Foto: Boris Roessler/dpa
04/03/2025

حادثة الدهس في مانهايم: الفاعل ألماني هذه المرة!

هزّت حادثة الدهس المروعة مدينة مانهايم الألمانية، حين قاد رجل سيارته باتجاه حشد من الناس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين. فما هي تفاصيل الحادث؟ وماهي هوية الضحايا والجاني؟ وكيف تفاعل السياسيون مع الحادثة؟ وردود الفعل السياسية، بالإضافة إلى تأثير الحادث على احتفالات الكرنفال.

حادثة دهس في مانهايم!

وقعت الحادثة بعد ظهر يوم الإثنين في وسط مدينة مانهايم، عندما قاد رجل سيارته من نوع فورد فييستا بسرعة عالية إلى منطقة المشاة في ساحة العرض المركزية، حيث كانت المدينة تعج بالزوار بسبب سوق الكرنفال المقام حول برج المياه.

ووفقاً لشهود العيان، اندفع السائق من شارع Friedrichsring إلى شارع التسوق الرئيسي، مما أدى إلى دهس العديد من المشاة. وبعد الحادث، حاول الجاني الفرار، لكن سائق سيارة أجرة تبعه حتى نهاية الشارع، وتمكن من إعاقته، مما دفع المشتبه به إلى الفرار سيراً على الأقدام نحو الميناء، وهناك ألقت الشرطة القبض عليه.

لماذا لم يتم تأمين الطريق؟

رغم إقامة سوق الكرنفال، لم تكن هناك أي حواجز أمنية أو أعمدة لمنع المركبات من دخول شارع التسوق. وأوضحت الشرطة أن السبب في ذلك يعود إلى حركة الترام وضرورة السماح بتوصيل البضائع إلى المحلات التجارية. كما لم يكن هناك سبب سابق يستدعي إغلاق الطريق من وجهة نظر السلطات.

ماذا نعرف عن السائق؟

أسفرت الحادثة عن مقتل شخصين إحداهما امرأة تبلغ من العمر 83 عاماً ورجل يبلغ من العمر 54 عاماً. كما أصيب 11 شخصاً آخرين، بينهم خمسة في حالة خطيرة وستة بجروح طفيفة. وأكدت السلطات عدم وجود أطفال بين المصابين.

أما عن المشتبه به فهو رجل ألماني يبلغ من العمر 40 عاماً من مدينة لودفيغشافن المجاورة. وفقاً للشرطة، تصرف بمفرده وليس لديه شركاء في الجريمة. كما تبين أن لديه سجلاً جنائياً، يشمل إدانات سابقة بتهم الاعتداء والقيادة تحت تأثير الكحول، لكن تلك الإدانات تعود إلى أكثر من عشر سنوات.

ما هي دوافع الجاني؟

حتى الآن، ما تزال دوافع الجاني غير واضحة. ومع ذلك، استبعد الادعاء العام أي دوافع متطرفة، مشيراً إلى وجود “مؤشرات ملموسة” على إصابته بمرض عقلي. وجهت له تهمة القتل العمد، ويُقال إنه أصيب أثناء القبض عليه باستخدام مسدس فارغ. ثم نقل إلى المستشفى، ولم تتمكن الشرطة من استجوابه بعد. كما قامت القوات الخاصة بتفتيش شقته، التي يعتقد أنه كان يعيش فيها بمفرده، لكن لم تكشف الشرطة عن أي أدلة أخرى حتى الآن.

ردود الفعل السياسية

أثارت الحادثة صدمة واسعة، وعبّر العديد من السياسيين عن تعاطفهم مع الضحايا وأسرهم. وعن ذلك قال رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، وينفريد كريتشمان (حزب الخضر) “من الصعب تحمل هذه المأساة. الدولة تفعل كل ما في وسعها لحماية المواطنين، لكن لا يمكن تحقيق أمن بنسبة 100%”.

أما وزير داخلية الولاية، توماس ستروبل (الحزب الديمقراطي المسيحي) فأكد أنه لا يمكن تحويل المدن إلى قلاع محصنة، لكن يجب أن إيجاد طرق لحماية السكان. في حين شكرت وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فايزر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) الشرطة على استجابتها السريعة، قائلة إن “الحادث كان رعباً في وضح النهار”.  وقدّم الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير تعازيه لعائلات الضحايا، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل. ووصف زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز الحادث بأنه “تذكير صارخ بضرورة تحسين الأمن في ألمانيا”.

كيف أثرت الحادثة على احتفالات الكرنفال؟

نتيجة للحادثة المأساوية، ألغيت العديد من فعاليات الكرنفال في ولاية بادن فورتمبيرغ، خاصة في مانهايم والمناطق المحيطة بها، مثل هايدلبيرغ وشفيتسينغين. شمل ذلك إلغاء مسيرات الكرنفال المخطط لها في ضواحي فودنهايم ونيكاراو وساندهوفن، بالإضافة إلى إغلاق سوق الكرنفال في برج المياه.

وبينما ما تزال التحقيقات جارية لمعرفة دوافع الجاني، تثير هذه الحادثة تساؤلات حول سبل تعزيز الأمان في المدن الألمانية دون تقييد حرية التنقل والحياة اليومية للمواطنين.

المصدر