epd-bild/Detlef Heese
19/02/2025

انتخابات 2025 الاتحادية.. نصف مليون صوت جديد تغيّر ملامح الديمقراطية!

في الانتخابات البرلمانية الألمانية المقرر إجراؤها في 23 فبراير/ شباط الجاري، سيتمكن أكثر من نصف مليون مواطنة ومواطن جديد من الإدلاء بأصواتهم لأول مرة وذلك حسب ما جاء في موقع ” ميديا دينست”. يمثل السوريون نسبة كبيرة من هؤلاء الناخبين، حيث حصل حوالي 161 ألف سوري على الجنسية الألمانية بين عامي 2016 و2023، بعد وصولهم كلاجئين عام 2015.

ارتفاع معدلات التجنيس وتأثيره على المشهد الانتخابي

شهدت ألمانيا زيادة كبيرة في معدلات التجنيس منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2021. فبين عامي 2021 و2023، حصل أكثر من 500 ألف شخص على الجنسية الألمانية. كما ارتفعت الأعداد العام الماضي، إذ سجلت ولاية بافاريا 51,400 حالة تجنيس في 2024، بزيادة 42% عن العام السابق، بينما شهدت ولاية هيسن ارتفاعًا بنسبة 70% بعد تجنيس 25,800 شخص. يعود هذا الارتفاع إلى السياسات التي تسهل اندماج المهاجرين واللاجئين، ما يمنحهم حقوقًا سياسية كاملة، بما في ذلك حق التصويت في الانتخابات.

التحديات التي تواجه مشاركة المهاجرين

وذكر الموقع أيضاً، رغم تزايد أعداد المواطنين الجدد الذين يملكون حق التصويت، ما يزال العديد من المقيمين في ألمانيا محرومين من هذا الحق. فعلى سبيل المثال، في انتخابات برلين المحلية عام 2023، لم يتمكن نحو 750 ألف شخص من التصويت لعدم حصولهم على الجنسية الألمانية. ما يمثل حوالي 23% من سكان المدينة.  تواجه النساء المهاجرات تحديات مزدوجة تتعلق بالجنس والخلفية المهاجرة. فعلى الرغم من مرور أكثر من مائة عام على منح النساء حق التصويت في ألمانيا. ما تزال النساء، وخاصة المهاجرات، ممثلات تمثيلاً ناقصًا في البرلمانات والمجالس المحلية. هذا النقص بالتمثيل يعكس الحاجة إلى تعزيز مشاركة النساء المهاجرات في الحياة السياسية وضمان سماع أصواتهن في عمليات صنع القرار.

خصائص الناخبين من أصول مهاجرة

يمثل الناخبون من أصول مهاجرة نسبة مهمة من الكتلة الانتخابية في ألمانيا. ووفقًا للمكتب الاتحادي للإحصاء، فإن عدد الناخبين ذوي الخلفية المهاجرة يصل إلى 7.1 مليون شخص، ما يعادل 12% من إجمالي الناخبين المؤهلين. ومع ذلك، فإن 59% من البالغين ذوي الخلفية المهاجرة، أي حوالي 10 ملايين شخص، لا يملكون حق التصويت!

توزع أصول هؤلاء الناخبين

2 مليون شخص من دول الاتحاد الأوروبي، مليون شخص من تركيا، 2.3 مليون شخص من دول الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا، كازاخستان، أوكرانيا)، 2.09 مليون شخص من دول آسيوية، 308 ألف شخص من دول أفريقية، معظمهم من المغرب، 175 ألف شخص من أمريكا الشمالية والجنوبية. يُذكر أن ثلث هؤلاء الناخبين حصلوا على الجنسية بالتجنيس، وهم أصغر سنًا مقارنة ببقية الناخبين، حيث إن 28% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، مقابل 20% بين الناخبين الآخرين.

اهتمامات الناخبين من أصول مهاجرة

تشير الدراسات إلى أن اهتمامات الناخبين من أصول مهاجرة لا تختلف كثيرًا عن بقية الناخبين الألمان. ففي استطلاع للرأي عام 2021، كانت القضايا الأهم بالنسبة لهم هي: الصحة (53%)، التقاعد (45%)، الاقتصاد والعمل (40%)، التعليم (39%)، سياسة الهجرة واللجوء (28%).

الاتجاهات الحزبية للناخبين من أصول مهاجرة

شهدت الأحزاب التقليدية، مثل الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، تراجعًا في شعبيتها بين الناخبين من أصول مهاجرة. في المقابل، ازداد الدعم للأحزاب الصغيرة مثل حزب الخضر (Die Grünen) وحزب اليسار (Die Linke). على سبيل المثال، حصل حزب الخضر في انتخابات 2017 على 12% من أصوات الناخبين المهاجرين، مقارنة بـ9% من إجمالي الناخبين.

تعزيز المشاركة السياسية للمهاجرين

تلعب مجالس الاندماج المحلية دورًا مهمًا في تمثيل مصالح المهاجرين، حيث يتم انتخابها من قبل المهاجرين أنفسهم لتقديم الاستشارات للمجالس البلدية بشأن قضايا الاندماج. ومع ذلك، فإن صلاحيات هذه المجالس تظل استشارية فقط، مما يحد من تأثيرها في صنع القرار.

ستعكس الانتخابات الألمانية لعام 2025 تنوع المجتمع الألماني المتزايد، مع ارتفاع نسبة الناخبين من أصول مهاجرة. ومع ذلك، سيبقى التحدي بتعزيز مشاركة هؤلاء المواطنين في العملية السياسية وضمان تمثيلهم العادل داخل المؤسسات الديمقراطية، خاصة النساء منهم، مع ضرورة توسيع صلاحيات مجالس الاندماج لزيادة تأثيرها على صنع القرار.