Foto: Markus Scholz/dpa
08/04/2025

تصاعد الاعتداءات على الصحفيين في ألمانيا!

في تقريرها السنوي حول أوضاع حرية الصحافة، أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” (RSF) أن عام 2024 شهد تصاعداً مقلقاً في الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في ألمانيا، حيث وثقت 89 حالة، مقارنة بـ41 حالة في العام السابق. بذلك، يصبح عام 2024 ثاني أكثر الأعوام عنفاً منذ بدء التوثيق في 2015. وترى المنظمة أن هذا التصاعد لا يقتصر فقط على العنف الجسدي، بل يعكس أيضاً “مناخاً عدائياً متزايداً يضع الصحفيين في موضع خصومة مجتمعية”، على حد تعبيرها.

عنف جسدي مباشر وهجمات ضد مقرات إعلامية

رصد التقرير تنوعاً واسعاً في أشكال الاعتداء، شمل 40 حالة ضرب وركل ودفع عنيف، و11 حالة بصق، إلى جانب رشق بأدوات مثل أكواب القهوة والبيض، بل واستخدام رذاذ الفلفل ضد الصحفيين. كما طالت الاعتداءات 14 مكتب تحرير أو منزلاً شخصياً، وهو ما يمثل تصعيداً خطيراً في استهداف الصحفيين ليس فقط كمهنة، بل كأفراد.

برلين في المقدمة والمظاهرات نقطة الاشتعال

وقعت أكثر من نصف الحوادث في برلين (49 حالة)، تلتها بافاريا وساكسونيا. وتبيّن أن 66 من أصل 89 اعتداء جرت أثناء مظاهرات، منها 38 مرتبطة بالاحتجاجات على الحرب في الشرق الأوسط. وتشير RSF إلى أن مجرد “تناول قضايا حساسة كملف الشرق الأوسط أصبح كافياً لتحويل الصحفي إلى هدف مباشر للعنف”.

استهداف بالأسماء واتهامات لجهات أمنية

من بين الأسماء البارزة التي استهدفتها الاعتداءات، ورد اسم إيمان سيفاتي، مراسل “بيلد”، والمصور يالجن أشكن، اللذان تعرضا لـ29 هجوماً خلال تغطيتهما احتجاجات مؤيدة لفلسطين. إضافة إلى ذلك، وثّقت RSF ست حالات عنف من الشرطة، معظمها خلال تغطية مظاهرات متعلقة بالصراع في غزة. كما أشار التقرير إلى أن بعض موظفي الأمن والمتاحف تصرفوا بعدائية تجاه الصحفيين الذين يغطون معاناة المدنيين الفلسطينيين.

بيئة عدائية وضغط نفسي متصاعد

في 60 مقابلة نوعية أجرتها المنظمة، أفاد العديد من الصحفيين بتعرضهم لحملات تشويه، تهديدات إلكترونية، وضغط نفسي شديد، خاصة عند تغطية السياسة الإسرائيلية أو موضوعات تتعلق بالحياة اليهودية في ألمانيا. وعلّقت RSF أن “حرية الصحافة لم تعد مهددة فقط بالهراوات، بل أيضاً بالتحريض الرقمي والإقصاء الصامت”.

حرية الصحافة أمام اختبار حقيقي

التقرير حمل رسالة واضحة ان هناك حاجة فورية إلى تحرك حكومي ومجتمعي لحماية الصحافة، ومنع تطبيع استهداف الإعلاميين. وفي كلمات تلخّص روح التقرير، تتساءل RSF: “كيف يمكن الدفاع عن حرية التعبير، بينما يُخذل من يسعون لحمايتها؟”

المصدر باللغة الألمانية هنا

Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.