Photo: Amal,Berlin
19/01/2017

جوقة اللقاء.. عندما يغني الألمان باللغة العربية!

الناس في سوريا أو من بقي منهم على قيد الحياة، لا يعرفون الأغنيات الألمانية بقدر معرفتهم بالأغنيات الفرنسية والإنكليزية، وبالنسبة لي كأحد أعضاء جوقة اللقاء البرلينية، تعرفت على الأغنيات الألمانية لأول مرة هنا في برلين، ليس فقط الأغاني الألمانية، الغناء بالكنيسة هو أمر أقوم به للمرة الأولى، فعندما شاركت الجوقة بأمسية الميلاد المجيد  في كنيسة صوفيا السنة الماضية، كان علَي أن أؤدي أغنية “نسم علينا الهوى” وسط حضور كبير.

Diesen Artikel auf Deutsch lesen

نتدرب كل أربعاء على أغاني باللغة العربية، والألمانية، والإنكليزية ولدينا أغنية بالعبرية.. نغني “البنت الشلبية” و”نسم علينا الهوى” للمطربة فيروز، وأيضاً عدة أغنيات باللغة الألمانية أبرزها “99 بالون” و“نشيد المحبة” وأغنية “الأفكار حرة” التي لاحقاً عرفت أن عمرها أكثر من 200 سنة، وهي بالنسبة للألمان تراث يحفظه اليوم الأطفال، تماما كأغنيات الأطفال في بلادي، لكنها بالتأكيد لا تحمل نفس المعاني الممجدة لحرية الأفكار.

رشا حلبي، إحدى أعضاء الجوقة، ترى أن الأغنيات الألمانية وجدت مكانا في قلبها بسرعة، وتضيف: “أول من عرفني على الكورال هي معلمة اللغة الألمانية، قالت لي أن أشارك في هذا النشاط لتحسين لغتي، وفعلا شاركت وأحببت الجو العام جدا”. وتضيف حلبي: “أستمتع جدا بالغناء معهم، صار موعد التدريب موعداً مهماً بالنسبة لي وأحاول ألا تفوتني هذه اللقاءات”.

في السابع من أكتوبر 2015، كان انطلاق جوقة اللقاء (Begegnungschor) في بلدية برلين وبحضور حشد كبير من المهتمين والموظفين الرسميين. وقد دُعيت الجوقة بعد ذلك للمشاركة في العديد من المناسبات البرلينية، أبرزها حفلة اليوم المفتوح في قصر الرئيس السابق يواخيم غاوك سبتمبر 2016.

باستيان هولتس (Bastian Holze) مؤسس شركة “B vocal” الموسيقية، ومهرجان TOTAL CHORAL  هو أيضاً أحد مؤسسي الجوقة، قال مقيماً التجربة بعد سنة على انطلاقها: “المدهش كيف أن هذه المجموعة الكبيرة من الأشخاص، تطورت وشكلت ما يشبه الأسرة، أصبحنا أصدقاء مقربين من بعضنا البعض” وأضاف هولتس: “في البداية كانت الموسيقى الشرقية تحد كبير بالنسبة لي شخصياً، لقد كان هناك لحظات عصيبة وأنا أتدرب على عزفها في المنزل، لكن بالعموم نقوم بذلك على أحسن وجه، هذه الموسيقى تجعلنا نرقص”.

لوديا غريسي (Lydia Griese)، المسؤولة التنظيمية في الجوقة وإحدى مؤسسيها إلى جانب باستيان وميخائيل بيتسنر براندت (Michael Betzner-Brandt) ترى أن جوقة اللقاء أتاحت لأعضائها محادثات مثيرة للاهتمام حول الاختلافات الثقافية والتشابه فيما بينهم.

وأضافت غريسي: “شاركنا بأكثر من 20 حفل، ويصعب صراحةً تحديد أيها كان الأنجح، لكن باعتقادي رحلة الجوقة إلى مهرجان الكورال في شتوتغارت من أنجح عروضنا تنظيمياً”. وختمت غريسي بالقول: “هناك الكثير من اللحظات المؤثرة، الجمهور يتفاعل وتحركه موسيقانا كما تحركنا، على سبيل المثال التأثيرات الشرقية التي أضفناها لنشيد الفرح تعجب جمهورنا كثيراً”.

ينتهي مساء الأربعاء سريعاً، أغادر صالة التدريب وأنا أردد كلمات نشيد الفرح.. أشعر أن هناك من يبتسمون لسماعهم لغتي الألمانية البسيطة! لكن لا يهم، أتابع الغناء والسير.