كشفت دراسة ميدانية جديدة أن أكثر من 60% من السياسيين في ألمانيا تعرضوا للعنف أو التهديدات، فيما أقرّ واحد من كل خمسة بتغييره سلوكه العام نتيجة لذلك. الدراسة، التي أنجزها “معهد أبحاث الجريمة في ساكسونيا السفلى”، تعد الأولى من نوعها التي ترصد مدى التهديدات وتأثيراتها النفسية والسياسية.
السياسية فون بيرج: التهديدات لا تتوقف!
أفادت السياسية ستيفاني فون بيرج من حزب الخضر بأنها ما تزال تتلقى مقاطع ورسائل تهديد يومية! حتى لأسباب بسيطة مثل ركوبها سيارة بدل دراجتها. وقالت: “بعض الأشخاص يراقبونني عن كثب، وأشعر أنهم بانتظار لحظة الصفر”. خطابها عن الاندماج عام 2015، والذي تم اقتطاعه من سياقه من قبل حزب البديل، فجّر حملة كراهية متواصلة ضدها، بلغت ذروتها في تهديد مباشر لعائلتها ليلة رأس السنة.
الانسحاب الصامت من المشهد العام
أظهرت الدراسة أن 20% من السياسيين توقفوا عن المشاركة في الفعاليات العامة أو الحملات الانتخابية. وبيّنت الباحثة السياسية آن كاثرين كريفت أن “تراجع المشاركة السياسية يقوّض التمثيل الديمقراطي”، معتبرة أن اختفاء أصوات معينة من المجال العام يمس المجتمع بأكمله، وليس فقط من يتعرضون للتهديد.
مبادرات بديلة للدخول في السياسة
رغم التحديات، تظهر مبادرات مثل “حب السياسة” كمنفذ جديد لمشاركة فئات غير ممثَّلة، كالمهاجرين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة. إحدى خريجات المشروع، مصففة الشعر طيبة كوري من ولاية شمال الراين-فيستفالين، ترشحت لانتخابات المدينة عن حزب الخضر. وقالت: “في صالوني أسمع كل الآراء. بدل الشكوى، قررت أن أكون جزءًا من الحل”.
ضعف الإبلاغ.. مشكلة متكررة
الدراسة كشفت أن 13% فقط من السياسيين المتضررين أبلغوا عن أسوأ اعتداء تعرّضوا له، بما يشمل العنف الجسدي. وأرجعت الباحثة كريفت هذا العزوف إلى البيروقراطية المرهقة، مشيرة إلى أن تخصيص مدعين متخصصين في قضايا الكراهية قد يحدث فرقًا، إلى جانب تسريع الإجراءات.
الإبلاغ.. السلاح الأول في المواجهة
السياسية فون بيرج، المقرّر تعيينها في مجلس البيئة بولاية هامبورغ، شددت على أهمية الإبلاغ. وقالت: “حين أبلغنا عن منشورات الكراهية، صدرت غرامات بحق الجناة وسجّل عليهم سوابق.. الصمت لا يحمي أحدًا”.