Photo: Amloud Alamir
31/10/2018

كيف تبدأ مشروعك الخاص في برلين؟

إعلان شركة لوك

فكر العديد من القادمين الجدد بالبدء بمشاريعهم الخاصة، لكن الصعوبات التي واجهوها متعددة ومختلفة تبعاً للقطاع الراغبين العمل به. كما أنه ليس من السهل فهم القوانين الألمانية وآلية العمل فيها، بالإضافة للضرائب الواجب دفعها تبعاً لطبيعة المهنة. وقد يتخوف البعض من سوق العمل الجديد كونه مختلف عن السوق في البلد الأصلي. وإلى جانب التحديات المعروفة بقطاع العمل الحر، يجب على المؤسسين من ثقافات أخرى التعامل مع اللغة وبالتالي فهم المشكلات، بالاضافة لمعرفة النظام الاقتصادي واحتياجات العمل، وهذا ما تعمل شركة لوك على تقديمه للراغبين بتأسيس شركتهم الخاصة من أي نوع وحجم، ليصبح اللاجئون جزءًا من سوق العمل في المدينة. انطلقت منظمة لوك قبل 25 سنة في ألمانيا، وكانت ترافق الألمان للبدء بالعمل الحر، وبعد أن مجيء اللاجئين السوريين الى ألمانيا فكروا أن يقوموا بنفس الشيء معهم، وبدأت لوك مشروعها مع اللاجئين منذ سنتان وسيستمر حتى 4 سنوات.

فهم السوق وآليات العمل من أسس النجاح

السيد عجيب مرشد من لوك

يقول السيد عجيب مرشد من منظمة لوك: “من الضروري توجيه الأشخاص للقيام بالخطوات الصحيحة، ففي البداية نعمل على تقييم المشروع من خلال كتابة الجدوى الاقتصادية له، ومدى امكانية تحقيقه، وماهي الشروط التي يجب توفرها، وذلك خلال الدورة الأولى التي تستمر خمسة أيام. أما الدورة الثانية فنقدم فيها المبادئ الأولية بالتجارة في ألمانيا، حيث يتعلم الشخص كل القوانين المتعلقة بالعمل الحر، الضرائب والحسابات، ومدتها خمسة أيام أخرى. ثم يتم تعليم الأشخاص طرق تسويق منتجاتهم عبر الانترنيت أو الطرق الأخرى المتاحة في ألمانيا”.

لا ينتهي العمل في لوك هنا بل يقوموا بعد هذه الدورات بتأمين مشرف اختصاصي لكل شخص يرغب بتأسيس مشروعه، حيث يقوم بكتابة خطة العمل التي يطلبها البنك والجوب سنتر وحتى مالك العقار الذي يريد صاحب المشروع استئجار مساحة لديه. وتوفر لوك شخص يرافق كل مشارك ببرنامجها التدريبي للمؤسسات الحكومية مالية كانت أو اجتماعية، لمساعدته في تعبئة البيانات الشخصية والمتعلقة بالعمل الذي يرغب بتنفيذه، حسب ما قاله السيد مرشد.

سنوات الخبرة في بلدان المنشأ يجب أن تستثمر

المهندس محمد النجار صاحب شركة MFN للبناء مع الكوتش

زار منظمة لوك 300 شخص للحصول على الخدمات التدريبية خلال السنتين الماضيتين، وتم أُخذ مايقارب 200 مشروع منها. وقامت لوك بمساعدة 65 شركة بمختلف القطاعات من مهندسين وشركات استيراد وتصدير وشركات بناء وفتح مدارس للغة العربية وغيرها الكثير. من بين هذه المشاريع التي خلال فترة قصيرة استطاعت الانطلاق هي شركة (م ف ن للبناء) وهي عبارة عن شركة مقاولات للبناء وترميم العقارات أنشأها المهندس محمد النجار الذي جاء قبل 4 سنوات ونصف إلى ألمانيا. واجه النجار في البداية بعض الصعوبات بالاعتراف بشهادته يقول: “كان لدي مشكلة مع نقابة الحرفيين في برلين للحصول على رخصة للبدء بشركتي وأخذ مشاريع للبناء متضمنة التمديدات الكهربائية وغيرها، فقد طلبوا أن يكون لي شهادة بالعمل كحرفي كهربائي ولم يكن كافياً لهم شهادتي كمهندس”.

وعن نجاح مشروعه يقول النجار: “يكمن نجاح المشروع بأن لدي خبرة طويلة في العمل في سوريا تصل لـ 12 عام، حيث عملت كمهندس وكنت أعرف ما هو الهدف الذي أرغب بتحقيقه، لكن حتى استطعت فهم القوانين، أخذ ذلك مني بعض الوقت”.

