في ظل بيئة العمل المتغيرة باستمرار، يظل التغيب عن العمل بسبب المرض أحد التحديات الكبرى التي تواجه الشركات والموظفين على حد سواء. يكشف تقرير حديث صادر عن DAK-Gesundheit، استناداً إلى تحليل IGES، عن أكثر الأمراض شيوعاً التي تؤدي إلى الإجازات المرضية في ألمانيا، مسلطاً الضوء على تطورات ملحوظة في معدلات الغياب وأسبابه.
انخفاض طفيف في أيام الغياب
بحسب تحليل IGES، الذي شمل بيانات من أكثر من 2.4 مليون شخص مؤمن عليهم، فقد بلغ متوسط الأيام الضائعة لكل موظف عام 2024 نحو 19.7 يوماً، مسجلًا انخفاضاً بنسبة 2.3% مقارنة بالعام السابق. ورغم الزيادة الطفيفة في عدد الإجازات المرضية، إلا أن متوسط مدة المرض الواحدة قد انخفض من 10.1 يوماً في 2023 إلى 9.7 يوماً في 2024.
نزلات البرد وآلام الظهر في الصدارة
ما تزال أمراض الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد والسعال والتهاب الشعب الهوائية، السبب الرئيسي للإجازات المرضية في ألمانيا. في عام 2024، تسببت هذه الأمراض في 382 يوم غياب لكل 100 موظف، مقارنة بـ 425 يوماً في العام السابق، ما يعكس انخفاضاً بنسبة 10%.
أما آلام الظهر، شكاوى المفاصل، ومشاكل العضلات، فكانت ثاني أكبر سبب للتغيب عن العمل، حيث سجلت 350 يوماً مفقوداً لكل 100 موظف، مقارنة بـ 373 يوماً في 2023.
الصحة العقلية!
على الجانب الآخر، تشهد الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والإرهاق واضطرابات القلق، زيادة ملحوظة في عدد أيام الغياب. في عام 2024، ارتفعت هذه الأرقام بنسبة 5.7%، ما أدى إلى 342 يوم غياب لكل 100 موظف. ووفقًا للتحليل، فإن موظفي قطاعي الرعاية الصحية والإدارة العامة هم الأكثر تأثراً.
النساء أكثر تاثراً
من اللافت للنظر أن النساء يتأثرن أكثر بالأمراض النفسية مقارنة بالرجال، حيث بلغ عدد أيام الغياب بسبب المرض النفسي 431 يوماً لكل 100 امرأة مؤمنة صحياً، مقابل 266 يوماً للرجال. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد أيام الغياب بسبب الأمراض النفسية تضاعف ثلاث مرات منذ بداية الألفية.
إجازة مرضية جزئية وحل محتمل
وسط هذه التحديات، تثار تساؤلات حول كيفية التعامل مع الإجازات المرضية بطريقة أكثر مرونة. طرحت الجمعية الطبية الألمانية مؤخراً فكرة “الإجازة المرضية الجزئية”، حيث يُسمح للموظف بالعمل لساعات أقل بدلًا من التوقف التام عن العمل، في حال كانت حالته الصحية تسمح بذلك. وقد أيد مجلس خبراء الحكومة الاتحادية هذه الفكرة، لكن جمعية الممارسين العامين رفضتها سابقاً.
تجربة السويد تقدم نموذجاً لنجاح هذه الفكرة، حيث يتم تطبيق الإجازة المرضية الجزئية بشكل أساسي لإعادة الموظفين الذين يعانون من أمراض طويلة الأجل، مثل السرطان أو الاكتئاب، إلى الحياة العملية تدريجياً.
الأمراض الأخرى وتأثيرها على التغيب
إلى جانب الأمراض التنفسية والعضلية والنفسية، هناك أمراض أخرى تساهم في التغيب عن العمل، ولكن بمعدلات أقل. وتشمل هذه الأمراض إصابات العمل، الالتهابات غير المحددة، اضطرابات الجهاز العصبي، وأمراض القلب والمعدة. بشكل عام، شكلت هذه الفئات المرضية مجتمعة نحو 40% من إجمالي أيام الغياب عام 2024.
لقراءة المقال كامل في اللغة الألمانية اضغط هنا.