تواجه ألمانيا جفاف غير مسبوق، حيث تشير التوقعات الحالية إلى أن الربيع سيظل جافاً، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصيف. وفقاً لعالم الأرصاد الجوية دومينيك يونغ، المتخصص في الطقس والمناخ من موقع wetter.net، فإن الوضع يزداد سوءاً بشكل مستمر، حيث لا توجد أي مؤشرات على هطول أمطار كبيرة في الأسابيع المقبلة.
أمطار قليلة
بعد شهر فبراير الجاف جداً، سجل شهر مارس حتى الآن كميات قليلة جداً من الأمطار، فلم تتجاوز الكميات المتساقطة 10% من المعدلات المعتادة، ولا يتوقع أن تتغير هذه الحال حتى نهاية الشهر. وتظهر بيانات الطقس الحديثة أن معظم المناطق في ألمانيا ستشهد هطولاً ضئيلاً للأمطار في الأسابيع القادمة، حيث يتوقع أن يسقط بين 10 و 15 لتراً من الأمطار فقط لكل متر مربع. هذه الكميات ليست كافية لتخزين الرطوبة في التربة بعد فترة طويلة من الجفاف.
النقص الكبير في الأمطار يعني أن التربة لن تتمكن من تعويض العجز في المخزون المائي إلا إذا تساقط 50 إلى 70 لتراً من الأمطار لكل متر مربع على الأقل، وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي. في حال استمرار هذه الظروف، فإن الربيع الجاف سيكون مقدمة لصيف حار جداً وجاف، الأمر الذي يهدد بزيادة درجات الحرارة بشكل غير عادي في بداية أبريل، حيث من المتوقع أن تتراوح بين 20 و 25 درجة مئوية.
مخاطر كبيرة
هذا الارتفاع في درجات الحرارة قد يبدو مناسباً لعشاق الربيع، لكنه يحمل تحذيرات خطيرة للطبيعة، حيث أن نقص الأمطار والتربة الجافة قد يؤديان إلى مشاكل كبيرة في الزراعة والموارد المائية، وخاصة إذا تكررت موجات الحر خلال الصيف.
لقد أصبح هناك نمط متكرر في السنوات الأخيرة، حيث تزامن الربيع الجاف مع أشهر صيف حارة، تصل فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 35 درجة مئوية، مما يهدد بمخاطر كبيرة مثل حرائق الغابات، نقص المياه، وفشل المحاصيل الزراعية.
تنبؤات مقلقة
ورغم أن التنبؤات النهائية لا تزال غير مؤكدة، فإن إشارات الطقس الحالية تبدو مقلقة. إذا استمر الضغط العالي والتدفقات الهوائية الجنوبية الحارة في السيطرة على الأجواء، فإن ألمانيا قد تواجه صيفًا شديد الحرارة مع كل العواقب السلبية التي قد يترتب عليها. ويحذر الخبراء من أن الطبيعة قد تعاني بشكل كبير في شهري يونيو ويوليو، في حال لم يشهد الربيع هطول أمطار كافية.
الأمل يبقى في حدوث تحول إيجابي في الطقس بحلول نهاية أبريل أو مايو، ولكن حتى الآن، لا تشير التوقعات إلى تحسن قريب. وبالنسبة للمزارعين والمواطنين الذين يترقبون الأمطار، يبقى الأمل في أن تتحسن الأوضاع في الأسابيع القادمة، حيث سيتم تحديد ما إذا كان الصيف المقبل سيكون استثنائياً في درجات حرارته وجفافه.