“الكوتش” أو الموظفة المسؤولة عن مساعدة محمد النجار للبدء بمشروعه السيدة غونول نار قالت لأمل برلين: “هناك الكثير من التحديات للعاملين بالقطاع الحرفي، فالعديد من الحرفين القادمين الجدد لا يسمح لهم بالعمل رغم خبرتهم الطويلة في بلادهم، ويطلب منهم القيام بدورات متعددة، وهذا يؤخر دخولهم لسوق العمل وجعلهم منتجين مجدداً” وتضيف نار أن من لديه خبرة طويلة في سوريا، لا يحتاج فعلاً لدورة تدريبية هنا، فهي لن تضيف شيء لمعرفته.. “لماذا التأخير ليكون له عمله الحر هنا؟ هذه الحدود يجب تجاوزها” قالت نار.

تعليم اللغة العربية مشروع ناجح

يوسف الدادا مؤسس مدرسة ” فكرة”

ومن التجارب الناجحة أيضاً مشروع يوسف الدادا مع زوجته أسماء الضاهر حيث التحقا بالدورات التي تقدمها لوك، ثم ساعدتهما الكوتش لإيجاد المكان المناسب لإنشاء مدرسة للغة العربية. يقول الدادا : “كان من المهم بناء الثقة مع الأطراف التي ساعدتنا لإيجاد المكان، وبعد أن بحثنا وجدنا الحل بأن نبدأ من مكان هو بالأصل مكان تعليمي، وطرحنا الموضوع على مدرسة أو معهد فندقي لنستفيد من المكان الذي لديهم”.

الدادا جاء البلاد منذ أكثر من سنتين، يضيف: “بدأنا أنا وزوجتي بفكرة صغيرة وهي العمل على انشاء مدرسة للغة العربية دون أن يكون هناك أي خلفية دينية مرتبطة بجامع، أو سياسية مرتبطة بسفارة ما.. وأطلقنا عليها أسم -فكرة- خاصة بعد أن رأينا الكثير من الأمور الغير مقنعة في أماكن تعليم اللغة العربية”، ويضيف: ” هدفنا الوصول لكل الأشخاص الراغبين بتعلم اللغة العربية بغض النظر عن جنسيتهم، فهناك الأتراك والروس بالإضافة للعرب”. بالرغم من أنه مهندس معماري وزوجته كانت تدرس طب الأسنان في سوريا، لكن فكرة المدرسة أغرتهم، وحققوا النجاح الذي يتمنوه. قد يكون من الأمور المهمة جداً دراسة احتياجات السوق قبل البدء بأي مشروع وهذا مافعله الدادا وزوجته.

إيمانك بمشروعك هو الأساس

الناشر صافي علاء الدين من مؤسسة مدى يتحدث عن المشروع

من أكثر الصعوبات التي تواجه المشاريع، مسألة ايجاد التمويل، لكن صافي علاء الدين وهو من المؤسسين لمنظمة مدى للتنمية الفكرية، استطاع تجاوز هذه الصعوبة من خلال حصوله على قرض يبلغ 20 ألف يورو من بنك برلين الاستثماري، ساعده في ذلك الكوتش ديتمار تسيمر، يقول علاء الدين: “أي عمل محتاج لخطة عمل وهذا ما ساعدني به الكوتش وكان هو المفتاح الرئيسي لأستطيع الحصول على التمويل من بنك برلين الاستثماري، وخاصة أن المشروع يغير الصورة النمطية من المشاريع التي يقوم بها اللاجئين في ألمانيا”.

لم تكن معرفة القوانين الناظمة للعمل مسألة هينة لكن وجود ترجمة فورية أثناء الدورات والرد على جميع الأسئلة مباشرة بلغة نفهمها بالاضافة الى ايجاد المعاني الرديفة للمسميات الموجودة في ألمانيا بما يشابهها في بلاد أصحاب المشاريع الأصلية، سرع من فهمها ومن الحصول على الترخيص الضروري للبدء. ويضيف علاء الدين: “الإيمان بمشروعك هو الأساس”.

السيد زياد وهبة أحد المتدربين في لوك

أما زياد وهبة، فيقوم الآن بالدورات في منظمة لوك والتي ستستمر لـ 21 يوم. يفكر وهبة القيام بمشروعه الخاص على الرغم من أنه يعمل متطوعاً في احدى المنظمات، لكنه يرى أنه حان الوقت ليعمل لنفسه، سيفتح وهبة متجراً للبيع لا يغلق أبوابه، يعرف هنا في ألمانيا بـ “شبيت كاوف” ، ويجد أن المعلومات التي يحصل عليها الآن لم يكن يعرفها سابقاً.

للتسجيل يمكنكم زيارة الموقع هنا.

أمل برلين | إعداد وتقرير: أملود الأمير
 Photo: Amloud Alamir – pixabay.com