تبدو مزحة للبعض أن يقول المستشار الاتحادي فريدريش ميرتس “إن معاداة السامية مستوردة من خارج ألمانيا”. جاء ذلك خلال مقابلة صحفية أجراها مع قناة فوكس نيوز أثناء زيارته الأولى الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه منصب المستشار الاتحادي. تطرقت المذيعة إلى تقرير جديد يشير إلى ارتفاع مُعدل معاداة السامية في ألمانيا وسألت المستشار عما تفعله ألمانيا لمحاربة ذلك. كان رد المستشار مثيراً للجدل حيث قال “بصراحة لدينا نوع من معاداة السامية المستوردة مع هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين القادمين إلينا خلال السنوات العشر الأخيرة”. وأضاف ميرتس: “أود أن أوضح أن الحكومة الألمانية والغالبية العظمى من أعضاء البرلمان الألماني ضد معاداة السامية بشكل صارم”.
ردود الأفعال على تصريح المستشار
تداول البعض مقطع الفيديو الذي يجيب فيه المستشار على سؤال مذيعة قناة فوكس نيوز على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعربوا عن استيائهم من تصريحه المعادي للمهاجرين في ألمانيا. فكتبت الصحفية Gilda Sahebi: “الذهاب لقناة فوكس نيوز الدعائية في الولايات المتحدة والشكوى من معاداة السامية المستوردة بصفته مستشاراً ألمانياً هو في رأي أحد أوضح الدلائل على أن الساسة الألمان لا يأخذون خطر معاداة السامية على محمل الجد”. وأضافت: “فكما أن ترمب غير مبال تماماً بمعاداة السامية ، فإن فريدريش ميرتس وشركائه غير مبالين بها. فمحاربة معاداة السامية هي مجرد رداء يرتدونه للوصول إلى السلطة”. بينما علق مهند كوج، أخصائي اجتماعي من هيسن: “من المثير للاهتمام أن المستشار لم يذكر أن معاداة السامية المستوردة المزعومة كانت تاريخياً منتجاً ألمانياً للتصدير”.
انتقاد نائب رئيس البوندستاغ
موقع tagesspiegel نقل عن نائب رئيس البوندستاغ بودو راميلو تعليقاً على كلام ميرتس جاء فيه أن تصريحات المستشار كانت معممة أكثر من اللازم ومن وجه نظره تتناقض مع الأحداث التاريخية. وأكد السياسي المنتمي لحزب اليسار “لم تكن المحرقة في الحقيقة معادة للسامية مستوردة”. مذكراً بمقتل ملايين اليهود على يد الاشتراكيين الوطنيين الألمان. وأضاف: “28% من الحوادث المسجلة المعادية للسامية لها خلفية يمينية متطرفة بشكل واضح ولا يمكن محو ذلك بالإشارة إلى معاداة السامية المستوردة”.
مصطلح “معاداة السامية المستوردة”
كانت عبارة “معاداة السامية المستوردة” موضوع الحملة التطوعية المستقلة “كلمة العام” والتي أعلنت نتائجها قبل بضعة أشهر. حيث تم اختيارها باعتبارها كلمة العام 2024. وأوضحت لجنة التحكيم أن هذا المصطلح يستخدم بشكل أساسي في الأوساط اليمينية لتشويه صورة المسلمين والأشخاص ذوي الأصول المهاجرة، ولكي يصرف النظر عن ارتكاب اليمينيين جرائم معادية للسامية. شارك في لجنة التحكيم الصحفية وخبيرة العلوم السياسية سابا نور شيما والصحفي والمؤرخ ومدير مركز آن فرانك التعليمي، ميرون مندل.
فريدريش ميرتس وجده النازي!
أظهر بحث أجرته جريدة “تاز” عام 2004 أن جوزيف سوفينيي جد المستشار ميرتس سعى شخصياً للإنضمام إلى الحزب النازي وتقدم بطلب. في حين أن المستشار صرح في السابق للجريدة أن جده انضم للحزب “دون ذنب منه”. شغل جوزيف منصب عمدة Brilon في ولاية شمال الراين-فيستفاليا من عام 1917 وحتى عام 1937. وتقول الصحيفة إن شرط الانضام للحزب النازي كان من خلال التقدم بطلب عضوية مكتوب بخط اليد. وتؤكد الصحيفة أن ميرتس نادراً ما تحدث عن ماضي جده النازي.
وخلال حديث له في بودكاست نشرته صحيفة “دي تسايت” خلال الحملة الانتخابية الاتحادية الأخيرة. قال ميرتس إن جده “انغمس في الاشتراكية الوطنية”. ورداً على تعليق أحد المحاورين بأن قصة جده “لابد أنها كانت معروفة في العائلة” فأجاب ميرتس “نعم، بالطبع”. وتقول صحيفة “تاز” إن ميرتس في عام 2004 أكد أن جده “ليس اشتراكياً وطنياً” ما يشير لتناقض تصريحاته!