Foto: Christoph Reichwein/dpa
21/03/2025

هل مرتكب جريمة زولينغين يميني متطرف؟

قبل عام أشعل رجل يبلغ من العمر 39 عاماً النار في منزل بزولينغين. أسفر ذلك عن مقتل زوجين من أصول تركية وبلغارية مع ابنتيهما اللتان كانتا تبلغان من العمر (ثلاث سنوات ـ بضعة أشهر فقط). وأصيب العشرات من الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة الذين كانوا يقيمون في المنزل. هل كان مرتكب الجريمة يميني متطرف؟ مرة أخرى استبعدت الشرطة الدافع المعادي للأجانب. بينما يطرح موقع صحفية (تاز) التساؤل لا عمل للشرطة بدون ضغط. فلا يبدو أن الأمر ينجح دون ضغط من جميع الأطراف. استبعاد السلطات للدوافع اليمينية في عدة جرائم تكرر عدة مرات. ومن المتوقع صدور الحكم في القضية نهاية الشهر الحالي.

حريق مدمر

وبحسب النيابة العامة فإن المتهم أشعل النار عمداً في مبنى سكني في زولينغين ليلة 25 مارس/ آذار 2024. حيث سكب ما لا يقل عن لتر من البنزين على الدرج وأشغل النار فيه. انتشرت النيران بسرعة ووصلت إلي شقة العائلة ما أدى إلى مقتلهم. وتمكن ثمانية سكان آخرين من إنقاذ أنفسهم بالقفز من النوافذ والهبوط على سقف سيارة. وقد أصيبوا بإصابات كانت في بعض الحالات تهدد حياتهم. ويقال إن المتهم هو مستأجر سابق للمبنى الخلفي وكان طرد بعد نزاع مع المالك بسبب متأخرات الإيجار. تمكن المحققون من تعقب المتهم من خلال كاميرات المراقبة ليلة وقوع الجريمة.

استبعاد الدوافع اليمينة كسبب وراء الحريق

أعلن مكتب المدعي العام في فوبرتال عن عدم وجود دلائل وراء دافع معاد للأجانب. وبعد وقت قصير من الحريق أعلنت الشرطة أنهم حلوا القضية بشكل كبير. ولكن اتضح لاحقاً بفضل المحامية Seda Başay-Yıldız وجود دوافع يمينية وراء الهجوم. حيث عثر على 166 ملفاً على قرص صلب في شقة الجاني يحتوي على مواد يمينية متطرفة. ويرجع الفضل في عثور السلطات على هذه الملفات إلى مثابرة المحامية. فالملفات تحتوي على صور لأفراد المجموعة المتطرفة NSU ومواد أخرى تبدي الكراهية للأجانب.

المتهم لديه سوابق جنائية

بدأت محاكمة المتهم نهاية يناير الماضي في محكمة فوبرتال الإقليمية وما تزال أسباب الهجوم غير واضحة. وبحسب النيابة العامة فإن المتهم يواجه اتهامات بأربعة جرائم قتل و21 تهمة محاولة قتل. في أبريل من العام الماضي بعد الحريق المتعمد، هاجم المتهم أحد معارفه بساطور. وقام أولا برش الغاز المسيل للدموع داخل شقة الضحية قبل أن يضربه مرتين على رأسه بساطور طوله 45 سنتيمتر. ونشب النزاع بينهما بسبب صفقة مخدرات فاشلة. بعد هذا الهجوم قام المحققون بتفتيش شقة المتهم وعثروا على مواد تدينه في هجوم الحريق. قام المتهم مرتين عام 2022 و2024 بإضرام النار في مباني سكنية قبل الهجوم الأخير الذي أودى بحياة العائلة التركية البلغارية.

بدء المحاكمة في فوبرتال

حضر العديد من أفراد أسرة الزوج المتوفي من قريتهم في بلغاريا، عند بدء المحاكمة في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي. كانت العائلة قد انتقلت منذ عدة أسابيع فقط إلى ألمانيا قبل وقوع الحريق. كانوا يرتدون قمصاناً عليها صورة الزوجين وكانا يبلغان من العمر 28 و29 عاماً. تنتمي العائلة إلى الأقلية التركية في بلغاريا. وقال فاتح زينغال محامي المدعي المشارك: “هناك أسئلة كثيرة لم تصلنا إجابة عنها من بينها أسباب وقوع الجريمة”. يسترجع هذا الهجوم إلى الأذهان الحريق المتعمد الذي وقع في زولينغين عام 1993 حيث أشعل أربعة متطرفين يمينيين النار في منزل عائلة تركية. أسفر الهجوم وقتها عن مقتل سيدتين وثلاثة أطفال. واستبعدت سلطات فوبرتال بسرعة دافع الحريق لأسباب يمينية متطرفة. وزعمت عدم وجود أي دليل على ذلك.

تجاهل السلطات للدوافع اليمينية!

تقول صحيفة تاز إن حريق منزل زولينغين الأخير ليس المرة الأولى التي لا تتوصل فيها السلطات دون ضغوط خارجية إلى فكرة أن مرتكب الجريمة لديه دوافع يمينية متطرفة. في ماغديبورغ تجاهلت السلطات مرتكب الجريمة من اليمين المتطرف لسنوات، ثم فوجئت عندما وقع الهجوم عام 2024. وفي مانهايم كانت الأبحاث التي أجرتها مجموعة أنتيفاهي التي قادت السلطات في النهاية إلى فحص اتجاهات الجاني اليمينية المتطرفة عن كثب. وقالت صحيفة تاز إنه من المثير للقلق أن اليقظة اللازمة لإجراء تحقيقات شاملة حول مرتكبي الجرائم اليمينية المتطرفة والضحايا المهاجرين تتطلب شجاعة وبحث وضغط المجتمع المدني والصحفيين والمحامين والناشطين.

  • صورة الغلاف للضحايا وللمبنى الذي أحرق في مدينة زولينغين
Amal, Berlin!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.