© Lando Hass/​dpa
13/03/2025

ردود الفعل حول “زينة رمضان” للمرة الثانية بمدينة فرنكفورت!

للعام الثاني على التوالي، أضاءت بلدية فرانكفورت في شارع فريسغاس (Fressgass) بزينة شهر رمضان تحت عنوان “رمضان سعيد ” (Happy Ramadan).

تعزيز التآخي ونشر المحبة

المبادرة تهدف إلى تعزيز التآخي ونشر المحبة بين مكونات المجتمع في مدينة فرانكفورت. وهو ما عبرت عنه عضو حزب الخضر ورئيسة بلدية المدينة ومسؤولة التنوع الدكتورة نرجس إسكندري-غرونبرغ خلال تواصلنا معها. مؤكدة أن إضاءة زينة رمضان “تعكس التعايش السلمي بين جميع سكان فرانكفورت. وترمز إلى السلام والإنسانية، وتواجه الإقصاء والكراهية”.

وأشارت إسكندري-غرونبرغ إلى أنها أضواء للتآخي ضد الأحكام المسبقة والتمييز والعنصرية المعادية للمسلمين وكذلك للسامية. وختمت الدكتورة قولها: “في ظل الأزمات والحروب تمثل هذه الإضاءة رمزًا للأمل لجميع الناس وتعزز الترابط في مجتمعنا المتنوع.”

التكاليف والتحديات

نفذ المشروع بالتعاون بين بلدية فرانكفورت وشركة Tourismus+ Congress GmbH وجمعية
Interessengemeinschaft Freßgass‘ e.V، بتكلفة قدرت بنحو 55 ألف يورو. بينما تصل تكاليف التركيب والإزالة إلى قرابة 15 ألف يورو سنويًا. وبحسب القائمين على المشروع، كان التحدي الأكبر هو اختيار الموقع المناسب لإقامة هذه المبادرة.

كيف استقبل سكان المدينة المبادرة مجددًا؟

خلال تواجدي في شارع  Freßgass، تحدثت مع عدد من المارة ومن أصحاب المتاجر لمعرفة آرائهم عن إضاءة رمضان. أحد موظفي المقاهي عبّر عن إعجابه الشديد بالمبادرة، موضحًا أنه مسلم وكان حاضرًا عند إضاءة الزينة قائلا: “كانت لحظة مميزة تعكس التقدير للمجتمع المسلم في المدينة”.

موظف آخر في متجر قريب قال إنه يرى في هذه الخطوة لفتة جميلة تُظهر الاهتمام بالمسلمين خلال شهر الصيام، وكأن المدينة تقدم لهم نوعًا من التقدير والاعتراف برمضان كجزء من النسيج الثقافي لفرانكفورت. لكن في المقابل أشار آخرون إلى أن التقدير الحقيقي يجب أن ينعكس في الحياة اليومية أيضًا، وليس فقط من خلال الزينة الرمضانية.

الردود على وسائل التواصل الاجتماعي

أما ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي فقد نالت صدى واسع، ووصلت مشاهدة مقاطع الفيديو التي تظهر إضاءة رمضان إلى الملايين، ما يعكس اهتمامًا واسعًا بهذه المبادرة. ورغم ذلك، لم تخلُ ردود الفعل من بعض الانتقادات، إذ تساءل البعض عما إذا كانت المدينة تدعم الاحتفالات الدينية الأخرى بنفس الطريقة؟ وردًا على هذا السؤال، أكدت بلدية فرانكفورت أنها تولي الاهتمام نفسه للأعياد الأخرى، كعيد الميلاد وحانوكا. أما المقارنةً بين العام الحالي والعام الفائت، والذي شهد العديد من الانتقادات من قبل بعض المنصات اليمينية المتطرفة، فإن الانتقادات السلبية لهذا العام على وسائل التواصل الاجتماعي كانت محدودة للغاية.

رواد الشارع يلتقطون الصور للتصاميم الرمضانية الضوئية – تصوير جنى صلاح

يُذكر أن هذه المبادرة استُوحيت من مبادرة العاصمة البريطانية لندن عام 2023، والتي حملت الاسم نفسه (رمضان سعيد)،
„Happy Ramadan”.

  • إعداد وتقرير: جنى صلاح