قبل أسبوع من الانتخابات البرلمانية الألمانية، خاض مرشحو المستشارية من أحزاب الاتحاد المسيحي، والبديل من أجل ألمانيا (AfD)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، وحزب الخضر أول مناظرة تلفزيونية رباعية لمناقشة القضايا الخلافية.
الخلافات حول الاقتصاد والحرب في أوكرانيا
في ما يُعرف بـ ” المناظرة الرباعية” التي نظمتها قناة RTL، ظهرت الاختلافات الواضحة في مواقف مرشحي الأحزاب الأربعة، خاصة حول قضايا السياسة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الحرب في أوكرانيا والإدارة الأمريكية الجديدة. مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه أكدا ضرورة التفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإبرام اتفاق سلام، وهو ما طالب به AfD منذ ثلاث سنوات، مضيفةً: “تعرضنا للشتائم القاسية بسبب ذلك”.
>من جانبه، اتهم مرشح حزب الاتحاد، فريدريش ميرتس، فايدل بالتهرب من الإقرار بأن روسيا بدأت الحرب على أوكرانيا دون أي مبرر. وأكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحلم بإعادة “روسيا الكبرى”، مشيراً إلى أن “عينه على أراضي الناتو”. أما المستشار أولاف شولتس (SPD)، فقال إنه لا يجوز لأحد أن يقرر مصير أوكرانيا ويفرضه على الأوكرانيين.
قلق أوروبي بعد محادثة بين ترامب وبوتين
بدوره، اعتبر مرشح حزب الخضر، روبرت هابيك، أن ترامب وإدارته شنوا “هجوماً مباشراً على قيم الغرب”، مشيراً إلى أن النظام القائم على القواعد والديمقراطية الليبرالية أصبح محل تساؤل لديهم، لذلك “لا يجدون مشكلة في عقد صفقات مع بوتين”. ودعا الأوروبيين إلى التكاتف في هذه المرحلة.
بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين، ساد القلق في أوروبا وأوكرانيا من احتمال استبعاد الأوروبيين من أي اتفاق سلام محتمل. وتزايدت المخاوف من أن ترامب قد لا يرغب في وجود الأوروبيين على طاولة المفاوضات، لكنه سيطالبهم بتحمل الأعباء عند تنفيذ أي تسوية سلمية.
جدل حول سياسة الهجرة والترحيل
عند التطرق إلى ملف الهجرة، تباينت مواقف المرشحين. أكد شولتس أنه سيواصل جهوده للحد من الهجرة غير النظامية، قائلاً: “سنواصل العمل على ذلك، ويجب أن نستمر”. من جهته، رأى ميرتس أن عدد عمليات الترحيل منخفض جداً مقارنة بعدد طالبي اللجوء الوافدين حديثاً، ووجّه انتقادات لبرنامج استقبال الحكومة الألمانية للأشخاص الأكثر عرضة للخطر في أفغانستان.
أما نائب المستشار ووزير الاقتصاد الحالي، هابيك (حزب الخضر)، فردّ بأن “طالبان التي تحكم أفغانستان هي نظام إرهابي”. بينما اعتبرت فايدل أن هناك “فقداناً للسيطرة” في ملف الهجرة.
جدل حول تصريحات غاولاند بشأن النازية
أثارت المناظرة التلفزيونية أيضاً جدلاً حول دور حزب البديل من أجل ألمانيا. فقد ذكّر المستشار شولتس بتصريحات الرئيس الفخري للحزب، ألكسندر غاولاند. الذي قال في حزيران/يونيو 2018: “هتلر والنازيون ليسوا سوى بقعة صغيرة في تاريخ ألمانيا الممتد لأكثر من 1000 عام”. لاحقاً، وصف غاولاند تصريحاته بأنها “قابلة للتأويل سياسياً بشكل غير حكيم”.
من جانبها، ردّت فايدل في المناظرة قائلة: “يمكنكم إهانتي كما تريدون هذا المساء، لكنكم بذلك تهينون ملايين الناخبين. هذا لا يؤثر عليّ إطلاقاً، فأنا فقط أمثل أصواتهم”. ورفضت مراراً التعليق على تصريحات غاولاند رغم إصرار المذيعين على الاستفسار عنها.
في المقابل، وصف ميرتس حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه “حزب يميني متطرف، بل يتضمن في جزء كبير منه توجهات متطرفة”. كما اتهم فايدل بعدم اتخاذ موقف نقدي تجاه القيادي اليميني المتشدد في الحزب، بيورن هوكه. وكانت فايدل قد صرّحت سابقًا لصحيفة “بيلد” بأنها “تتفهم جيداً” هوكه، واعتبرت محاولتها السابقة لطرده من الحزب “خطأ”. وعند سؤالها عما إذا كانت تراه مناسباً لتولي منصب وزاري، أجابت بـ”نعم”.
ميرتس: محادثات منطقية بعد الانتخابات
أما عن التحالفات المحتملة بعد الانتخابات، فقد أشار ميرتس إلى أن حزبه قد يتعاون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر. مستبعداً أي تحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا. وقال: “أريد استراتيجياً أن يكون لدينا خياران على الأقل، لكننا بحاجة إلى خيار واحد فقط”. وعند سؤاله عن هذه الخيارات، أوضح: “ربما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وربما حزب الخضر”، لكنه أبدى شكوكاً حول الحزب الديمقراطي الحر (FDP). وأعرب عن ثقته في أن “إجراء محادثات عقلانية بعد الانتخابات أمر ممكن”.
تمت إدارة هذه المناظرة من قبل الصحفية بينار أتالاي والمذيع المخضرم غونتر ياوخ، الذي اشتهر بتقديم برنامج “من سيربح المليون؟”. وخلال النقاش السياسي، طرح أسئلة بأسلوب برنامجه. مثل: “كم تبلغ نسبة الموظفين الحكوميين الذين يعملون حتى سن التقاعد القانوني؟”.
يُذكر أن شولتس، هابيك، ميرتس، وفايدل كانوا قد شاركوا الأسبوع الماضي في برنامج “كلازتكس” على قناة ZDF. حيث أجابوا عن أسئلة الجمهور بشكل فردي. ومن المقرر أن يلتقوا مجدداً مساء اليوم (الساعة 21:15) في برنامج “ساحة الانتخابات” على قناة ARD، حيث سيواجهون أسئلة المواطنين مباشرة.
