Kay Nietfeld/dpa
14/05/2025

ما الذي سيقوله فريدريش ميرتس في أول بيان حكومي له كمستشار؟

مع اقتراب ظهوره الأول في البوندستاغ كمستشار، يواجه فريدريش ميرتس لحظة سياسية حاسمة. في أول بيان حكومي يوم الأربعاء، لا يكفي أن يكون زعيماً للمعارضة سابقاً؛ عليه أن يُثبت الآن أنه رجل دولة قادر على قيادة ألمانيا في لحظة تحولات داخلية وخارجية كبرى.

ووفقاً Tagesspiegel من المناسب القول إن الأمين العام كارستن لينمان أعطى رئيسه قرضاً صغيراً الأسبوع الماضي تحسباً لذلك. وبحسب لينمان، لن يقدم فريدريش ميرز برنامجه الذي أطلق عليه اسم “أجندة 2030” في إشارة إلى سلفه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي جيرارد شرودر فحسب، بل سيقدمه أيضا في أول بيان حكومي له كمستشار. لا، بل ربما سيكون “أحد أهم خطاباته هذا العام”.

تحديات ثقيلة وبداية متعثرة

لم تكن بداية ميرز سهلة. فقد دخل منصبه وهو مثقل بانتقادات عدة؛ منها عدم الوفاء بوعده بالحفاظ على “كبح الديون”. وكونه أول مستشار لا يُنتخب في الجولة الأولى من تصويت البوندستاغ. كما أظهرت استطلاعات الرأي أنه المستشار الأقل شعبية عند توليه المنصب في تاريخ ألمانيا الحديثة. ورغم وعوده القوية، خصوصاً بشأن سياسة الهجرة، فإن الجميع الآن ينتظر نتائج ملموسة، وليس مجرد أقوال.

هل هو مستشار لجميع الألمان؟

يرى المحلل السياسي راينر فاوس أن على ميرز “العثور على المفتاح”، ويقصد بذلك إثبات أنه ليس فقط زعيماً لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بل مستشاراً يمثل جميع الألمان. فاوس شدد على ضرورة خطاب تصالحي يعيد الثقة إلى المواطنين، خاصة في ظل الشعور المتزايد بالقلق والانحدار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. فألمانيا، كما يقول “لا تستطيع أن تتحمل فشل ميرز”.

نهاية مرحلة الانتقال أمام ألمانيا والعالم

لم تكن تداعيات الانتظار السياسي داخل ألمانيا محصورة داخلياً فقط، بل إن أوروبا والعالم تابعا مرحلة الجمود هذه عن كثب. ألمانيا، باعتبارها قوة محورية في الاتحاد الأوروبي، عاشت لأشهر في حالة “توقف سياسي”، والبيان الحكومي المنتظر يمثل نهاية هذا الفراغ.

يقول توماس كلاين بروكوف، رئيس المجلس الألماني للعلاقات الخارجية: “ميرز ملأ بسرعة الفراغ الذي خلفته حالة الانتقال الطويلة، وبدأ فترته برمزية قوية عبر زياراته الفورية إلى باريس ووارسو”.

مواجهة مباشرة مع بوتن وترامب على الصعيد السياسي!

في وقت يتسم بالفوضى الجيوسياسية، يتوقع المحللون أن يتخذ ميرز مواقف حاسمة تجاه القضايا الدولية. كأن يؤكد على شراكته مع فرنسا، وسعيه للتفاهم مع إدارة ترامب، إلى جانب تشديده على الموقف الحازم تجاه روسيا. ويأمل كلاين بروكوف أن يقدم ميرز “خطة واضحة لمواجهة التحديات”، لكنه يشير أيضاً إلى صعوبة المهمة: “نحن في وضع من الانفتاح الاستراتيجي غير المسبوق، وعلى ميرز أن يثبت نفسه دبلوماسياً من دون أي فترة تأقلم”.

في ظل كل هذه التوقعات والتحديات، لا يبدو خطاب يوم الأربعاء مجرد بيان تقليدي. إنه لحظة فاصلة ستحدد شكل المستشار الجديد، ليس فقط في أعين البرلمان، بل أمام شعب يشعر بالقلق والانتظار. فهل سيستطيع فريدريش ميرز أن يتحول من رجل معارضة إلى زعيم أمة؟

 

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.