً: “في اليوم الواحد يتم استدعاء عدد كبير من طالبي اللجوء لإجراء المقابلات، علماً بأن الإدارة تعرف جيداً أن كادرها لن يتمكن من إجراء المقابلات مع الجميع، ورغم ذلك يجعلون بعض الأشخاص ينتظرون من الصباح وحتى الخامسة مساءً، ثم يقولون لهؤلاء: لقد تم تأجيل موعد المقابلة لتاريخ آخر.. بالحقيقة هناك أشخاص تأجلت مواعيد مقابلاتهم أكثر من 7 مرات”.

وتابعت فريتزي بالقول: “يمكنني تقبل تأجيل موعد شاب في مقتبل العمر، لكن من الصعب تقبّل تأجيل موعد مقابلة لإمرأة حامل مثلا ومعها طفلان أو  ثلاثة”. وبالحديث عن الرؤساء في العمل قالت فريتزي: “المشكلة أن أصحاب الخبرة في قضايا الهجرة واللجوء لا يترأسون العمل، بل يترأسه من الموظف الأقدم، ومعظمهم للأسف ليسوا أكفاء”.

العرب وانتحال الجنسية السورية!

بحسب فريتزي فإن العديد ممن يحملون جنسيات دول عربية ينتحلون الجنسية السورية، ويدعون أنهم فروا من سورية نتيجة الحرب هناك، بهدف الحصول على حق اللجوء في ألمانيا. وأضافت أنهم في دائرة الهجرة قادرون على كشف هؤلاء وتحديد ما إذا كانوا يحملون الجنسية السورية فعلاً أم أنهم ينتحلوها.

تسييس دائرة الهجرة

وفي ختام حديثها، أكدت فريتزي أن ساسة البلاد يتدخلون في شؤون دائرة الهجرة بحسب مصالحهم السياسية، وهم من يحدد أعداد اللاجئين وفقا لاستراتيجياتهم، وهم أيضاً من يضعون دائرة الهجرة واللجوء تحت الضغط.. “يجب عليهم سحب أيديهم وعدم التدخل في شؤون دائرة الهجرة وعدم توظيفها بخدمة أهدافهم السياسية، لكن السياسيين في المحصلة لا يكترثون لأمر اللاجئين بقدر ما يهتمون بتحقيق أهدافهم السياسية للأسف”.

يذكر أن دائرة الهجرة واللجوء بدأت مؤخرا برفض طلبات اللجوء لمعظم اللاجئين السوريين، والاكتفاء بإعطائهم حق الحماية الفرعية السارية لمدة عام فقط، مما يحرمهم حق لم الشمل، ويمنعهم من الانتقال للعيش بولاية ألمانية أخرى غير تلك التي درست طلب لجوئهم، إلا بشروط منها مثلاً حصول اللاجئ على عمل في الولاية التي يرغب بالانتقال إليها، وهذا العمل سوف يغنيه عن تلقي المساعدات الاجتماعية من الدولة.

Foto: Samer Masouh