كان من المفترض أن تكون برلين على موعد مع مشروع فريد من نوعه، وهو تأسيس «دور الحضانة الثلاثية الأديان» في حي فريدريشهاين -كرويتسبيرغ. بحيث ينشأ الأطفال من الديانات المسيحية واليهودية والإسلامية معًا في بيئة تعليمية مشتركة. لكن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أوقف مجلس ولاية برلين تمويل هذا المشروع بسبب إجراءات التقشف. ما جعل تنفيذ الفكرة في الوقت الحالي مستحيلاً حسب الخدمة الإعلامية الانجيلية ” EPD”.
رغم الصعوبات.. الأمل موجود
على الرغم من الإلغاء المفاجئ للتمويل، أكد القيمون على المشروع من ممثلي الديانات الثلاث أنهم سيستمرون بالسعي لتحقيق هذا الحلم. خلال حفل رمزي عقد في برلين مؤخراً، وضع القيمون على المشروع كبسولة زمنية في الأرض تضم خطط البناء للمستقبل، مؤكدين أن المشروع سيظل قائماً وأنهم سيواصلون العمل لإيجاد طرق بديلة، وطرح هؤلاء فكرة الاستفادة من العقارات الحالية بدلاً من بناء منشأة جديدة. وفيما يتعلق بالإجراءات البيروقراطية التي كان من المفترض أن تسهلها برامج التمويل الحكومية. أكدوا أن هذا القرار سيؤخر المشروع لعدة سنوات. كان من المتوقع أن يكلف المشروع نحو 6.9 مليون يورو. وكان من المقرر تمويله من برنامج توسيع دور الحضانة التابع للحكومة، بالإضافة إلى تبرعات من مؤسسات خاصة ومنظمات دينية.
التحديات الاجتماعية والرمزية
أكدت إيمان أندريا ريمان، إحدى المبادرات للمشروع، على أهمية هذا المشروع حاليًا. خاصة في ضوء التوترات السياسية والحرب في غزة. وأشارت إلى أن هذا المشروع كان يمثل فرصة للتعاون بين الطوائف الدينية المختلفة في وقت تتعرض فيه بعض المشاريع المشتركة للصعوبات، ما يجعل مشروع الحضانة الثلاثية الأديان رمزًا للأمل. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه مشروع «دور الحضانة الثلاثية الأديان»، إلا أن القيمين عليه ملتزمون بإيمانهم العميق بأهمية تحقيق بيئة تعليمية تعزز التعايش المشترك بين الأديان. ويأملون في أن يستمر الدعم المجتمعي والإيمان بالفكرة لتحقيق هذا المشروع الفريد مستقبلاً.